EN 
اتسعت لها الساحة الفنية، بل تفردت بها ونافست أكبر الممثلات حينها، عفويتها وبساطتها جعلتها تقتحم الشاشات وتتعلق بها قلوب المشاهدين، نبرة صوتها ونظراتها، هيئتها التي تشبه الأم المصرية بشكل كبير، تفاصيل شخصيتها خلدت اسمها في السينما المصرية على مر التاريخ، كلمة قالتها لزوجها المعلم جعلتها من أشهر الزوجات في الأفلام، وفي ذكرى ميلاد الفنانة سعاد أحمد يستعيد محبوها أدوارها التي أمتعتهم بها.
بالرغم من دخولها الساحة الفنية ومجال الأفلام في عمر متأخر نسبيا، عندما قدمها المخرج توجو مزراحي وهي في الثلاثين من عمرها بعدما اعتادت على الوقوف على خشبة المسرح كمونولوجست، فمثلت سعاد أحمد لأول مرة عام 1937، فيلم "العز بهدلة"، واكتشف مزراحي حينها موهبتها، ولم يندم على اختيارها وقرر إعادة اختيارها في أفلامه لتشارك الفنان علي الكسار في بطولة فيلم "ألف ليلة وليلة".
لفتت سعاد أحمد أنظار صناع السينما إليها، وبخفتها وأدائها الأقرب للواقعي غير المتصنع أو المتكلف، حتى ظن البعض أنها تقدم طبيعتها ولا تمثل في الأفلام، شاركت الفنان الكبير عبد الفتاح القصري في فيلم "ابن حميدو"، حيث جسدت شخصية تفيدة أم البنات، والدة زينات صدقي وهند رستم، وشارك في الفيلم أحمد رمزي وإسماعيل ياسين وتوفيق الدقن.
"حنفي"، كانت تلك الكلمة بمثابة العلامة التي ميز بها الجمهور سعاد أحمد، حتى أن البعض يجهل اسمها الحقيقي حتى اليوم، ويلقبونها بأم حميدة أو صاحبة كلمة حنفي، لتجسد شخصية الزوجة الصارمة، قوية الشخصية التي ينصاع عبد الفتاح القصري لأوامرها قائلا جملته الشهيرة: "كلمتي مش هتنزل الأرض أبدا" ثم يتبعها قائلا: "خلاص هتنزل المرة دي"، لتكلل سعاد أحمد مسيرتها الفنية القصيرة بما تجاوز الخمسين فيلما، برعت في تجسيد شخصياتها بخفة ظلها، حتى نافست الفنانة القديرة ماري منيب بأدوارها في شخصية الحماة. رحلت سعاد أحمد عن عالمنا عام 1962، بعد حياة قصيرة في عالم السينما، زخرت بالشخصيات في أفلامها مثل: "لهاليبو" و"غرام وانتقام" و"عنتر ولبلب" والخمسة جنيه" و"زينب" و"القلب له أحكام" و"الأفوكاتو مديحة".
