الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مختار محمود يكتب .. سيدة الإنسانية!!

مختار محمود
مختار محمود

رغم بشاعة "مجزرة المسجدين" فى "نيوزيلندا، وما خلفته من شهداء ومصابين، تجاوز عددهم 70 مُهاجرًا مُسلمًا، إلا أن رئيس الحكومة "جاسيندا أرديرن"، أثبتت كفاءة نادرة فى التعاطى مع الأزمة التى هزتْ أرجاء الدولة الهادئة، ولقنتْ العالم بأسره دروسًا فى الإنسانية والأخلاق الرفيعة.

أكدتْ رئيس الوزراء الشابة، بما اتخذته من إجراءات وتدابير سريعة، منذ اللحظة الأولى لوقوع الحادث الغاشم، وحتى الآن، أنها "سيدة دولة" من طراز فريد، وأنها جديرة بمنصبها الرفيع، حيث حرصتْ على إدانة الجريمة المروعة إدانة واضحة وصريحة، وتقديم المواساة إلى أسر الشهداء وزيارة المصابين، وشددتْ على تقديرها واحترامها للمهاجرين المسلمين إلى بلادها، وأعلنت أنها سوف توجِّه باتخاذ تدابير مشددة بشأن حيازة الأسلحة، حتى لا تتكرر مثل هذه المجزرة مُجددًا.

كما قدمتْ " جاسيندا أرديرن"، التى لم تكمل عامها الأربعين بعدُ، خطابًا سياسية، لم تنقصه الحكمة، ولم يغب عن كلماته وحروفه الذكاء، ولم تختبئ فى مكتبها، بل نزلتْ فورًا إلى الميدان، وذهبت إلى الأسر المنكوبة، وقدمتْ لها العزاء، وأعلنت عن دعمها للجالية المسلمة، وأمرتْ بإذاعة الأذان عبر الإذاعة والتليفزيون الرسميين.

ما فعلته رئيس الحكومة النيوزيلندية، التى توصف بأنها أول سيدة فى العالم تحضر اجتماعات الأمم المتحدة وهى تحملُ رضيعًا، جعل اسمها حديث الصباح والمساء فى وسائل الإعلام العربية والعالمية، وجعل اسمها مثار تقدير وموضع احترام.

إن دولًا غربية كتيرة تشهد حوادث إرهابية على غرار "مجزرة المسجدين"، ولكن لم نشهد فى أىٍّ منها، المسؤولية والحكمة والإنسانية التى أظهرتها السيدة "جاسيندا أرديرن"، ولم يتخذ مسؤول واحد إجراءً واحدًا، ولا موقفًا واحدًا من الإجراءات و المواقف التى اتخذتها وأبهرتْ العالم بها.

ورغم تاريخها السياسى المحدود، فإنَّ سجل " جاسيندا أرديرن" حافلٌ بالمواقف الإنسانية المشهودة، حيث تحرص على تقديم تيسيرات وتسهيلات للفقراء ومحدودى الدخل فى بلادها، من خلال تخفيض رسوم الدراسة وتعزيز الحصول على مساكن لائقة للأسر الفقيرة.

فى عام 2011، حصلت اليمنية "توكل كرمان" على جائزة "نوبل" فى السلام، بالتقاسم مع الرئيسة الليبيرية "إلين جونسون سيرليف" والناشطة الليبيرية "ليما جوبوي"، بزعم نضالها السلمى لحماية المرأة وحقها فى المشاركة فى صنع السلام، وأثبتت الأيام والليالى أن "كرمان" لم تكن تستحق الجائزة، وأنها حصلتْ عليه لدواعٍ سياسية بحتة، لم تعد خافية على أحد، ولكن ما تفعله "جاسيندا أرديرن" مع شعبها، ومع الجاليات المقيمة فى بلادها، وما تقدمه من دروس مجانية فى الإنسانية للعالم، حكامًا ومحكومين، يجعلها جديرة بجميع الجوائز الرفيعة التى تُعلى من شأن الإنسانية، وتتعامل مع الإنسان باعتباره إنسانًا، دون النظر إلى دينه وهويته.. فالمجدُ، كلُّ المجد، للإنسانية.