الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من النمسا إلى باب اللوق.. «عاش هنا» يوثق كفاح استيفان روستي في عالم الفن.. وكواليس إقامة جنازته قبل وفاته

استيفان روستى وزوجته
استيفان روستى وزوجته

فى محافظة القاهرة وتحديدًا 4 شارع مظلوم، باب اللوق، القاهرة، عاش الفنان الراحل استيفان روستى، الذي وثق جهاز التنسيق الحضارى، منزله، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 16 نوفمبر 1891، وتاريخ الوفاة: 12 مايو 1964.

يأتى ذلك فى إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانين والسينمائيين وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.

وُلد إستيفان روستى من أم إيطالية وأب نمساوي، وكان والده سفير النمسا بالقاهرة ، قدمه عزيز عيد مسرحيًا من خلال فرقته بعد أن أعجب به لطلاقته في الأداء باللغة الفرنسية والإيطالية.

في أثناء دراسته ظهرت موهبة التمثيل لديه حتى أنه عندما كان تلميذًا بمدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية حذره المدرس من الاستمرار فى عمله ممثلا إلا أنه رفض بدعوى أنه لا يستطيع البعد عن التمثيل، وانتهى الأمر إلى فصله من المدرسة، فتقدم إلى مصلحة البريد ليعمل "بوسطجى" وتم قبوله واستلم عمله، وقبل مضى ثمانية أيام على تعيينه، جاء إلى مصلحة البريد تقرير من المدرسة الثانوية بأن استيفان يعمل ممثلا وقت أن كانت النظرة إلى التمثيل والفن محرمة لدى البعض ويعتبرها الناس من الأمور المعيبة، فما كان من مصلحة البريد إلا أن طردته، وعندما وجد استيفان نفسه بلا عمل وما يحصل عليه من التمثيل لا يكفيه هو ووالدته قرر السفر إلى إيطاليا بحثا عن عمل ولدراسة التمثيل هناك.

وفى إيطاليا أتاحت له الظروف أن يعمل مترجما، ومن خلال عمله التقى بكبار النجوم هناك وكان يتردد على المسرح الإيطالي وأتيحت له فرصة ممارسة السينما عمليا هناك، فعمل ممثلا ومساعدا فى الإخراج ومستشارا فنيا لشؤون وعادات وتقاليد الشرق العربى للشركات السينمائية الإيطالية التى تنتج أفلاما عن الشرق والمغرب العربى، بعد ذلك سافر استيفان إلى فرنسا وعمل فى السينما هناك، ومن باريس سافر إلى فيينا ليشارك فى إحدى الروايات المسرحية.

وانضم بعدها إلى فرقة نجيب الريحانى وقام بدور حاج بابا فى رواية العشرة الطيبة ، ثم عمل بعد ذلك فى فرقة يوسف وهبى ووصل إلى القمة، كما قام بتعريب العديد من الروايات لفرقة يوسف وهبى والتى حققت نجاحا كبيرا فى ذلك الوقت.

سينمائيًا اكتشفته المنتجة عزيزة أمير، وأسندت إليه مهمة إخراج فيلم "ليلى"، وشارك في العديد من الأعمال تمثيلا وإخراجا على مدى 40 عاما هي عمره الفني، استطاع خلالها أن يجمع بين الشر والكوميديا، وأن يصبح الشرير الكوميديان.

كان آخر أفلامه "حكاية نص الليل" مع عماد حمدي وزيزي البدراوي.

تزوج استيفان روستي من فتاة إيطالية اسمها "ماريانا" والتي تعرف عليها في النادي الإيطالي ببورتوفيق ، وظل روستي وفيًا لها حتى رحيله ، ورزق منها بطفلين ، توفى الأول بعد أيام من ولادته والأخر بعد 3 أعوام ، وتسبب وفاة الطفلين في إصابة ماريانا " باضطرابات نفسية نقلت على أثرها إلى مستشفى " بهمان " للأمراض العصبية " بحلوان .

وفي عام 1964 انطلقت شائعة وفاته بينما كان يزور أحد اقاربه في الإسكندرية واقامت نقابة الممثلين حفل تأبين بعد أن صدقت الاشاعة، وفي منتصف الحفل جاء استيفان روستي إلى مقر النقابة، ليسود الذعر الحاضرين، وانطلقت ماري منيب و نجوى سالم وسعاد حسين في إطلاق الزغاريد فرحًا بوجوده على قيد الحياة، ولكن بعد أسابيع قليلة في 26 مايو من نفس العام (1964)، توفى استيفان روستي بالفعل، ولم يجدوا في جيبه بعد كل هذا العمر والنجاح والكفاح سوى 10 جنيهات فقط.

قدم إستيفان روستى العديد من الأعمال السينمائية سواء مخرجا كان أو ممثلا، فعلى صعيد الأعمال التى أخرجها، قدم "ليلى - البحر بيضحك ليه - عنتر أفندي - الورشة - ابن البلد - جمال ودلال - أحلاهم"، ومن أبرز أفلامه التى شارك فيها ممثلا: "صاحب السعادة كشكش بيه - سلامة في خير - معلش يا زهر - شاطئ الغرام - سيدة القصر- حسن وماريكا - قاطع طريق - حسن ومرقص وكوهين - صراع الجبابرة- ملك البترول - امرأة على الهامش - المجانين في نعيم – النشال".

يشار إلى أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلاله بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.