الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. خالد رحومة يكتب.. بلاغ لمن يهمه الأمر.. احذروا الخلايا النائمة

دكتور خالد رحومة
دكتور خالد رحومة

قد يبدو العنوان في شكل بلاغ مقدم لجهة ما ولكن الحقيقة ليست كذلك "فمن يهمه الأمر" هنا هو كل مواطن مصري من المائة مليون أما الأمر الذي يفترض أن يهم هذا المواطن فهو " الوطن"..

إن المتابع لما يحدث حولنا خلال الأيام الأخيرة يلحظ حالة غريبة قد ظهرت وهي حالة إحتقان زائد وسوء فهم وإنغلاق حاد للعقول وغياب كامل للوعي، فمن منا لم يصدم في شخص أو أكثر في محيط العالم الإفتراضي علي السوشيال ميديا، فتجد آراء غريبة لافتة للانتباه.

وقد ساقتني هذه الظاهرة للبحث فوجدت ضالتي فيما أطلق عليه حروب الجيل الرابع التي تجعل عدوك يدمر نفسه بنفسه دون أن تطلق عليه رصاصة واحدة، فكل ما عليك هو تغييب عقول شباب في سن صغير لم تتضح فيه رؤيتهم بعد وزرع هؤلاء في كافة الأوساط والطبقات ليقومون ببث أفكار مسمومة من حين لآخر ، ولعل الحادث الأخير في رمسيس كان مناخًا خصبًا لتنشط هذه الظاهرة بشكل حاد وما هالني أني وجدت شباب وفتيات من مستويات اجتماعية راقية ينساقون خلف هذه الترهات فتجد منهم من يطعم كلابه خبز التموين طعام من يتاجر بألامهم ومع ذلك لا يتردد في نقد كل شيء، وحين دخلت معهم في نقاشات متعددة وجدت غياب كامل للمعلومة الحقيقية وكلهم يتاجرون بألام الوطن في كل شيء بل ويهمشون من كل إنجاز قد تم علي الأرض وبذلك يصبحون دون أن يدروا وقودا لحالة الاحتقان التي يسعى لتأجيجها عدونا التاريخي الأوحد.

وبلاغي لمن يهمهم الأمر أن يعلموا أن حروب الجيل الرابع لا تخوضها دول ولا حكومات ولا تقاتل فيها جيوش فسلاحها الإعلام المضلل والشائعات ومجابهتها لا تتم إلا بوعي الشعوب وهو مايتطلب من كل صاحب منبر حتي وإن كان حساب علي وسائل التواصل الإجتماعي ألا يلزم الصمت فالصمت هنا خيانة .. افضحوا أكاذيبهم .. فندوا إدعاءاتهم.. أنشروا الحقائق .. لا تتركوا لهم المناخ خصبًا لتغييب الوعي وخداع العقول .. لا تجعلوهم يشكلون قطيع أبدًا.. وليكن سلاحنا هو نفس سلاحهم فلا سبيل غير وسائل التواصل الإجتماعي التي هي بمثابة العالم الإفتراضي لهؤلاء الشباب كي نستطيع الوصول لهم ومخاطبتهم وإيضاح الحقائق وتصحيح المفاهيم.

وإذا كانوا سيطلقون علي تنوير العقول "تطبيل" فلنطبل وحدنا خيرًا من أن نندب جميعًا بعد فوات الآوان ..
اللهم بلغت .. اللهم فأشهد.. حفظ الله مصر