الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البيضة والحجر


- كل شيء أصبح مزيفًا، المبادئ والأفكار والناس حتى نظريات العلم يفتتها الشك تهدمها البحوث الجديدة مع كل يوم.
= بصراحة أنت أنهكت ذهني. 
- الناس في حاجة ليقين لحقيقة واحدة تكون ثابتة..ده اللي بيخليهم يؤمنوا بحجاب وتعويذة ودرويش اهبل يضحك عليهم.
= أفهم من كده إنك بتجهل المجتمع وتتهمه بالجهل.
- لا بالضعف الضعف مبيفرقش بين جاهل ومتعلم هما اللي بيخلقوا الدجال ويصنعوه بإرادتهم زي ما صنعوا من الحجر تمثال وعبدوه.

.. هنا نقف أمام المشهد اليقينى فى فيلم " البيضة والحجر " ؛ نقف امامه لنرى كيف استطاع الاستاذ مستطاع "أحمد ذكى " ان يخدع الجميع ؛ ويرهق محققه ؛ الى ان يصل ان يتهم المجتمع بالضعف .

ومن شاشات السينما الى شاشات السوشيال ميديا ؛ العالم الافتراضى والذى تحول من شائعات وفاة الفنانين الى شائعات تعيين الوزراء وكبار المسئولين ؛ الى وضع تحليلات وفرضيات عما يدور فى كواليس الحكم وصولا الى تجليات حول الحوادث سواء ارهابية او حوادث اهمالية .

"بتويتة " المهندس محمد وجيه عبد العزيز، وزيرًا للنقل خلفا للمهندس هشام عرفات، الذي استقال على خلفية حادثة محطة مصر، وهنا تناقل آلاف بل وملايين تلك التويتة المزيفة ؛ وصولا للمواقع الاخبارية مرورا بالفيس بوك وكل وسائل التواصل الاجتماعى .

ولكن خبر التعيين لم يكن سوى "تويتة قصيرة" على "تويتر"، نشرها صاحب حساب يدعى "خالد عنخ أمون الأول"، ليثبت بها بعد ساعات مدى انتشار الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعد انتشار الخبر المزيف والذى انتظر الكثيرون أداء المهندس " محمد وجيه عبد العزيز" اليمين الدستورية باعتباره صاحب طفرة السكك الحديدية بفرنسا، وصاحب الطفرة في السكك الحديدية التي حدثت بالسويد على مدار 18 سنة الماضية، والحاصل على الأوسمة العليا من فرنسا في السكك الحديدية.. ؛ ليفاجأ الجميع بعد ساعات بأن محمد وجيه عبدالعزيز متوفى منذ 11 عاما ؛ ولم يكن مهندسا بالاساس ؛ وأن نجله نشر تلك التويتة لبيان مدى اثر الشائعات التى يمكن ان يطلقها اى شخص لتدمير المجتمع ؛ وبيان ان الضعف يمثل خطرا على المجتمع كالارهاب .

لم يكلف أى موقع اخبارى ان يتواصل مع أى مسئول حكومى لمعرفة من هذا المسئول المرشح لوزارة النقل ؛ ولم يكلف أحد نفسه من الناقلين للتويتة ان يقول نقلا عن كذا ؛ وادعى الجميع انه يكتب نقلا عن مصادر موثوقة بأنه بالفعل تم اختيار وجيه وزيرا للنقل !!

.. الأزمة هنا أزمة مركبة ؛ أزمة اخلاق ان تنقل ولا تكتب مصدرك ؛ وأزمة ان تكتب "بغير علم " ؛ وأزمة مجتمع " أسفنجى" ؛ شديد الامتصاص لكل شىء حتى لو كانت شائعة .

.. قبل شائعة تعيين "متوفى" وزيرا للنقل ؛ وعلى هامش نفس الواقعة " حادث محطة مصر " ؛ كتب احدهم رؤيته العميقة حول الحادث " :

"بأنه رأى فى صورة الحادث ليس مجرد ارهاب بل " هرم ناقص درجاته ١٢ درجة وينتهي بهرم ذهبي يكمل الدرجة الـ ١٣؛ وان الهرم الماسوني يعني ظهور الصورة بهذا الشكل ؛ وأن الظل والنور والنار بهذا الشكل معناه خطير؛ معناه ان الحادث مش مجرد ارهاب؛ لكنه قربان بشري للشيطان ؛يعني الناس اللي ماتت قدمت قربان للشيطان مقابل مساعدة المنفذين في شيء قادم. وأن الموضوع طلع خطير وكبير".

هذا الهراء لم يزعجنى ؛ بل ما أزعجنى هو ان 3600 صديق لديه قاموا بنشر البوست وحصل على 5400 لايك ومئات الكومنتات التى تطالبه بمزيد من التفاصيل حول تلك الرؤية العميقة العظيمة .

.. هنا يجب ان نقف ؛ لأننا امام معركة لتغييب الوعى ؛ معركة ليس لها عتاد او سلاح ؛ معركة أدواتها" الكيبورد؛ وأرضها الخصبة العقول المغيبة الضعيفة ؛ وساحتها الوطن الذى لا يريد له البعض ان يضىء أو ينير أو يستنير.

فالجهل فى زمن العلم " خطيئة " وأحيانا " حماقة "؛ لكن الحماقة مبرأة سلفا عن كل اثم؛ فلكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها.

.. فهنا ضمائر مغيبة تائهة آثمة .. والضمائر الآثمة لا تحتاج الى أصابع اتهام .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط