إسرائيل ثارت ضدها.. من هي مادونا ملكة البوب التي رفعت علم فلسطين في تل أبيب

مادونا.. تلك المغنية والممثلة والمنتجة، لم تكن تشغل في العقل السياسي للعالم جانبا، أو حتى تمر في مخيلات الشعوب المتنازعة على حق البقاء أو القابضة على الأرض، قبل أن تصعد على أحد مسارح تل أبيب وتبسط يدها أمام الجميع رافعة علم فلسطين.

ولدت الأمريكية مادونا، في 16 أغسطس 1958، وامتهنت الغناء وموسيقى البوب في عام 1981، لتصبح أول سيدة تحقق نجاحا في هذا الحقل وسط رجال كثيرين، في عام 1991، وصلت أغانيها لقائمة أفضل 10 أغانٍ 21 مرة، وبحسب مجلة "فوربس" كانت مادونا أغنى امرأة في العالم في عام 2008، بفضل انتشارها الواسع ونجاحها الساحق.

النزعة الإنسانية للمغنية الأمريكية تولدت من أبيها الذي كان ابنا لمهاجرين إيطاليين، بينما كانت أم مادونا، فنية أشعة سينية وراقصة سابقة، من أصل كندي فرنسي، وهو ما كفل لها موهبة الغناء والرقص.

وأثناء أدائها أغنية في مسابقة «الأغنية الأوروبية - يوروفيجين» والتي نظمتها تل أبيب، مساء أمس، السبت، قررت مادونا رفع العلم الفلسطيني كدعوة للسلام، ما فتح عليها بابا من الانتقادات الإسرائيلية.

صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» شنت هجوما على المغنية الأمريكية ورفعها للعلم الفلسطيني خلال المسابقة، متهمة إياها بـ«تسييس» المسابقة.

ومن المعروف عن مادونا، أن مراقبة والديها الصارمة للإيمان الكاثوليكي لعب دورًا كبيرًا في طفولتها، حيث تقول مادونا: "كانت والدتي زعيمة دينية، كان هناك دائما كهنة وراهبات في بيتي".

كان لوالدة مادونا تأثيرها الكبير على حياة مادونا المبكرة، حيث شُخِصَت بسرطان الثدي خلال فترة حملها بشقيقة مادونا الصغرى، وكان على العلاج أن يتأخر حتى يكتمل نمو الطفل، ولكن بحلول ذلك الوقت كان المرض قد ازداد بشكل كبير، وفي 1 ديسمبر 1963، توفيت أم مادونا في سن الـ 30، كان عمر مادونا 5 سنوات حين وفاة والدتها.

تمردت مادونا ضد تربيتها التقليدية من خلال تحويل ملابسها المحافظة إلى ملابس مكشوفة، وارتياد نوادي مثليي الجنس الليلية ورفض خلفيتها الدينية.

وبخصوص الحفل الذي أثار إسرائيل ضدها، أصدرت الجهة المنظمة للمسابقة، وهي اتحاد الإذاعات الأوروبية وهيئة البث الإسرائيلية بيانا نقلته الصحيفة الإسرائيلية، قالت فيه «إن رفع العلم لم يكن جزءا من البروفات التي شاركت فيها مادونا قبل الأغنية».

وأثناء أدائها الأغنية والتي كان عنوانها «مستقبل» مع مغني الراب الأمريكي، كويفو، ظهرت إحدى الراقصات المرافقات للباند الراقص، وهي تضع على ظهرها علم فلسطين.

وكانت الراقصة التي ارتدت ثوبا أبيض طويلا تسير بجانب راقص آخر وضع هو أيضا علم إسرائيل على ظهره، في إشارة إلى الدعوة «لإحلال السلام».