شطا.. حكاية أهم مراكز لصناعة النسيج في مصر الإسلامية.. صور

كشف الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة، ومساعد وزير الآثار السابق، حكاية "شــطـا"، وهي بلدة تتبع حاليا مركز فارسكور بمحافظة دمياط، ولها قصة طريفة.

وأكمل حديثه لـ"صدى البلد": عرفت بهذا الاسم نسبة إلى شطا بن الهاموك، وكان أبوه خال المقوقس حاكم مصر من قبل البيزنطيين فى وقت الفتح الإسلامى، ويحكم والد شطا دمياط، فلما ملكها وفتحها المسلمون انضم شطا إليهم.

وقال إن شطا اشترك مع المسلمين فى موقعة ضد أهل تنيس، فاستشهد فى ليلة الجمعة للنصف من شهر شعبان سنة 21 هجريةـ/ 642 ميلادية، ودفن خارج دمياط فى موقع هذه البلدة، ولهذا فقد نسبت إليه، ويقال له الشيخ شطا أو سيدى شطا وما يزال حتى الآن مسجد وضريح شطا من أهم معالم محافظة دمياط.
‏
ولفت "عبد اللطيف" إلى أن بداية علاقة قرية شطا بالإسلام بأنه لما فتح عمرو بن العاص الفسطاط، وجه عمير بن وهب الجمحى إلى شطا وتنيس ودمياط وتونة ودميرة ودقهلة ففتحها جميعا،ثم قام بعمل صلح مع أهلها بمثل ما تم الاتفاق عليه حين فتحت الفسطاط.

وأشار إلى أن شطا أصبحت ذات مكانة عالية فى التاريخ الإسلامى، حيث أنها كانت تعد إحدى الأربطة أو الثغور المهمة، كما أنها تميزت بشهرة كبيرة جدًا فى العصر الإسلامى بالنسبة لصناعة المنسوجات، ولهذا فإن القماش أو الثياب الشطوى كانت له شهرة واسعة وسمعة عالية فى الجودة، لدرجة أن القزوينى ذكر فى القرن 7هـ/ 13م "أنه تنسب إلى شطا الثياب الشطوية ويعمل بها الشرب – أى النسيج ذو القيمة العالية – الرفيع، الذى تبلغ قيمة الثوب منه 300 درهم ولا ذهب فيه".

أما عن الصناعات فى شطا، فأوضح أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة، ومساعد وزير الآثار السابق، أنها تنحصر فى صناعة النسيج فقط، ولدينا من المصادر التاريخية والمراجع العربية والأدلة المادية،ما يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنها كانت مركزا من أهم مراكز صناعة النسيج فى مصر الإسلامية منذ القرن 3هـ/ 9م وحتى القرن 9هـ/ 15م.

واختتم حديثه: ومما يدل أيضًا على أن صناعة النسيج فى شطا بلغت شأنا عظيمًا، حتى أن بعض مراكز صناعة النسيج فى آسيا مثل مدن خوارزم وبخارى وسمرقند أطلقت على منتجاتها أسماء مدن النسيج المصرية.