الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أكشاك الموت السريع.. بيع زيوت سيارات مغشوشة على الطريق

أكشاك بيع زيوت سيارات
أكشاك بيع زيوت سيارات مغشوشة

في طريقك إلى محافظات القليوبية والغربية، تتواجد عشرات الأكشاك على جانبي الطريق لبيع زيوت السيارات، لسائقي العربات الأجرة والملاكي وأيضا التوك توك، وأغلبها داخل جراكن متسخة تحمل علامات تجارية معروفة، ويباع الجركن بعشرين جنيها ولا يزيد على 40 جنيها، في حين أن الأسعار الأصلية تتعدى 400 و600 جنيه حسب نوع ووزن الزيت.

أكشاك الزيت
مئات من سائقي السيارات الأجرة يتعاملون مع تلك الأكشاك لتوفير نفقات تغيير الزيت معتقدين أن الأمر لن يضر السيارة أو يهدد حياتهم "فجأة تعطلت بي السيارة، وعرفت من الميكانيكي أن العطل دا بسبب شوائب بالزيت، وفقدانه اللزوجة اللازمة، وأنه مليان بالأتربة، وكنت مغير زيت كل 5 آلاف كيلو من أحد الاكشاك اللي على الطريق"، يقول أحد سائقي الأجرة عن تجربته مع شراء زيوت الأكشاك بالطرق الزراعية من أصحاب الأكشاك.

سعر البيع
"سعر الزيت الأصلي كان حوالي 300 جنيه لـ5 لترات وقدرة 5 آلاف كيلو، واللي من الورشة كان بـ 60 جنيه ودا يوفرلي كتير، وطبعا صاحب العربية بهدلني، لأنه هيدفع آلاف مقابل تصليح الماتور، وأثر على عمره الافتراضي وكويس إن معملتش حادثة".. يقول السائق.

وأضاف: "أغلب زيوت الأكشاك كلها متجمعة من زيوت سيارات مستعملة يشتريها التجار بالطن من المحطات، ويعيدوا تنقيتها بتعبئتها داخل جراكن وممكن يخلطوا بزيت أو سولار عشان درجة اللزوجة".

مصدر الزيوت
بسؤال أحد أصحاب تلك الأكشاك، علي مقربة من مدينة "زفتى" بمحافظة الغربية أفاد بأن "الطن المستعمل بحوالى 3 آلاف جنيه ونصف، ويضاف إليه كميات من الزيوت الأصلية، والسولار، ومواد لزوجة، ومكسبات ألوان، وكل اللي بيشتري عارف إنه مستعمل لأنه سعره رخيص ولا يقارن بالأصلي، وطبعا أغلب اللي بيشتروا أصحاب ماكينات زراعية وجرارات وتوك توك وموتوسيكلات وميكروباصات، لكن العربيات الملاكي نادر لما تشتري من كشك، لأنه بيخاف على موتور عربيته يتحرق".

"الجركن ممكن يوصل لـ10 و20 جنيه، ودا بيوفر على سائق الأجرة بدل ما يشتري بـ200 و400 جنيه"، يقول صاحب الكشك.

تدوير وتنقية
ويشرح طارق السيد، صاحب محل زيوت معتمد، أن تلك الأكشاك أو المحلات غير المرخصة تحصل على زيوت تم تدويرها وتنقيتها يدويا، ويستخرج من المستعمل الشوائب والغاز والعوالق، ويضاف له بعض الزيوت الأصلية، والبعض يضيف سولارا ومواد لزوجة وبودرة ألوان ومواد شمعية لإعطاء الزيت درجة لزوجة مطابقة للأصناف الأصلية، وتتم إعادة تعبئتها مرة أخرى داخل جراكن وعبوات لماركات عالمية.

مخاطر للمحرك
"ودا يؤدي لتلف بمحركات السيارات ويولد أثناء الحركة حرارة مفرطة ترفع درجة حرارة الموتور ويحدث تآكل لأجزائه، وزيادة استهلاك البنزين، ويزيد من مخرجات عادم الموتور، ويصل الأمر إلى أن الموتور "يدخن" أو يتلف"، حسبما أكد تاجر الزيوت.

غش زيت الفرامل
وتابع: "هناك أيضا زيوت الفرامل "الشعبية" المغشوشة التى يتراوح سعر العلبة منها بين 7 و10 جنيهات وهى أكثر أنواع الزيوت غشًا فى السوق، بسبب سهولة تقليدها، وبيكون مضاف لها ماء وزيت جلسرين، ودا خطر للغاية لأنه يؤدي لتنشيف "كاوتشة البستم" المسئولة عن كبس الفرامل عند عَجل السيارة، وبالتالي عدم استجابة العجل بأن "الفرامل هربت".

حوادث الطرق
وفقًا لإحصاءات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، فإن حوالي 15 ألف حادث طريق سُجل في عام 2015، نتج عنها ما يُقارب من 25 ألف شخصًا بين مُصاب وقتيل، وخسائر مادية قدرها الجهاز بما يزيد عن 30 مليار جنيه في العام نفسه، ووفقًا لتقارير جهاز التعبئة والإحصاء، فإن الحالة الفنية للسيارة تُعد من أكثر أسباب الحوادث بعد العُنصر البشرى بنسبة تُقارب 23% من إجمالي حوادث الطُرق فى عام 2015، وطالما الأمر تعلق بالحالة الفنية للمركبات، أي زيوت السيارات.

طلب إحاطة
وقدم محمد عبد الله زين الدين، وكيل لجنة النقل في مجلس النواب، طلب إحاطة لرئيس الحكومة، الدكتور مصطفى مدبولي، حول أزمة زيوت السيارات المغشوشة وآثارها الجسيمة على حياة المواطنين "هناك مصانع غير مرخصة وأكشاك على الطرق تقوم بتجميع زيوت السيارات المستعملة من قبل محطات الوقود ومنافذ بيع الزيوت، وإعادة تدويرها، من خلال تنقية الزيوت المستعملة من الشوائب، وخلطها إما بسولار أو زيت آخر أو مواد لزجة، ومكسبات لون، لتبدو في شكل وهيئة الزيت الأصلي".

مخاطر الزيت المغشوش
وأضاف: "الزيت المغشوش يقلل العمر الافتراضي للسيارات، وما يترتب عليه من خسائر مالية، ولابد من إطلاق حملات لإغلاق هذه المصانع مع معاقبة القائمين على بيع هذه الزيوت، ونشر حملات توعية لحث المواطنين على شراء زيوت السيارات من المنافذ المتخصصة، لاسيما وأن الزيوت المغشوشة يصعب على الأشخاص التمييز بينها وبين الزيوت الأصلية".