الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في مقهى نجيب محفوظ.. تأثير بيئة الجنوب في تشكيل الوعي الثقافي

صدى البلد

ليلة أخرى من ليالي رمضان الثقافية والفنية التي تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب وتستمر حتى 23 رمضان، ليلة جنوبية من صعيد مصر بمقهي نجيب محفوظ في ندوة بعنوان " بيئة الجنوب وتأثيرها في تشكيل الوعي الثقافي" بمشاركة الأديبة د. هيام صالح من (أسوان)، الشاعر والروائي بكري عبد الحميد (الأقصر)، والروائي أيمن رجب، وأدارها مصطفى البلكي الذي أكد علي أن المكان هو الحيز الذي يمارس فيه الأديب سلطته، والذي يحتوي علي الأفكار والمشاعر والحياة الحقيقية، مشيرًا إلى أن الصعيد مركز الحضارة والتنوير عبر العصور المختلفة.

وفي كلمتها أشارت د. هيام صالح إلي عشقها للبيئة الأسوانية بما فيها من نيل وجبال وأثار، وأضافت بأن النيل له ارتباط كبير بحياة الناس، وأن تأثير البيئة بمن فيها كبير علي كتاباتي فروايتي "شارع تحتمس" تتحدث عن الآثار وتأثيرها علي حياة الناس، كما في رواية البحيرة وسنينها التي تتحدث عن بحيرة ناصر حيث تحدثت عن كل مايتعلق بهذه البحيرة وأرتباط حياة الناس بها فهناك من كون ثروة من الآثار التي تحت البحيرة، وأنها ساحة كبيرة للجريمة بكل أنواعها كما أن بها جامع كبير فكل تلك التناقضات مساحة واسعة يستطيع الأديب من خلالها كتابة أكثر من عمل أدبي، مثلما كتب الكاتب سعيد رفيع عن الصحراء الشرقية في روايته النجوم تغضب أحيانا، وأشارت إلي أن هناك كتابا لا ينتمون لهذه البيئة كتبوا عنها مثل صبري موسي عندما كتب عن الصحراء في رواية فساد الأمكنة من عشقه لها.

وفي مداخلته أكد بكري عبد الحميد أن تأثير البيئة الجنوبية علي الأديب حيث نشأ في الأقصر بيئة القول والحكي والغناء من خلال المديح والغناء الديني، والحكي من خلال شاعر الربابة الذي كان له تأثير كبير في كتابتي للشعر، وأضاف أن التأثير الأكبر حدث علي مستوي المسرح وخاصة المسرح الشعبي في روايتي "عيون بهية" و"دم السواقي" نصب تذكاري عن شخصية اخناتون.

وأكد الأديب أيمن رجب أن بيئة الجنوب ذات خصوصية تختلف عن البيئات الأخري لأن النيل يحدها من الغرب والجبال من الشرق فهي بيئة منغلقة علي نفسها وضرب مثل بالبيئة السواحلية المختلفة التي فيها انفتاح علي الآخر، مما أثر في تشكيل الوعي الثقافي للأديب الجنوبي حيث احتكاكه بالآخر قليل جدًا، ومتخم بالعادات والتقاليد ولكنه رقيق القلب وضرب أمثلة لأعماله التي تأثرت بالبيئة في المجموعة القصصية التابوت، وموت برئ التي عالجت عادة الأخذ بالثأر، ورواية شرنقة الجسد، أيضا كتبت الرواية التاريخية عن التاريخ الفرعوني المرتبط أيضا بالبيئة الاقصرية من خلال رواية القحط.

أعقب ذلك أمسية شعرية لشعراء الموال والزجل والمربعات والواو والنميم، أدارها الشاعر السعيد المصري، بمشاركة الشعراء عبده الشنهوري، أميرة محمود، شاعر الربابة ناجح عمارة، سماح هلال، خالد حلمي الطاهر، فضل إبراهيم، وداد الهواري، سعد الشرقاوي، حسين السوهاجي، بهاء توفيق، أسامة الجعفري، عمرو مصطفى، بمصاحبة غناء وعزف علي العود للفنان علي إسماعيل.