الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سنوات قضم الأراضي والأوطان العربية


ظروف شديدة المأساوية يمر بها الأمن القومي العربي خلال السنوات الأخيرة. بين تهديدات إيرانية وتهديدات إسرائيلية واختراقات إرهابية ومجتمعية وفوضى تغذيها أطراف عدة.

فإيران على مدى السنوات الماضية استطاعت توطين أقدامها في أربع عواصم عربية هى بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء وأصبحت تفتخر بهذا وكأن التدخل في شؤون الآخرين عمل سياسي عظيم للدول والأنظمة!

ومعروف ما سببته إيران ولا تزال في العواصم التي دخلتها سواء لبنان أو العراق أو اليمن أو سوريا.

القضية أن السنوات الماضية لم تشهد فقط تحركات استعمارية مهينة ومذلة وقاسية من جانب النظام الإيراني تجاه الدول العربية، ولكنها شهدت هجمة إسرائيلية سافرة على الأراضي العربية المحتلة سواء في القدس التي اعتبرتها اسرائيل عاصمة لها وساندتها الولايات المتحدة الأمريكية أو بالخطوة الأخيرة بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة.

وكأنها ليست أراضي محتلة وفيها حقوق عربية راسخة بعشرات القوانين التي يؤيدها المجتمع الدولي.

عملية قضم الأراضي العربية لم تكن حكرًا على إيران التي اعتبرت الخريف العربي بعد 2011 ربيعًا خاصًا لها. ولم يكن حكرًا على إسرائيل التي رأته أيضا فرصة مناسبة لتعزيز احتلالها للأراضي العربية وغطرستها.

ولكنها وصلت إلى مجموعات إرهابية وعناصر ميليشياوية مرتزقة. ظهرت على السطح في سوريا والعراق واستوطنت ليبيا وهددت ولا تزال مصر وغيرها من الدول العربية! في محاولة لاقامة دولة للخلافة البائدة على أطلال شعوب عربية حيّة.

إن الرواية الحزينة التي تتكرر وقائعها الآن. لا تزال للأسف أحداثها تجرى لأنه حتى اللحظة ورغم انتباه الدول العربية وانتباه الدول الكبرى للمخططات الإيرانية والمخططات الإسرائيلية وكل من زاوية مصلحته، إلا أنه حتى اللحظة لم تقطع يد إيران عن المنطقة العربية.

ولم تقطع يد إسرائيل عن الأراضي العربية المحتلة. صحيح أنه هزم داعش في سوريا والعراق لكنه لم يهزم حتى اللحظة في ليبيا وغيرها.

إنها قصة مأساوية فعلا لعملية قضم الأراضي العربية والتلاعب بالمصائر والأوطان.

وإزاء هذا فمزيد من التماسك العربي بين الدول العربية المستقرة مثل مصر والسعودية والإمارات والبحرين. ومزيد من التصدي للمخططات الخارجية والمؤامرات قد يكون حائط الصد الأخير للحفاظ على تماسك ما تبقى وإنقاذ ما سقط.


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط