الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ابراهيم عطيان يكتب: المجري ج 1

صدى البلد

الجزء الأول.. إن قوة العزيمة من الصفات النفسية التي لها أثر إيجابي على حياة صاحبها، وعلى شخصيته، بل وتُعدّ قوّة الشخصية إحدى نتائجها، فقوّة العزيمة تعني قوة الإرادة والتصميم، فإن النفس دائمًا تميل نحو عمل أمر ما، ولكي يتحقق هذا العمل لابد من قوة العزيمة والإصرار حتى يكلل هذا العمل بالنجاح مهما كانت التبعات، ومهما كانت العراقيل والمصاعب،

ومن هنا كان من الضروري أن نطرح عليك أيها القارئ هذه التجربة لشاب أنهكته الظروف لكنه لم ييأس، كما عرف جيدًا كيف يتغلب على تلك الظروف ويقهر الصعاب بعد أن تم اغتيال تطلعاته البسيطة التي كان يصبوا إليها شعر بأن أحلامه البسيطة تتلاشى أمام عينيه تتبخر في الهواء ‘ تذهب كدخان مع الريح قرر على غير عادته أن يتخلى عن أحلامه بعدما أيقن أنها سراب لا يمكن أن يطاله كلما اقترب منها خطوة ابتعدت هي خطوات .... 
 
هو لا يعرف الاستسلام أو الهزيمة ‘ لكنه أدرك أن معركته الحالية مع المنطق قد تكون خاسرة أو غير مجدية ، كما أنه من باب إعمال العقل وتغليب المصلحة يجب ألا يهدر المزيد من الوقت ، فعقد العزم أن يتخلى عن بعض معتقداته ولو بشكل مؤقت ثم يسلم بالواقع رغم أنه لا يعتقد كثيرًا فيما يسمى بالمنطق أو يعترف بحتمية الواقع.
إلا أنه لم يجد أمامه خيار سوى ترك الوطن مرة أخرى لكن هذه المرة : بلا عــــودة ...

[ نـــادر ]

ذلك الطفل الصغير المدلل الذي ينحدر من أسرة بسيطة مكونه من خمسة إخوة هو أصغرهم سنًا ، جميعهم يعيشون في بيت الأب والأم في ترابط أسري قوي ، لكنه قد يختلف عن إخوانه بعض الشيء . حيث تردده المستمر على بيت جده وقضاء معظم أوقاته بينهم هو شبه مقيم مع جده والأسرة ‘فهم لا يستطيعون البقاء بدونه أكثر من ساعات قليلة كل ما يشغلهم هو تلبية مطالبه التي لا يخجل في طلبها منهم. 

• جده هو صديقه الذي لا يفارقه • الجد يتعامل معه كصديق وليس حفيد ، دائمًا يتحدث معه عن أصدقائه في العمل . حتى عرف جميع أصدقاء الجد دون أن يراهم ‘ فقط أسماء لكنه كان يرسم لهم صورًا في خياله
فقط يكفي أن يذكر الجد اسمًا من أسماء أصدقائه حتى يبدأ خيال نادر في عرض الصورة .

• نادر لا يتعدى السادسة من عمره ، لكنه لا يفارق الجد عندما يجلس مع أصدقائه المقربين أو" الجــيــران "
هو فقط يستمع لما يقولون دون أن يدري شيئًا عنه سوى بعض الأسماء التي يمكن أن تعلق بذهنه فحديثهم دائمًا عن أمور سياسية أو رياضية ‘حتى بدأ يتعلق هو الأخر بكرة القدم. 

• شب في بيت جده حتى بعد التحاقه بالمدرسة ‘

مازال الجد وباقي الأسرة لا يقبلون بغيابه عنهم ‘بينما هو الأخر يخرج من المدرسة قاصدًا بيت الجد حتى أصدقاء نادر كانوا من نفس المنطقة التي يعيش فيها الجد.

اعتاد أن يلهو ويلعب في هذا الحي مع أقرانه الذين ارتبط بهم منذ نعومة أظفاره وأصبح الابتعاد عن الحي وترك الأصدقاء من الأمور التي لا يقبل حتى بالتفكير فيها لكن محاولات الأب والأم في استقطاب نادر إلى بيته لم تنتهي أو أنها بالأحرى لن تهدأ  حتى تؤتي ثمارها المرجوة بعودة نادر إلى مسقط رأسه وبين إخوانه وأخواته
• يكبر نادر شيئًا فشيئًا حتى التحق بالمرحلة الإعدادية ويكون صداقات أخرى وينتقل بشكل كلي لبيت الأسرة الذي لا يبعد كثيرًا عن بيت الجد لكنه لا يفارق بيت الجد فهو دائم التردد عليه بشكل يومي ‘وفي الكثير من الأحيان لا يكتفي بذلك حيث يضطره حبه الشديد للمكان ورغبته في البقاء بين أقرانه في ذاك الحي إلى المبيت هناك ، تمر الأيام سريعًا وتمضي السنون حتى كبر الطفل وتخطى مرحلة التعليم الابتدائية ولابد أن يستقر بين إخوانه في بيت الأسرة . 

• نادر الأن في المرحلة الإعدادية يعيش في بيت أسرته بين جيرانه الذي ابتعد عنهم كثيرًا بسبب إقامته السابقة في بيت جده ....