الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هادي المهدي يكتب: مأساة تيريزا ماي(٢)

صدى البلد

أرسل الاتحاد الأوروبي إنذارًا جديدًا لماي مفاده أنه بحلول عام ٢٠٢٠ إذا لم يتم الخروج سوف يُطبق علي بريطانيا سياسة تعني بخروجها من الاتحاد سياسيًا مع التزامها اقتصاديًا بلوائحه التي سيشرعها البرلمان الأوروبي الذي لن تكون لبريطانيا مقاعد فيه بعد الخروج. 

عرضت ماي هذه الاتفاقيه على البرلمان للتصويت وإذا بموقف فاضح جديد لها بعد موقف الانتخابات المبكرة ، ٤٢٢ عضو يصوتون ضد الاتفاقيه مقابل ٢٠٢ عضو معها حتي أن المثير للشفقه ان ١٣٢ عضو عن حزب المحافظين "حزب ماي" صوتوا ضد الاتفاقية.

السيده ماي التي وجدت نفسها في بحر هادر لا تعلم اتجاه أمواجه عرضت علي البرلمان في الأسبوع التالي للتصويت السالف الذكر بأن تُسحب الثقة من حكومتها فلم يستجيب البرلمان وصوتت الاغلبية لدعمها في موقف غريب أثبت لها ضبابية المشهد ، كيف يدعم بقائها اليوم من رفض اتفاقيتها بالأمس ، ما اضطرها الي ان تعرض الاتفاقية للتصويت مرة أخرى ظنًّا منها أن التصويت بدعمها يعني أن تغيرًا ما قد تم الا انها تخسر للمرة الثانية. 

قبل وضع الاتفاقية في المرة الثانية امام البرلمان أعلنت ماي انها ستتنحي عن رئاسة الحكومة عقب إقرار اتفاقية الخروج وكأنها تعلن غير مباشر إحباطًا من الوضع السياسي الذي تتواجد فيه والذي لا تملك أدوات التأثير فيه فضلا عن المعلومات الضبابية التي تنتاب المشهد والمواقف العشوائية التي تواجهها حتي أنها وفِي موقف لا ينمّ إلا عن عجز شديد تعرض نفس الاتفاقية للمرة الثالثة علي البرلمان ولا تلقي سوي نفس النتيجة ، رفض البرلمان للاتفاقية.

الاتحاد الأوروبي يرسل رسالة جديدة لماي في ابريل ٢٠١٩ ، هل ستشاركون في انتخابات الاتحاد نهاية هذا العام أم لا ؟ ولا تجد ماي إجابة علي هذا السؤال وفِي وقت ليس أمامها سوي احد حلول ثلاث ، خروج عنيف (hard brezit) ، او خروج ناعم (soft brexit ) ، او استفتاء جديد . ولَم تجد السيده المحبطه أية سبيل لتنفيذ أي من الخيارات الثلاثة ، اضطرت في النهايه الي تقديم استقالتها وهي تذرف الدموع وأظنّ أن هذه الدموع ليست فقط حزنًا علي فراق المنصب بل حزنًا علي المناخ السياسي الضبابي الذي يخيم علي بريطانيا وحزنًا علي امرأة اثبتت ان "تاتشر" كانت حدثًا استثنائيًا بالنسبه للمرأه التي تتولي الحكم في بريطانيا ، فليست كل امرأة حديدية مثل تاتشر.

تريزا ماي قادت حركة اليمين الشعبوي التي لا تجيد قيادتها ووجدت نفسها تسير في الضباب فسارت نحو اللا هدف وظلت تتقاذفها المسارات حتي خرجت من الضباب وليس معها سوي الدموع.