الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكايات حب وإنسانية بلا حدود.. مها بهنسي: الكلاب البلدي أغلب من الغلب

كلاب بلدي - أرشيف
كلاب بلدي - أرشيف

أسفل شرفة بأحد عقارات القاهرة، تقف مجموعة من قطط الشارع في انتظار وجبتها الصباحية التي تجود بها «مها» على صديقاتها التي تجمعها بها صداقة غير مشروطة بدافع الإنسانية فقط لا غير.

تجد مها بهنسي الإعلامية ومقدمة برنامج "صباح الورد" على قناة "TEN"، أن ما يعانيه الحيوان في المجتمع المصري كفيل بتقديم يد العون إليه لتغيير سلوكياتنا الخاطئة تجاه تلك الكائنات من منطلق إنساني عقائدي وديني لأن القرآن الكريم تحدث عنها بأنها «أمم أمثالنا»، فلماذا السلوكيات العدائية تجاه كائنات أليفة لا تضر أحدًا.

وصفت مها بهنسي ما يلاقيه كلاب الشارع في مصر، بـ جرائم حرب، كاشفة عن فجاعة ما تحمله حملات إبادة الكلاب من قتل غير رحيم سواء بالرصاص أو التسميم، وكلها ممارسات لا يقبلها الدين ولا ترضى عنها النفوس السوية القويمة التي تتخذ من الإنسانية والمودة منهجا للحياة.

قالت إنها لا تنحاز في المطلق إلى الحيوان بلا سبب، وترد على من يقولون "طيب نهتم بالبني آدم أولا وندور على حقه" بقولها "لو البني آدم كان بني آدم بجد مكنش هيبقى فيه حيوانات ضالة خايفة من الناس وتهاجمهم".

حكاية كلب الشارع عنتر، كانت فارقة في يوميات مها بهنسي مع الكلاب، تقول مها إنها دائمًا تحتفظ معها بطعام للقطط والكلاب تتوقف عند مرورها بأي من كلاب الشوارع لتقدم لهم الطعام، وكشفت أنها تعاني من خوف الكلاب منها حين تقدم لهم الطعام، إذ إن الهاجس الذي يعتريهم بأن أي إنسان سيتعامل معهم سوف يؤذيهم كما اعتادوا.

تحكي أن كلبًا من الكلاب البلدي ارتبط بها وكان يتخذ من أسفل عمارتها مأوى له بحيث لا يضر أحد حتى بالنباح، ينتظر وجبته اليومية بكل هدوء وسكينة ولا يفتعل أي أزمات، أطلقت مها على الكلب اسم "عنتر" - وهو اسم مستساغ يطلق كثيرا على الكلاب البلدي - حتى تفاجأت بأحد الجيران الذي تقدم لدار الإفتاء بمعلومات مغلوطة عن الكلب للحصول على فتوى بتسميمه لولا تصرف أحد أصدقائها الذي بادر بتخدير الكلب لنقله من المنطقة قبل أن تبطش به يد الجار.

وعلى الرغم من أن الطفولة كانت بالنسبة لـ مها مدخلال للرفق بالحيوان، لكنها تنتقد وبشدة تصرفات الأطفال تجاه الحيوان، وهي قضية يلام عليها الأهل الذين لا يستنكرون ذلك ولا يعلمون أطفالهم أنها كائنات أليفة لا تضر من يضرها، فتجد كافة أنواع التعذيب والتنكيل والسحل تمارس من جانب الأطفال ضد الكلاب، وفي النهاية نلوم ونتساءل عن أسباب انتشار العنف بكل أشكاله في المجتمع.

الشارع وحده كفيل بأن يعلمك كافة أشكال العنف - وفقا لحديث مها - سواء من هؤلاء الذين يجلدون ظهور الخيل التي تجر الحناطير والعربات، أو الذين يتفننون في إيذاء الكلاب والقطط أو من يمارسون القتل ضدهم بلا رحمة ولا إنسانية.

وحملت مها بهنسي، الإعلام والأوقاف والتربية والتعليم مسؤولية التثقيف عن الرأفة بالحيوان، فالحملات الإعلامية كفيلة بتغيير انطباعات الناس عن الحيوانات، والفتاوى الخاطئة يجب أن يتصدى لها الأئمة على المنابر، والتدقيق في فتوى "نجاسة الكلب" يجب أن تتضح بشكل أوسع ومفصل أكثر حتى يتفهم الجميع أن الإيذاء غير مبرر، كما أن للتربية والتعليم دور في تربية النشء على الرأفة التي ستكون أهم محددات شخصيتهم في المستقبل.

"الكلب البلدي أغلب من الغلب".. كانت رسالة مها البسيطة التي حملت صرخة استغاثة للمسؤولين والمواطنين الذين يأخذون الكلاب البلدي بذنب الكلاب الشرسة التي تعرضت لأشخاص بالهجوم في أكثر من واقعة مؤخرا، قائلة "دي كلاب متشرسة وهاجت ناس، ليه حملات القتل لـ كلاب بلدي ملهاش ذنب".

ودعمت مها بهنسي حملات أحد جمعيات حقوق الحيوان في الشيخ زايد، حيث يقوم القائمون على الحملة بجمع الكلاب وتعقيمها بحيث تصبح غير ضارة أو شرسة، ووضع علامة في أذنها للتعريف بأن هذا الكلب معقم، وبالتالي يتفادى هجوم الناس عليه.

قصة مها مع الحيوانات حلقاتها مستمرة لا تنتهي، فلا يكاد يمر يوم بدون أن تستخدم مها بهنسي صفحتها الشخصية للدفاع عن الحيوانات وانتقاد الممارسات الخاطئة تجاهها، حيث أصبحت بالنسبة للأصدقاء على فيسبوك «نصير الحيوانات».