قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

غضب عارم في أوروبا بعد تصريح كاميرون بإجراء استفتاء على انسحاب بريطانيا من الاتحاد


شن شركاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي هجوما حادا على دعوة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لاجراء إصلاح جذري في الاتحاد ووعده بإجراء استفتاء على انسحاب بريطانيا من عضويته ووصفوا ذلك بأنه اقتراح أخرق وجهل بأسلوب صناعة القرار داخل الاتحاد.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ساخرا "إذا كانت بريطانيا تريد ترك أوروبا فسنفتح لها الباب" مرددا نفس الكلمات التي استخدمها كاميرون نفسه عندما وجه الدعوة لرجال الاعمال الفرنسيين الذين ضاقوا ذرعا بالضرائب المرتفعة للانتقال الى بريطانيا.
واضاف فابيوس إن المطالبة بإدخال تغييرات على قوانين الاتحاد تعني كأن بريطانيا انضمت الى ناد لكرة القدم ثم قالت فجأة "هيا بنا نلعب الرجبي".
كما سخر جيدو فسترفيله وزير خارجية ألمانيا أيضا من بريطانيا وقال ان لندن لا يمكنها أن تتعامل مع أوروبا وكأنها أمام قائمة طعام تستطيع أن تنتقي منها ما تشاء وتختار السياسات التي تروق لها.
وأضاف "الانتقاء ليس خيارا".
وعبر مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي عن غضبه بوضوح قائلا إن بريطانيا توجه الاتهامات لكنها "هي من يتحمل معظم اللوم عن كافة التأخيرات في أوروبا... إن كل ما يريده (كاميرون) هو إحداث تغيير يصب فقط في مصلحة بريطانيا وهذا ليس عدلا."
وكان البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية قد حظيا بأكبر قدر من انتقادات كاميرون فيما وصفه "بتصلب" عملية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي.
وفي ألمانيا يقول سياسيون إن رئيس الوزراء البريطاني وضع نفسه في مأزق. ويواجه السياسيون في برلين أنفسهم ضغطا من جانب المتشككين في الاتحاد الأوروبي لكنهم يقولون ان كاميرون اهتم أكثر مما يلزم بمطلب أقلية ذات صوت مرتفع.
وقال مانويل سارازين من حزب الخضر الألماني "كاميرون يستخدم عضوية الاتحاد الأوروبي وسيلة تكتيكية لأغراض سياسية محلية."
ولم تكن كل ردود الفعل سلبية على خطاب كاميرون الذي طال انتظاره. وكان من بين المتعاطفين معه رئيس وزراء التشيك بيتر نيكاس التي كانت حكومته هي الوحيدة الى جانب بريطانيا التي لم توقع الاتفاق المالي. وقال نيكاس انه يتفق مع رغبة كاميرون في اتحاد أوروبي "أكثر مرونة وأكثر انفتاحا".
أما مارك فيرهيجين النائب عن حزب رئيس الوزراء الهولندي مارك روت الذي يشاطر كاميرون بواعث قلقه لكنه لا يريد استفتاء على الانسحاب من الاتحاد فقد وصف خطاب كاميرون بأنه "خطاب قوي" به أفكار إصلاحية جيدة.
لكن هذه الأصوات تبددت مع تعالي الأصوات التي ترى خطورة على المشروع الأوروبي إذا ما سمح للدول باجراء استفتاءات على سياسات الاتحاد التي لا تروق لها.
وقال كارل بيلت وزير خارجية السويد ان فكرة العضوية المرنة التي طرحها كاميرون "تبدو جيدة" لكنها ستقود الى حيث "لا تكون هناك أوروبا على الاطلاق. مجرد فوضى."
وقال رئيس وزراء بلجيكا السابق جي فيرهوفشتات الذي يقود حاليا الليبراليين في البرلمان الأوروبي إن رئيس الوزراء البريطاني "يلعب بالنار" بمحاولته إعادة التفاوض بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي وطرحها للتصويت.
وأضاف فيرهوفشتات قائلا "خطابه حافل بالتناقضات ويكشف عن درجة من الجهل بشأن كيفية عمل الاتحاد الأوروبي."
ولم تقتصر ردود الفعل على أوروبا. فقد حذرت الولايات المتحدة بريطانيا من أنها ستفقد التأثير الدولي إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي.
وقال جوزيف ني المسؤول السابق بوزارة الدفاع الأمريكية والأستاذ بجامعة هارفارد "أوروبا في وجود بريطانيا بداخلها أكثر قوة واهمية مما لو كانت بدونها".
وأضاف قائلا أمام اجتماع بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ان الرئيس باراك أوباما "يريد بشدة بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي".
كان كاميرون قد وعد يوم الأربعاء بطرح مسألة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي على البريطانيين في استفتاء بين عامي 2015 و2017 إذا فاز بالانتخابات المقررة في عام 2015.
وقال كاميرون إنه لا يريد الانسحاب من العالم لكن خيبة أمل الناس في الاتحاد الأوروبي "زادت إلى حد لم يسبق له مثيل."