أخطر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رسمیًا، الثلاثاء، رئیس المجلس الدستوري بقراره انتهاء عهدته بصفته رئیسًا للجمهورية، حيث تنتهي العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة يوم 28 أبريل.
الترشح للولاية الخامسة
ومنذ إعلان ترشحه لولاية خامسة، أصبح الرئيس بوتفليقة المريض والمقعد منذ إصابته بجلطة في الدماغ في 2013، هدفا لاحتجاجات غير مسبوقة منذ وصوله الى الحكم قبل 20 سنة، وكان قد قدّم بوتفليقة ملفّ ترشّحه للانتخابات الرئاسيّة في 18 أبريل، وهو ما دفع آلاف الجزائريين للاحتجاجات في العاصمة ومدن أخرى مطالبين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالتنحي وعدم الترشح في الانتخابات المقبلة.
النشأة
ولد عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من مارس 1937 ،لأب وأم جزائريين، في مدينة وجدة المغربية وأنهى دراسته الثانوية عام 1956، ثم تخلى عن الدراسة ليلتحق بجيش التحرير الوطني وهو في سن التاسعة عشرة.
وزير الشؤون الخارجية
وبعد استقلال الجزائر عام 1962، تخلى عبد العزيز بوتفليقة عن مساره العسكري برتبة رائد، وانضم إلى حكومة بن بلة بحقيبة الشباب والرياضة والسياحة وهو في سن الخامسة والعشرين. وبعد بضعة أشهر، عُين وزيرا للشؤون الخارجية في سن السادسة والعشرين.
بداية المتاعب
وبعد وفاة الرئيس هواري بومدين عام 1978، وتولي الشاذلي بن جديد رئاسة الجمهورية، بدأت متاعب بوتفليقة مع الحكم في الجزائر، وفي عام 1979 سُحبت منه حقيبة الخارجية، وعين وزيرا للدولة دون حقيبة، ثم طُرد من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني عام 1981، و طُرد أيضا هو وعائلته من الفيلا التابعة للدولة، التي كان يشغلها في أعالي العاصمة الجزائرية، غادر عبد العزيز بوتفليقة الجزائر، ولم يعد إليها إلا بعد ست سنوات.
تهمة الاختلاس
وفي الثامن من أغسطس 1983، أصدر مجلس المحاسبة حكما يدين بوتفليقة باختلاس أموال عمومية تتجاوز قيمتها ستين مليون دينار جزائري آنذاك، وبعد ست سنوات قضاها بين عواصم أوروبية ودول الخليج، عاد بوتفليقة إلى الجزائر عام 1987 بضمانات من الرئيس الشاذلي بن جديد بعدم ملاحقته.
العودة بضمانات
وظل بوتفليقة وزيرا للخارجية إلى سنة 1979 بعد وفاة الرئيس هواري بومدين، الذي كانت تربطه به علاقة قوية منذ فترة الثورة التحريرية، وبعد قضائه ست سنوات في الخارج بسبب ملاحقته قضائيا في الجزائر بتهم فساد مالي، سمح له الرئيس الجزائري آنذاك، الشاذلي بن جديد، بالعودة مع ضمانات بإسقاط التهم عنه.
تولي الرئاسة
وفي عام 1999، تقدم بوتفليقة مرشحا مستقلا للانتخابات الرئاسية بعد استقالة الرئيس اليامين زروال، وانسحب منافسوه الستة بسبب تهم بالتزوير، فخاض الانتخابات مرشحا وحيدا تحت شعار "جزائر آمنة مستقرة"، وهو شعار اختزل برنامجه السياسي، وفاز بوتفليقة برئاسة الجمهورية بنسبة 79 في المئة من أصوات الناخبين، بدعم من الجيش وحزب جبهة التحرير الوطني.
ولايات متلاحقة
وفي أبريل 2004، فاز بوتفليقة بولاية ثانية بعد حملة انتخابية ، واجه خلالها رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، وحصل بوتفليقة على 84.99 في المئة من أصوات الناخبين، وانتُخب لولاية ثالثة في أبريل 2009، بأغلبية 90.24 في المئة، بعدما قام بتعديل دستوري عام 2008، ألغى حصر الرئاسة في ولايتين. ولقي التعديل انتقادات واسعة، واعتبره معارضوه مؤشرا على نيته البقاء رئيسا مدى الحياة.
وعكات صحية
في 26 نوفمبر 2005، تعرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لوعكة صحية نُقل على إثرها إلى المستشفى العسكري الفرنسي "فال دوغراس"، حيث مكث شهرا وخمسة أيام، وفي 27 من أبريل 2013، أصيب الرئيس الجزائري بجلطة دماغية، نُقل على إثرها إلى المستشفى الفرنسي نفسه، وبقي بوتفليقة في المستشفيات الفرنسية إلى يوم عودته إلى الجزائر في 16 يوليو 2013 على كرسي متحرك.
الولاية الرابعة
ورغم أن غياب الرئيس الجزائري، يستدعي تطبيق المادة 80 من الدستور الجزائري، إلا أنه لم يتم ، وعندما عاد شكك كثيرون في قدرته على ممارسة صلاحياته كرئيس للدولة وقائد أعلى للقوات المسلحة، ورغم كل تلك الظروف ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة عام 2014، وفاز بها بنسبة 81.53 في المئة من الأصوات، بعد حملة انتخابية أدارها بالنيابة عنه أعضاء الحكومة ومسؤولون حزبيون.
تحايل أنصاره
وفي فبراير 2016، صادق البرلمان الجزائري على تعديل دستوري آخر، عاد فيه بوتفليقة إلى تحديد رئاسة الجمهورية في ولايتين على الأكثر، ثم تعالت أصوات الأحزاب الداعمة له للترشح لولاية خامسة في انتخابات 2019، وهو ما قابله الشعب الجزائري بالرفض والاحتجاجات، تلاها أستقالة "بوتفليقة" وبدء حقبة جديدة للشعب الجزائري، بعد حكم دام أكثر من 20 عاما.