نشطاء سياسيين أم قطّاع طرق ؟

يقولون إن شر البلية ما يضحك ، وشر البلية هنا للأسف لا يضحك ، لكنه يثير الغيظ والاشمئزاز .
اتحدث هنا عن سلوك بعض من يطلقون على انفسهم انهم نشطاء سياسيون ، الذين قاموا بقطع خطوط السكك الحديدية فى محطات القاهرة والاسكندرية والجيزة وعطلوا القطارات واشتبكوا مع قوات الأمن ومع الركاب بعد ان حبسوهم فى المحطات وداخل القطارات ساعات طويلة .
الغريب أن هؤلاء ارتكبوا جريمة قطع خطوط السكك الحديدية وتعذيب الركاب الذين لا ذنب لهم بدعوى اعتراضهم على كوارث القطارات بعد حادث قطار البدرشين .
بالتأكيد حادث قطار البدرشين كارثة ادمت قلوب المصريين جميعا ، ومن حقنا ان نغضب لهذا الحادث وان نغضب اكثر لاستمرار هذا المسلسل الرهيب من كوارث القطارات التى لا تنتهى ومنها كارثة قطار اسيوط التى اودت بحياة اكثر من 50 طفلا منذ شهرين ، ومن حقنا ان نطالب بفتح ملف السكك الحديدية بشكل كامل ونهائى لتعرف اوجه القصور والفساد ونحاسب كل من تسبب بفساد او اهمال فى ضياع ارواح الابرياء ، ومن حقنا ان نطالب باقالة الحكومة وان نتظاهر ضد الرئيس .
لكن هل هناك علاقة بين كل ذلك ، وقطع خطوط السكك الحديدية ومنع حركة القطارات وتعذيب الركاب البسطاء الذين قد يكون بعضهم فى طريقه للاطمئنان على ذويه من ضحايا قطار البدرشين ؟
اى عقل واى منطق يقبل ذلك ؟ اليس قطع السكك الحديدية فى حد ذاته جريمة ؟ ومن هو المستفيد من مثل هذا السلوك ؟ ومن هو المتضرر منه ؟ اليس المتضرر الاكبر هم نفس المواطنين البسطاء من ركاب السكك الحديدية اهالى ضحايا قطار البدرشين وقبلهم ضحايا قطار اسيوط وغيرهم من الضحايا ؟
للأسف ، هؤلاء الذين قطعوا خطوط السكك الحديدية لا يهمهم تعذيب الركاب ولا زيادة معاناتهم بقدر ما يهمهم تصفية الحساب مع من يختلفون معه ومحاولة استغلال كل حادث لاشاعة الفوضى والتوتر دون التورع عن استغلال دماء الابرياء لتصفية حسابات سياسية وتحقيق اهداف رخيصة حتى لو كان الثمن اضافة المزيد من المعاناة للبسطاء الذين يدعى هؤلاء دفاعهم عنهم .
عموما العيب ليس فى مثل هؤلاء لكن على وسائل الاعلام التى تطلق كلمة ناشط سياسى او ثائر على كل من هب ودب حتى اصبح بعض البلطجية والسوابق والمسجلين خطر يتقدمون الكثير من المظاهرات والفعاليات حاليا .
لا يعنى ذلك مطلقا ان كل من يعترض او يتظاهر او يعتصم بلطجى لا قدر الله ، فهناك المعارضون والنشطاء والثوار الشرفاء الذين لا يرتكبون عنفا ولا يقطعون طرقا ولا سكك حديدية ولا يستخدمون المولوتوف ولا يقتحمون مؤسسات ، وهذه كلها افعال تقع تحت بند الجرائم التى يعاقب عليها القانون ، والمسمى الحقيقى لمرتكبيها انهم بلطجية او مجرمون يجب تطبيق القانون عليهم بكل حسم .
العيب الاكبر يقع على الحكومة التى ما زالت مترددة او عاجزة حتى الآن عن تطبيق القانون ، ما زالت حكومتنا ايديها مرتعشة وهو سبب كافى لاقالتها .