الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طلعت القاضي يكتب.. حنكة الجوهري وسقطة أجيري

صدى البلد

عندما علم الكابتن محمود الجوهري بأن لاعبي المنتخب شعروا بالملل والإحباط وقرروا فيما بينهم عدم الإستمرار في بوركينافاسو بسبب الأجواء الفقيرة وعدم الرعاية الكافية، وسادت حالة من الانهزام النفسي داخل المعسكر مما دفعهم إلى تجهيز حقائبهم للسفر، فغضب الكابتن الجوهري غضبًا شديدًا وعلى الفور طلب الاجتماع باللاعبين بشكل عاجل، وفي الاجتماع تظاهر بالهدوء الشديد وقال لهم عندي خبرين أحدهما سيئ والآخر جيد بأيهما أبدأ؟

فرد اللاعبين بالإجماع بنفوس محبطة بل بالخبر السيئ ياكابتن، فقال لهم إن سمير عدلي ذهب ليسأل عن حجز الطيران في حالة خروج الفريق من الدور الأول فلم يجد حجزا إلا بعد نهاية البطولة سواء صعدنا أم خرجنا، فسادت حالة من الهيجان والحزن الشديد بين اللاعبين خاصة أنهم كانوا يأملون في العودة لمصر في أقرب فرصة.

وعلى الفور قال لهم أما بالنسبة للخبر الجيد فهو أن مسئول كبير في الدولة اتصل بي وأبلغني بأنه في حالة فوز مصر بالبطولة فسيكون هناك مكافآت لم ترد في أحلام لاعبي المنتخب ولا الجهاز الفني.

وعقب انتهاء الاجتماع قام اللاعبون بتفريغ حقائبهم وسادت حالة من الجدية والهمة في التدريب والإصرار بالروح والعزيمة على تحدي الصعاب، والتي كان لها دور كبير في الفوز باللقب الإفريقي.

علمًا بأنه لم يذهب سمير عدلي للحجز، ولم يتصل أي مسئول من الأساس بالكابتن الجوهري ولكن هي حنكة وخبرة المدرب والقائد العظيم، وخداع نفسي وخططي من رجل أثبت بحيلته الذكية للجميع أن الإداري يولد ولا يصنع.

وفي خطأ إداري كبير للمدرب الحالي لمنتخب مصر ( أجيري) في تصريح ذكره لم يكن موفقًا في التحدث به، فليس الوقت ولا المكان ولا الحدث نفسه يقبل شيء من أثرها النفسي و ذلك عندما صرح بأنه لم يشترط عليه إتحاد الكرة عندما تعاقد معه لتدريب المنتخب المصري أن يحصل على بطولة الأمم الإفريقية.

حقًا لا يوجد في عالم كرة القدم ما يلزم مدرب ببند أو عقد مبرم للحصول على بطولة، ولكن يوجد متغيرات ومعطيات واقعية وأسلحة ترفع من همة. المدرب الناجح وتجعل خيار التتويج هو الأول له خاصة بعد نجاح مصر في استضافتها بعد اعتذار الكاميرون واستطاع الملف المصري إقتناص الفرصة لإسعاد ملايين من محبي كرة القدم خاصة عندما تتسلح بالأرض والجمهور الذي يشعل حماس ويرفع الروح عند كل رياضي وممثل لشعبه ومنتخب بلاده.

الشعب الذي يعشق ويتنفس كرة قدم وبات يحلم بفرحة قد تغير مسار الرياضة المصرية في السنين المقبلة من عودة الجمهور للمدرجات ووضع بصمة للنهوض والتقدم الفكري والرياضي في التنظيم وأثره على حصد الألقاب، إضافة إلى زيادة فرص الإحتراف لأكبر عدد من لاعبي المنتخب في حالة التألق والتتويج باللقب ، بل ورفع أسهم اللاعب المحلي أيضًا.

أمور وأحوال كثيرة قد تحدث للشارع الرياضي أولها البهجة والسعادة للشعب المصري التي لا يعادلها شيء ولا يقدرها ثمن.

الجوهري رحمة الله عليه خلق السعادة وانتزع اللقب من قلب أفريقيا وسط أوجاع وأجواء معيشية صعبة وفقيرة بحكمة ودهاء تدريبي وحس وطني .
وأجيري محاط بكل عوامل النجاح أرضًا وجمهورًا ولاعبين مميزين، وقبل كل ذلك الدعم الكبير من المسئولين في الدولة المصرية كل ذلك يجعل من الحصول على اللقب مؤشر قوي لايليق به تصريح هزيل من مدرب لمنتخب منظم للبطولة القارية .فهل يستغل تلك المعطيات ويتنازل عن سقطاته الغريبة ويستفيد من حماس وإلهام الروح المصرية العالية؟