كان منافسا لـ الأزهر.. القرويين أهم المساجد الجامعة في المغرب

إذا أردت أن تمتع عينيك بجولة تاريخية في أهم المساجد الجامعة فى بلاد المغرب، يمكنك السفر إلي مدينة فاس بالمغرب لمشاهدة مسجد القرويين
وإذا لم تتمكن من السفر يمكنك إكمال قراءة هذا التقرير،حيث يأخذنا د.محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق في جولة عن تاريخ المسجد.
قال عبد اللطيف: القرويين أكثر مساجد المغرب شهرة باعتباره جامعة إسلامية قديمة يمكن مقارنتها بجامعة الأزهر فى القاهرة، وقد كان لهذا الجامع أثر بالغ فى مساجد فاس كلها،إذ كان نظامه الفريد يؤلف طابعا انتشر فى كثير من مساجد فاس ومكناس ومراكش حتى وقتنا هذا.
وكشف أن مدينة فاس قد اتسعت ووفد إليها العرب والبربر من أنحاء المغرب والأندلس وضاقت مساجدها بالمصلين،فاستلزم الأمر بناء مسجدين جديدين،فتطوعت سيدتان – قدمتا من القيروان بتونس – ببناء الجامعين من مالهما الخاص،وهما فاطمة القروية أم البنين وأختها مريم بنتا محمد الفهرى.
فبنت فاطمة جامع القرويين وبنت مريم جامع الأندلسيين،وكان موضع جامع القرويين أرضا فضاء،فشرعت فاطمة فى حفر أساسه وبنائه عام 245 هـ/ 859م،ولهذا فإن بناء جامع القرويين مر بثلاث مراحل: المرحلة الأولى عند تأسيسه عام 245 هـ/ 859م،والمرحلة الثانية عند الزيادة فيه عام 345هـ/ 956م .
أما المرحلة الثالثة فكانت فى عصر المرابطين،حيث ازدهرت مدينة فاس وكثر العمران،حتى ازدحمت المدينة واكتظت بسكانها وضاق جامع القرويين بالمصلين،فاستأذن القاضى أمير المسلمين على بن يوسف فى إجراء زيادة بالمسجد،فإذن له بالشروع فيها عام 528 هـ/ 1133م.
وابتدأ القاضى بنزع ملكية الدور الملاصقة للجامع من جهة قبلته وهدمها،وأقام سكانها ثلاثة بلاطات عرضية أضيفت إلى البلاطات السبعة القديمة،وزود المسجد بمحراب جديد ومنبر وأعاد بناء الباب الغربى الكبير المعروف بباب الفخارين،وكان القاضى يشرف على البناء بنفسه حتى تم ذلك فى عام 538 هـ/ 1143م.