الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسائل العشاق تشوه حوائط قنا.. وكيل التعليم بقنا: سلوك غير راق يمثل عبئا إضافيا لميزانية الدولة.. علماء الاجتماع: ظاهرة مجتمعية تنتشر بكثافة في مجتمعات العالم الثالث

صدى البلد

وكيل وزارة التربية والتعليم بقنا: كتابات الحوائط عبارات وسلوك غير راقى يمثل عبئا إضافيا لميزانية الدولة
وكيل معهد الخدمة الاجتماعية: تعبير سلبي نتيجة الضغط الأسرى أو المؤسسى ينتج فى صور خاطئة



"تيتو بيحب مانو"،"والكل يشهد إنك أغلى حاجة عندى.. Tote"، "حضنك مقدرش أعيش من غيره" عينه لرسائل كثيرة بدأت تنتشر على جدران الأسوار بقنا، خاصة حوائط المؤسسات الحكومية والمدارس التى كان لها النصيب الأكبر من هذه الرسائل التى تحمل فى بعض الأحيان عبارات وكلمات غير أخلاقية تخدش حياء المارين فى الشوارع، فضلا عن كونها عبء إضافى على ميزانية الدولة، يضطر الأجهزة المعنية إلى طمس هذه الكتابات أولًا بأول حرصًا على الذوق العام.

قال محمد على" مدرس"، معظم أسوار المدارس تحمل عبارات خادشة للحياء، ما بين شاب يغازل محبوبته بعبارات عتاب و آخر يغازل بكلمات صارخة، بجانب رسومات القلوب التى تحمل فى كثير من الأحيان الحروف الأولى من أسماء الشاب والفتاة، وهو ما يجعل الآباء والأمهات في غاية الحيرة والاستياء أثناء مرورهم مع أبنائهم أمام هذه العبارات التى احتلت الكثير من حوائط قنا.

فيما أشار أحمد مصطفى "موظف" إلى أن الأمر لا يقتصر على عبارات الحب والغزل، لكن هناك بعض الجمل و الكلمات الموجهة لمسئولين أو التى تحمل غرض سياسى وما أكثرها، لكن مع جهود الأجهزة الأمنية بدأت تختفى العبارات السياسية وتحل بدلا منها عبارات الحب والغرام، والتى تهدف إلى لفت الانتباه أو تعبر عن حالة كبت لدى الشباب يتخلصون منها بكلمات على الحوائط.

وأوضح صابر عبدالرحيم "موظف"، أن ما يحدث يدل على عدم مسئولية من الشباب وعدم فهم وإدراك لما يفعلونه، فهذه الكتابات بجانب تشويهها للحوائط، تتسبب فى مشاكل اجتماعيه لبعض الفتيات، وهو ما قد يتطور فى بعض الأحيان إلى مشاكل بين أسر وعائلات خاصة فى قنا التى تتسم تركيبتها السكانية بالعصبية والقبلية.

وأضاف مصطفى فهيم "مدرس" بأن هذه الكتابات غير اللائقة والتى تعبر عن تدنى أخلاقي، تضطر المدارس أو مجالس المدن إلى تخصيص مبالغ معينة للتعامل مع هذه الكتابات بالطمس أو إعادة دهان بعض الحوائط بالكامل، لأن بعض الرسائل قد يؤدى بقائها على الحوائط إلى إحداث أزمة كبيرة خاصة أننا فى مجتمع صعيدى لا يتقبل هذه الأمور، فبعض الكتابات حملت رسائل غير لائقة لفتيات مع ذكر أسمائهم كاملة.

أما عادل عبد الناصر "طالب" فيرى بأن الكتابات أحيانًا تعبر عن حالة كبت لدى الشباب ولا يكون المقصود بها تشويه الحوائط أو الاساءة لأحد، لكن بعض العبارات فيها تمرد على عادات وتقاليد سيئة منتشرة فى مجتمعنا، فالمجتمع لا يتقبل صراحة وحماس الشباب فى أحيان كثيرة مما يضطرهم إلى التعبير عن أفكارهم أو خواطرهم تجاه بعض القضايا من خلال الحوائط العامة.

فيما قال الدكتور صبرى خالد- وكيل وزارة التربية والتعليم، إن الكتابات التى تشوه حوائط أسوار المدارس من الخارج سلوك غير راقى، وتحتاج لجهد مهدر لعلاجها، فالمديرية تتحمل إعادة دهانها و تجميلها بعد طمس العبارات الخارجة وغير اللائقة، وهو ما يكلف ميزانية التربية والتعليم مبالغ مالية كان من الأجدر أن تستثمر فى بنود أخرى، لذا أطالب الشباب أن يكف عن هذا العبث والسلوك غير اللائق حفاظًا على الشكل العام، ومشاعر المواطنين.

من جانبه يرى الدكتور أحمد حمدى شورة- وكيل المعهد العالى للخدمه الاجتماعيه بقنا، إن الكتابة على جدران الحوائط ظاهرة مجتمعية تنتشر بكثافة فى مجتمعات العالم الثالث، خاصة المجتمعات العربية، و وجودها يرجع لعدة أسباب من أبرزها ضعف مفهوم الانتماء والولاء لشريحة معينة من الطلاب، مع ضعف المنظومة القيمية وعدم وجود قدوة ايجابية لدى الأبناء سواء فى المنزل أو المؤسسات التعليمية، بجانب عدوى التقليد بين الشباب.

وأضاف شورة، من الملاحظ أن هذه الظاهرة تكثر فى مرحلة المراهقة وهى مرتبطة بالتمرد، وهى بمثابة نوع من التعبير السلبى بسبب الضغط الأسرى أو المؤسسى على الأبناء مما يؤدي إلى التعبير بصورة خاطئة عن الكبت الداخلى فى صورة كتابة أو صور تتعارض مع قيم وثقافة المجتمع، لافتًا إلى أن الظاهرة لا تعرف جنس بعينه، فهى منتشرة منذ فترة طويلة.