الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أطفال الشوارع في دمياط يرفضون دور الأيتام.. ولاء: أبي مدمن ولا أجد الطعام.. وأسماء: حياة الشارع مؤلمة ولكن لا بديل

صدى البلد

  • حياة كريمة تساهم في إنقاذ أطفال الشوارع بدمياط
  • الأطفال يفضلون حياة الشارع للحصول على الطعام والبطاطين
  • طبيب نفسي: أطفال الشوارع يعيشون تحت ضغط نفسي يؤثر بالسلب على تكوينهم

أطفال الشوارع ظاهرة لم تكن منتشرة في الماضي داخل محافظة دمياط، ولكن على مدار الأعوام القليلة الماضية زادت وأصبحت ملفتة للنظر، وأغلبهم يتخذون من الميادين العامة والشوارع الرئيسية مأوى لهم، خاصة مع الاحتفالات والمناسبات والأعياد، والتسول هو مصدر رزقهم، لأنهم لا يمتهنون سوى مهنة واحدة أساسية وهي مهنة التسول إلى جانب مسح وتنظيف السيارات في الإشارات والشوارع الرئيسية.

ومع انطلاق مبادرة "حياة كريمة" التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنقاذ الآلاف من المشردين بالشوارع، حرصت مديرية التضامن الاجتماعى على جمع هؤلاء الأطفال وتقديم المعونة لهم، إلا أن الكثير منهم رفض يد العون وفضل البقاء في الشارع فاقتصر دور فريق الرصد التابع لمديرية التضامن الاجتماعى بدمياط بتقديم وجبات غذائية لهؤلاء الأطفال والبطاطين وغيرها من المساعدات وحاول فريق من الإخصائيين النفسيين التودد للأطفال لإقناعهم بترك الشارع إلا أن أغلب تلك المحاولات تنتهي بالفشل.

ومعظم هؤلاء الأطفال لديهم أسر ومنازل يعيشون داخلها، ولكن تم الزج بهم للشارع لأسباب اقتصادية أو نتيجة لعدم الاستقرار الأسري، وهناك من يهربون من المنزل سواء نتيجة لقسوة الأب أو الأم أو لعدم وجود من يتحمل مسئوليتهم داخل منازلهم، وأطفال الشوارع ينتشرون تحديدا بمنطقة امتداد الكورنيش بالمدينة بدءا من موقف الميكروباص وصولا إلى ميدان الساعة حتى شارع الحربي، وتلك المناطق هي من أشهر المناطق الحيوية والتجارية بدمياط ﻻحتوائها على كثير من المحال التجارية ومعارض الموبيليات على امتداد الكورنيش، إضافة إلى مبنى ديوان المحافظة والمحكمة وميدان الساعة.

وتقول أسماء إحدى أطفال الشوارع والتى تبلغ من العمر 10 سنوات، إن لديها أسرة ولكنها أسرة فقيرة ولا يمتلكون مصدرا للرزق، ولهذا خرجت إلى الشارع لكي تتسول، وقد سبقتها أختها الكبرى ولكنها هربت وتركت المنزل ولا يعلموا عنها شيئا، وأكدت أنها تلاقي معاناة يومية أثناء وجودها في الشارع وإجمالي ما تحصل عليه يتراوح بين ١٠ جنيهات و١٥ جنيها، وهذا لا يكفي أسرتها المكونة من أب وأم وثلاثة أشقاء.

وقالت ولاء، ١٠ سنوات، إنها هربت من أسرتها نظرا للمعاملة السيئة من جانب والدها، إضافة إلى أنها تعانى من عدم حصولها على طعام من المنزل، فالأب مدمن ويعمل نجارا ولا يعمل بشكل منتظم، ولهذا تعانى أسرتها من عدم وجود أساسيات المعيشة من مأكل ومشرب وتشير إلى تعرضهم للإهانة من قبل بعض الأهالي والذين ينهرونه بشدة، وأحيانا يتم تعرضهم للضرب نتيجة إصرارهم على التسول من المواطنين وأحيانا يقوم أصحاب معارض الموبيليا أو العاملون بها بطردهم وأحيانا ضربهم.

وتوضح الدكتورة آمال الشربينى، طبيب نفسي، أن أطفال الشوارع يعيشون تحت ضغط نفسي يؤثر بالسلب على تكوينهم النفسي والشخصي، فأغلبهم أطفال وتعرضهم للإهانة والضرب يجعلهم أطفالا غير أسوياء مثل باقي الأطفال، فهم يحملون حقدا نحو المجتمع ونحو كل أسرة سوية وتعيش حياة مستقرة فهم يعتبرون أنفسهم ظلموا داخل المجتمع وتم حرمانهم من الكثير من حقوقهم سواء بالعيش بشكل آدمي وبمستوى معيشي مناسب، كما تم حرمانهم من ممارسة طفولتهم، إضافة إلى أنهم يجدون أنفسهم منبوذين من قبل المجتمع ومن المفترض أن يتم إنشاء جمعية أهلية داخل دمياط يكون دورها احتواء هؤلاء الأطفال وتأهيلهم نفسيا للعيش داخل المجتمع بشكل سليم وسوى.

وأكد حسام عبد الغفار، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بدمياط، أن فريق التدخل السريع المحلي التابع لمبادرة "حياة كريمة" يكثف جهوده للبحث عن المشردين؛ نظرا للظروف الجوية التى تتعرض لها البلاد ولما تمثله من خطر كبير على صحة المشردين، فدمياط ليس بها دور لرعاية المسنين ولكن يتم التنسيق مع الجمعيات الأهلية لتوفير مسكن لهم، وبالنسبة للأطفال، فهناك دور رعاية أيتام واحدة للبنين وواحدة للبنات، وأغلب أطفال الشوارع لديهم أسرهم ولكنهم يفضلون حياة الشارع والتسول عن المكوث مع أسرهم، وأغلبهم أسرهم هي من تقوم بالزج بهم للشارع لأسباب اقتصادية واجتماعية.

وأهاب بالمواطنين والمهتمين بالشأن العام الإبلاغ عن تواجد أطفال بلا مأوى أو مسنين أو فتيات بلا مأوى من خلال الاتصال الخط الساخن للوزارة (16439) و (16528) أو من خلال التواصل عبر الصفحة الرسمية للمديرية أو فاكس المديرية على رقم : 2224308.

وأشار إلى أن الجمعيات الأهلية شريك قوي فى تنمية المجتمع لتنفيذ أهداف المبادرة وإنقاذ مسنين وشباب وأطفال لديهم إعاقات ذهنية من التعرض لخطر التشرد في الشارع.