الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضرب أبها قد يقابله قصف مطار طهران



التطورات الأخيرة في الخليج العربي، تؤكد بوضوح أن النظام الحاكم في طهران، قرر اختلاق الحرب مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع المنطقة برمتها بل والعالم. فالتصرفات الحمقاء والمجنونة، التي أقدم على فعلها مؤخرًا تفضح نواياه كما تؤكد فشله في إدارة الأزمة الداخلية في طهران ولذلك يهرب للخارج.

وبتحديد أكثر، فإن حرب تخريب ناقلات النفط في مياه الخليج العربي، وتفجير بعضها من خلال بعض عناصر الحرس الثوري الإيراني. يكشف خطة إيران في إعاقة تدفق النفط عبر الممر الأهم دوليا طالما استمرت العقوبات الأمريكية القاسية عليها.

وما لايعلمه خامنئي ونظامه، أن هذه الفعلة بالتحديد، تخريب ناقلات النفط أو تفجيرها أو التحرش بها ، "فعلة" ستثير غضب العالم برمته، لا لكي يهادن العالم بعدها نظام طهران ويطلب منه الصفح والتسوية!، ولكن ليواجهه ويكسر عظامه.

فالنفط هو عصب الحياة في العالم الغربي، ولا يمكن تصور إعاقة نقله أو تفجير ناقلات عملاقة تقوم بحمله أو السيطرة عليه.

للأسف "حسبة خاطئة"، تورط فيها نظام طهران. وما لم يتراجع الان فستكون هى الورقة الأخيرة التي سيلعبها وبعدها سيلعب العالم كله ضده.

وليس خافيا بعض التسريبات، التي ظهرت مؤخرا في إسرائيل وأكدت عبر مصادر عسكرية أمريكية رفيعة. أن واشنطن تجهز لضربة عسكرية وشيكة ضد طهران بعد الاعتداء على ناقلات النفط. والمعروف أن الجيش الأمريكي ومنذ الحرب العالمية الثانية لايقبل أبدا بهذه التصرفات من جانب أي دولة. والحقيقة أني لا أجد مبررا لنظام طهران في الاعتداء على ناقلات نفط يابانية او نرويجية او غيرها. فهذه ليست الطريقة لحل مشاكله مع واشنطن. وليست طريقة ضغط أيضا. إنه يتلاعب باقتصاد العالم ويتصور أن القوى الكبرى حتى الموالية له مثل الصين وروسيا ستكتفي بالتفرج عليه أو مشاهدة أكروباته السياسية!

الخطوة الأخرى الأكثر حماقة من جانب نظام خامنئي، في إطار نقل معاركه للخارج، هى توجيهاته لميليشيا الحوثي التي يديرها بالاعتداء على مطار أبها السعودي وضربه بالصواريخ.

خامنئي هكذا لايخفف الضغط على الحوثيين في اليمن من قبل قوات التحالف العربي. ولكنه يفتح "نار جهنم" عليه بحسابات عنترية خاطئة. فضرب مطار أبها بصاروخ كروز واحد. قد يقابله ضرب مطار طهران ذاته بـ 100 صاروخ.

اللعبة داخل اليمن والرد في الجبهة اليمنية. أما الخروج للأراضي السعودية فهذا تجاوز للخطوط الحمراء لن تقبله لمملكة العربية السعودية ولن يقبله العالم.

ولا أذيع سرًا، ولا أتنبا في مقالي هذا، من أن أقول أن المملكة العربية السعودية سترد ردًا قاسيًا على جموح خامنئي بعد ضرب مطار أبها وبعد تفاخر الحوثيين أتباع إيران بالاعتداء عليه.

للأسف خامنئي يفكر بعقلية رجل عجوز، وقواعد سياسية تغيرت في العالم كله. واذا كانت لديه مشاكل متفاقمة داخل ايران وخارجها مع الولايات المتحدة الأمريكية. فليدفع في طريق الحل، وليس المطلوب منه أن "يركب دماغه" ليقود إيران لتعود للعصر الحجري مرة ثانية.

كما ان الوكلاء الارهابيين في المنطقة، والذين يتبعونه قد يقومون خلال أي حرب قادمة ببعض الأعمال البهلوانية والتفجيرات هنا وهناك. لكن التصدي لهم سيكون حاسمًا وميسرا في وقت قصير، لانهم جميعهم عصابات بأئسة تعتمد على "العصا والنبوت" ولا تعرف الحرب الحديثة ولن يقدروا على الصمود كما يتصور نظام طهران.

اعتقد أن خامنئي يحتاج لمراجعة حساباته جيدًا، ولا داعي أن يكون الرأي الوحيد للأشاوس في الحرس الثوري الإيراني. فالحرب ليست "نزهة" وما حدث للعراق قبل 28 عاما في حرب الخليج وفي عام 2003 ليس ببعيد.



المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط