الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

" مو " .. خالد ومنتصر


"أنت تعصف بكيان دولة كاملة.. تغنوا باسمك فى موسمك الأول ولم تكتف.. حملوا أعلام الدولة المصرية فلم تتوقف.. رسموا ابتسامتك البريئة على جدران منازلهم فما ارتضيت.. انت قررت أن تعاقب بريطانيا على احتلالها لبلادك.. ونجحت فى أن تحتل دولة كاملة وحدك.. وليتك استعمرت أراضيهم.. أنت استعمرت قلوبهم وعقولهم وحناجرهم التى تهتف لك.

تلك ليست كلماتنا ؛ بل كلمات أحد مشجعى ليفربول ل " محمد صلاح " .. كلمات اختلطت فيها لغة الحروب بالمشاعر، واستعادت مشاهد عظمة الشرق فى مواجهة " بعض " عنصرية الغرب، وأحاطت ظاهرة عشق الإنجليز للنجم المصرى محمد صلاح بمزيد من التفسيرات العميقة، والتى تكشف أبعادًا أكثر قوة وتأثيرًا من حدود ملاعب كرة القدم ومدرجات الجمهور.

ولكن قبل ايام كانت بعض جماهير تشيلسى لها رأيا آخر ؛ حيث وصفوا صلاح "بالانتحارى وبالمفجر الإرهابى " وما يحمله ذلك من إشارات إلى أنه مسلم وعربي.. 

ولكن لأن تاريخنا وجيناتنا تؤكد بأننا اقوى من مخاوفنا .. وأعظم من إمكانياتنا ؛ فقرر صلاح ان يرد على العنصرية التى استفزته بطريقته الخاصة ؛ ليسجل أجمل أهدافه الثأرية فى مسيرته الكروية مساء الأحد الماضى بتسديدة في القمة التي جمعت ليفربول مع فريقه السابق تشيلسي على أرضية ملعب أنفيلد رود؛ بتسديدة لا تصد ولا ترد.

ولكن لم يكتف " مو " بالثأر بهدف تاريخى ؛ بل احتفل بطريقة جديدة حيث توجه إلى الجماهير مؤديا إحدى وقفات رياضة " اليوجا " ؛ ووقف صامدا على قدم واحدة ، والتي تعرف باسم "وقفة الشجرة" ؛ والتى توحى بالهدوء والاتزان والحب والرحمة والتعاطف ؛ وأحيانا التسامح فى مواجهة العنصرية والكراهية.

وكانت رسالة الفرعون المصرى صامته تاركا أهدافه تتحدث عن مهارته وتسامحه وحضارته ودينه.

.. وبالرغم من استنكار ليفربول الهتافات العنصرية التى استهدفت " صلاح " ووصفوا الأمر بأنه خطير ومقلق" ؛ إلا أن صلاح يظل قادرا على القضاء على العنصرية ضد العرب .. قادرا على أن تستمر أقدامه فى زلزلة قلوب المدافعين وحراس المرمي .. قادرا على أن يكمل إعصار العاطفي فى المدرجات الأوروبية وما عاداها .. قادرا على أن يستمر استعماره لقلوب وعقول وحناجر الملايين من عشاقه.


فيا صاحب الابتسامة الطفولية .. والأخلاق الرفيع .. ولاعب الكرة واليوجا ؛ وصاحب السجدة والشجرة .. نعلم أنك مسلم اسمك محمد ولست ارهابى .. إستمر فنحن وراءك.

فهنا تحول صلاح إلى أسطورة ؛ سفيرا لمصر فى أوروبا ؛ وهنا ترفع الأعلام المصرية، ويقلده الصغار فى سجدته بعد إحرازه الأهداف مما جعل الكثيرين من أبناء الإنجليز يتساءلون عن الدين الذى يدين به هذا الفرعون الصغير.
.. ومن انجلترا الى القاهرة ؛ ومن ملعب العنصرية الى ملعب الفتنة ؛ ومن ابن بار بمصر عرف كيف يشرف وطنه ويوحد أبناءه ؛ إلى مواطن آخر يعرف كيف يزرع بذور الفتنة بين أبناء وطنه. 

فعلى صفحته التى بلغ يقترب متابعيها من النصف مليون ؛ نشر الدكتور خالد منتصر بوست عن كيف أنقذ عمرو بن العاص حياته وعنقه من سيف علي بن أبي طالب بعد أن كشف عورته ؟؟! ليتحول البوست بعد ساعات من نشره لفتنة بين متابعيه المصريين من المسلمين والمسيحيين ؛ بدأت بتبادل الآراء وانتهت بتبادل اللكمات مرورا للاسف بسب الدين والأعراض والمقدسات.

تحولت ساحة الدكتور خالد منتصر إلى ساحة بين من يشكك فى الدين الإسلامى وآخر مشكك فى الدين المسيحى وما طال الديانتين السمحتين من تطاول هنا وهناك ؛ وسط اختفاء للدكتور الذى اكتفى بنشر البذور ؛ وترك الساحة لانبات تلك البذور الكريهة التى لم ولن تنبت سوى الفتنة والكراهية والتعصب والتفكك ؛ وتناسى أن الفتنة أشد من القتل ؛ وتناسى أن مصر لا تحتاج من يفجر ولا يفخخ ولا يعصب ولا يفتن .. بل تحتاج مصر إلى من يبنى ويعالج ويشرف ويسامح.

مصر يا دكتور لا تستحق منك فتنة تنشرها ؛ ولا ترديدات تشغل بها التعصب ؛ يا دكتور فلتقل خيرا أو لتصمت.
فالفتنة هنا ليست نائمة ؛ ولكن يلعن الله من يوقظها ويزرعها وينبتها او حتى ينشرها على الفيس بوك. 

د / خالد منتصر .. الخالدون لا ينشرون الفتن .. والمنتصرون لا يذرعون تعصبا .. ولك فى " وقفة الشجرة " حبا وتسامحا ورحمة .. ولك فى محمد صلاح لقدوة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط