EN 
القرار الذي اتخذته بريطانيا بتصنيف ميليشيا حزب الله منظمة إرهابية واعتبارها بجناحيها السياسي والعسكري منظمة إرهابية.. قرار متأخر للغاية من جانب لندن. لكنه يكشف خبايا كثيرة عن العمل الظلامي لهذه الميليشيا؟
والحاصل أن حزب الله، وعلى مدى أكثر من 35 سنة على ظهوره في لبنان بتمويل إيراني وفي إطار نظرية الولي الفقيه كان وبالا على لبنان والعالم العربي.
فالميليشيا التي يتراوح عدد عناصرها ما بين 20-50 ألف مقاتل وفق بعض التقديرات. لطخت وجه بيروت بالدم على مدى ثلاثة عقود ماضية.
ومن خلال ستار مضلل، عن أنها حركة مقاومة تصدت لإسرائيل أو ظلت تتصدى لها طوال سنوات. عززت ميليشيا حزب الله وجودها في الأراضي اللبنانية ولم يكن هناك من يقول إن هذا الإيراني الموجود على رأس حزب الله ليس لبنانيًا من الأساس وإنما يخدم توجهات طائفية دينية ميليشياوية قميئة.
لم يقف أحد في وجه حسن نصر الله وهو بدوره لم يحدد لنفسه خطًا أصفر أو أحمر يقف عنده. أصبح نصر الله هو بيروت وأصبحت لبنان تختصر عالميًا في توجهات ميليشيا حسن نصر الله.
وبالطبع فإن الكلام عن أن نصر الله قاد مقاومة لبنانية أو ما شابه ذلك ضد إسرائيل ليس أكثر من ترهات. رددها إعلام قطر وقناة الجزيرة طوال سنوات على مسامع المواطن العربي بأن نصر الله هو سيد المقاومة أو شيخها. والحقيقة أنه لم يكن سوى واحد من قادة مافيا دينية فاسدة وفق وصف أطلقه وزير الخارجية بومبيو مؤخرا على قادة النظام الديني الإيراني و حسن نصر الله واحدا منهم.
كما أن ما تكشف مؤخرا من فضائح بالصوت والصورة عن علاقة الميليشيا الوطيدة بمافيا المخدرات والدعارة في أمريكا الجنوبية وعلاقاتها بمادورو في فنزويلا. وبالطبع أواصرها الممتدة مع الحرس الثوري الإيراني. وقبلها دور حزب الله القذر في حرب سوريا بشهادات دولية موثقة عن جرائم ارتكبتها عناصره في سوريا. يؤكد أن خطاب المقاومة والبطولة الذي يدعيه حزب الله ليس أكثر من بدعة ورداء كاذبًا.
فالميليشيا تأسست على أموال المخدرات والدعارة. وجندت مرتزقة أضاعت وجه لبنان الحضاري. واليوم وبعد 10 شهور كاملة من التجمد السياسي وعدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة يقف الاقتصاد اللبناني في مفترق طرق وهناك تحذيرات ضخمة من انهياره.
كل هذا والعالم لا يعرف عن لبنان إلا ميليشيا نصر الله ووجه نصر الله! وتصريحاته العنترية من مخبئه في الضاحية الجنوبية.
وتمجيده ليل نهار لقادة إيران والولي الفقيه! وما طرحه مؤخرًا من إمكانية قيام إيران بتدريب الجيش اللبناني وتوريد معداته . إنه باختصار عراب الولي الفقيه للعالم العربي ومندوبه في سوريا ولبنان والعراق..
ونعود للحظر البريطاني، وما سبق في المقال أعلاه كان باختصار بعضا من الأسباب التي دعت لندن لحظر حزب الله واعتباره منظمة إرهابية. رغم انها لم تكتو من نيران هذه العصابات والميليشيات مثلما حدث عندنا.
