الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صوت المرأة ثورة.. من هي كنداكة السودان التي حركت النساء للتظاهر

آلاء صالح
آلاء صالح

بثوب أبيض ظهرت بين الزحام، تتشح بالبياض حتى أصبحت كحمامة السلام في الأرجاء، خلصت نفسها من تكدس الآلاف الذين خرجوا في السودان، ووسط الصخب والهتافات، كسر الأرجاء صوت ناعم قوي علا فجأة، اتجهت أنظار الحضور نحو هذا الصوت، امرأة في مقتبل العشرينيات من عمرها، اعتلت إحدى السيارات فاتخذتها منصة لها، ترفع سبابتها وتشيح في الجموع، فالتفتوا لها واجتمعوا حولها، كلماتها لامست آذانهم فحمستهم، عبّرت عنهم وعن مطالبهم فسمّوها كنداكة السودان، ليردّد المتظاهرون وراء كل بيت شعر تلقيه كلمة "ثورة".


صوت المرأة ثورة.. وصوت ولاء صالح حرّك ملايين الشعب السوداني في مظاهراته ضد الرئيس السوداني عمر البشير، طالبة الهندسة المعمارية في جامعة السودان العالمية، نجحت في جمع شمل النساء حولها، فعلى غير المتوقع شاركت النساء بصورة كبيرة في احتجاجات السودان، هتافاتها الغنائية أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي التي تداولت مقاطع فيديو لها، وهي تغني في الحشد.


قادتها خطواتها لاعتلاء السيارة، لمخاطبة الناس، فأرادت التحدث نيابة عن الشباب والخروج إلى العلن للقول إن السودان للجميع، لتؤكد أن الكفاح أداة لتكون السودان ديمقراطية ومزدهرة متواصل، شبهها الشعب السوداني في مشهد اعتلائها السيارة بتمثال الحرية الذي ينطح السماء بارتفاعه وعلوه، وإلهامه.

وبملامحها التي تحمل طاقة الشباب وابتسامتها الحيوية البشوشة، ألهمت كنداكة السودان، وهو الاسم الذي يرجع إلى ملكات النوبة قديما ويدل على الشجاعة، كل فتاة في السودان للثورة، فلم تتوقع آلاء رد فعل تلك النساء اللاتي تحمسن لها، فتعالت أصواتهم تلبية لنداء الثورة، حتى أقدم البعض منهن للاعتصام حتى تلبية مطالب الشعب، التحمت النساء وسط صفوف الرجال في مشهد أذهل العالم أجمع، فاتجهت الأنظار إلى الفتاة ذات الـ22 ربيعا آلاء صالح.


كلمات آلاء عجزت عن وصف مدى الفخر وشعورها بالاعتزاز بنساء السودان، فغردت عبر حسابها على تويتر قائلة: "أنا فخورة بالمشاركة في الحراك ولا بد أن ينتصر لأنه حراك من أجل حقوق شعبنا في الصحة والتعليم والحياة الكريمة".

وأكدت أن النساء يشكّلن حجر الأساس في الانتفاضة ضد حكم الرئيس عمر البشير، وأضافت أن المرأة السودانية دوما هي فاعلة في المجتمع السوداني وتهتم بقضاياه وتطالب بحق شعبها وحقوقها كامرأة.

أما كلمة الكندانة فوصفته أنه جزء من تاريخ السودان في مملكة مروي القديمة كانت السيدات ملكات ويطلق عليهن اسم "كنداكة" وهو ما يستخدم الآن للنساء في هذا الحراك.