الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد فرغلي رضوان يكتب:حمد بن جاسم.. ومغامرات غير محسوبة !

صدى البلد

استفزني مؤخرا رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق لإمارة قطر "حمد بن جاسم" الرجل لا يمر وقت حتى يتحدث مرتديا عباءة الخبير بالشأن السياسي العربي والدولي ويبدأ يطرح وجهات نظر ويطلق أراءه "الخبيثة" تجاه دول عربية بعينها، سواء في لقاء تليفزيوني مطول أو عن طريق تغريدات عبر حسابه بتويتر وهو هنا بالطبع وإن حاول إثبات العكس يتحدث بلسان حال النظام الحاكم في قطر فالقريب والبعيد يعرف تماما إنه يدير السياسة الخارجية الحالية من "وراء الستار" ولا يخفى على أحد أنه كان يتصرف وكأنه أمير ثان لقطر عندما كان في السلطة بشكل "رسمي" فطموحه وغروره بلا حدود.

مؤخرا أطلق عدد من التغريدات بدون مناسبة ولكن يبدو انه أراد توصيل رسائل أو إستفزاز دول بعينها! من بين التغريدات التي كتبها انتقد فيها القمة العربية الأخيرة! مرتديا ثوب الحكيم العربي وراح يكيل الإتهامات للحكام والمسؤولين العرب وكأنه غير مسؤول أو مشارك فيما حدث من مؤامرات ودسائس خلال السنوات الماضية بالعالم العربي يا أخ حمد أنت "شريك أساسي وأصيل" في تدمير دول عربية.

من بين ما كتب ان الأنظمة العربية الحالية تقوم بمغامرات غير محسوبة !؟ نعم هكذا قال! نسى انه ونظامه رواد المنطقة العربية في تلك المغامرات ولكنها دائما كانت "سرية" وصاحبة نوايا سيئة كما حدث في ليبيا وسوريا ومصر مغامرات أضرت بالدول وكان هو ونظامه وراءها، أثناء عملي كمحرر للشؤون العربية شاهدت الرجل عن قرب في عشرات المؤتمرات الصحفية داخل وخارج مصر كان من "أخبث" وزراء الخارجية غير مريح على الإطلاق في أحاديثه ولم أشعر انه على علاقة طيبه بأي نظير عربي له، كان حلمه الكبير أن يسيطر على زمام الأمور العربية خاصة بعد إبتعاد عمرو موسى ورفاقه سعود الفيصل وفاروق الشرع حيث كان يقف لجوارهم "كالقزم" ولم يستطع الإستحواذ على المكانة التي يحلم بها ولذلك عندما انقلب حال المنطقة في 2011 بدء يشعر أنه آن الأوان لتحقيق حلمه وللاسف فجأة "أطلقت" يده في الجامعة العربية لفترة وبدء يتحرك بحرية ونفوذ لإصدار قرارات تدعم توجهه! شعرنا بها أثناء إجتماعات وزراء الهارجية وغيرها، أشتغل بدهاء لحظة الإرتباك الذي ساد المنطقة العربية كان هو الوحيد الذي يعرف ماذا يريد ولديه أجندة خفية ودعمه وقتها مرسي وجماعته في مصر.

في كتابهما "قطر.. أسرار الخزينة" الصادر في باريس عن دار ميشيل لافون، قبل عدة سنوان تحدث الكاتبان الفرنسيان جورج مالبرونو وكريستيان شينو في جزء منه عن الدور القطري في تلك الفترة لإسقاط دول عربية "بما انه يتحدث عن المغامرات العربية الغير محسوبه" نذكره، فقالوا خلال بداية الأزمة في سوريا سعت قطر لحشد التأييد الدولى لدعم المعارضة السورية بكل الوسائل والسبل، وعلى رأسها تقديم الدعم المالى والسياسى للمجلس الوطنى السورى، وتحريك رجال الأعمال السوريين باختصار، كل ما يمكن أن يجعل "الدوحة" عاصمة المعارضة السورية التى يتم التخطيط لمستقبل سوريا فيها! وكما حدث في ليبيا حيث قامت قطر بدعم القبائل والجماعات هناك بالمال والسلاح لإسقاط القذافي والذي كان يعرف تماما ان بن جاسم ينقل للأمريكان ما يدور بينهما في الاجتماعات المغلقة.

لا يمكن إنكار براعة بن حاسم كدبلوماسي وسياسي "كان يذهلنا في رده على أسئلتنا كثيرا وقلب الحقائق والتلاعب بها لثالح وجهة نظره" ولكنه وجه طاقته تجاه جيرانه وأشقاءه العرب وبالفعل نجح لتقديم نفسه في المجتمع الدولي وفى إجتماع لمجلس الأمن، أرادت فيه قطر أن تفرض عقوبات على سوريا، أصر وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف على الاعتراض بحق الفيتو على أى مشروع قرار فى هذا الصدد، فسأله حمد بن جاسم، كم تريد مقابل رفع اعتراضكم بحق الفيتو؟ فرد عليه لافروف: إياك أن تتخيل أنكم قادرون على شراء كل شىء بالمال! وتوترت العلاقات بين روسيا وقطر منذ ذلك الوقت وحاول بن جاسم بشتى الطرق أن يصدر قرار إدانة ضد سوريا من مجلس الأمن ولكن روسيا والصين أفشلا مخططه.
ويروي أحد الدبلوماسيين المغاربة، فى مقابلة مع مؤلفى الكتاب عن واقعة حدثت فى قلب جامعة الدول العربية، وجه خلالها حمد بن جاسم تهديدًا صريحًا لوزير الخارجية الجزائرى مراد المدليسى، الذى كان رافضًا بشدة تبنى موقف معارض للنظام السورى بالطريقة التى تريدها قطر، فصاح فيه حمد بن جاسم اسكت أنت، دورك سيأتى! ثم استدار للحاضرين قائلًا 
على كل حال، ليس أمامكم إلا أن تتبعونى، لأن الأمريكان ورائى أنا.

وكان في تلك الفترة هناك تنسيق "مصري جزائري" لكبح جماح حمد بن جاسم وعدم تدويل الأزمة السورية وإعطاء فرصة أخرى لبعثة المراقبين العرب في التعاون مع الحكومة السورية.

رحم الله الكاتب الساخر أحمد رجب عندما كتب في "عموده الشهير " نصف كلمه قبل سنوات " الزائدة الدودية هي أصغر عضو غير عامل في الجسم الإنساني، فهي بلا وظيفة ولا منفعة لكنها دائما تحاول إثبات وجودها صوتيا بالصراخ والضجيج وهي ملتهبة، وصراخها أكبر من حجمها وحجمها أصغر من ضجيجها. والزائدة الدودية في الجسم العربي هي قطر”.

وبالفعل وصل بقطر الحال الأن أنها أصبحت "معزوله" عن عالمها العربي، نتيجة مغامرات نظامها الغير محسوبة، والتي يفيق من النوم الأن بن جاسم ويحاول أن يلصقها بدول عربية أخرى.