الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"تثوير فلسطين" وأوراق الضغط للقضية اليتيمة


طوال 70 سنة لم تتحرك القضية الفلسطينية قيد أنملة. ولم يكن هناك جديد بشأنها. فالقضية هى هى والمعاناة زادت. فما كان يتم تداوله من تحذيرات بشأن القدس وتهويدها وما كان يتم تداوله بشأن الاستيطان ومخاطره.

والاعتداء على القرى والبلدات الفلسطينية هو الخطاب المتكرر في ساحة الإعلام العربي والعالمي طوال عقود.

.. لا جديد تحت الشمس كما يقولون بخصوص فلسطين.

بعض الساسة العرب قالوا إنها القضية التي لا حل لها. والرأي أنها القضية التي كثر أصحابها وكثر المطالبون بها وانعدمت فيها أوراق الضغط!

وإذا ظلت هكذا الطريقة فإن ذات الصورة النمطية عن فلسطين ستبقى كما هى وستتجدد المعاناة أو بالأحرى ستبقى كما هى لملايين الفلسطينيين.

وبالتخلي لحظيا عن "عقدة الذنب" التي يشعر بها الكثيرون تجاه القضية الفلسطينية؟ من باع ماذا؟ ومن فرط؟ ومن خرج عن السرب؟.

فالرأي أن هناك أوراق ضغط عديدة يمكن اللعب من خلالها على الساحة العربية والدولية لنصرة الحقوق الفلسطينية.

فالشعب الفلسطيني لم يهبط من الفضاء على أرض فلسطين ولكنه موجود ومتجذر في هذه البلاد من آلاف السنين وحقه محفوظ بوجوده وووجود الأجداد وآباء الأجداد.

في نفس الوقت فإن إسرائيل أصبحت دولة والخطاب الموجود منذ النكبة في عام 1948 هو القبول بمبدأ التقسيم أى دولة فلسطينية ودولة اسرائيلية. ولم يقل أحد مثل خطاب اليمين المتطرف في إسرائيل بأن علينا إبادة الفلسطينيين أو أنه لا وجود لهم. ولم يقل أحد أيضا أنه يمكن طرد 5 ملايين إسرائيلي يعيشون الآن في تل أبيب.

فالتقسيم لدولتين حق أممي ودولي موجود منذ البداية لكن جرت مزايدة عليه.

نعود لأوراق الضغط الموجودة في يد الفلسطينيين وهى كثيرة في رأيي.

أولها توحيد الصف الفلسطيني وأن يعرف الفلسطينيون وهم في أزمتهم ونكبتهم واحتلال بلدهم أن قوتهم في توحدهم وأن يتنازل كل طرف للآخر.

فتتخلى حماس عن عقيدتها القطرية - الايرانية وتنحاز لفلسطين.

وتتخلى فتح عن هجومها وتعنتها وتعرف أن حماس أيضا ورغم الخلاف والإرهاب والأجندات عناصر فلسطينية.

توحيد الساحة الفلسطينية سياسيا سيكون ورقة ضغط كبرى أمام أي حكومة إسرائيلية. ولن يلعب أحد على جزئية الانقسام الفلسطيني كما هو حادث منذ 13 عامًا.

في نفس الوقت فإن هناك حاجة ماسة لتفعيل المشاريع والقدرات الانتاجية داخل القرى والبلدات الفلسطينية سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية. فتوفير منشآت ومصانع محلية ودولية داخل القطاع وداخل الضفة يقضي على البطالة ويحول كل هؤلاء الملايين إلى قوة منتجة وبالنظر إلى دول عديدة في حجم قطاع غزة والضفة الغربية نجد أنهم تقدموا.

فالقضية لن تحل فقط بانتظار الرواتب والمساعدات الانسانية من الأونروا وغيرها من مخصصات الدعم المادي لفلسطين والقدس واللاجئين. ودفع رواتب الموظفين ولكن بالتغاضي عن ساعة البكاء على الأطلال وإعطاء قبلة الحياة لعشرات من المشاريع المنتجة ولو بصناعات بسيطة وتوفير فرص عمل. وتنمية الحياة الاقتصادية للفلسطينيين.

فالنداء السياسي ينبغي أن يتماشى مع النداء الانساني والاقتصادي.

كما أن من أوراق الضغط الفلسطينية الاتفاق على رؤية موحدة وليكن لـ 2030 مثلا من خلال مختلف الفصائل والكتل السياسية الفلسطينية.

فالمعاناة لم تخلق لفلسطين ولا يجب أن تكون قدرا لها.

كما أن هناك مطالب بتحول جذري في الخطاب العربي المساند للقضية الفلسطينية. وبدء مرحلة تعاون اقتصادي واجتماعي وثقافي وحقوقي وقانوني مع فلسطين. والفلسطينيون في الوقت الراهن يتمتعون بالحكم الذاتي منذ أوسلو عام 1993 ويسعون للحصول على استقلال وإعلان دولة فلسطينية وهو حق أبدي وبقرار دولي وأممي لكن يجب ان يكون الشعار هو بعث فلسطين والنهوض بها اقتصاديا ودحض خطاب الانقسام والضعف وانتظار وصول الرواتب من الخارج.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط