الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تهوى السينما والسيرك وصيادة ماهرة.. أم حسن أول نجارة دمياطية.. أصحاب الورش في البداية صدموني وفي النهاية ساعدونى

اول نجارة دمياطية
اول نجارة دمياطية

  • أم حسن أول نجارة دمياطية
  • تهوى السينما والسيرك وماهرة في الصيادية والبط بالمرتة
  • لا أبالى بانتقادات الناس لى بأنى سيدة وأعمل بورش النجارة
  • أصحاب الورش في البداية صدموني وفي النهاية ساعدونى

"أنا ست بس بميت راجل"، هكذا بدأت هند الشربيني أو "أم حسن" كلامها عن رحلتها في العمل بالنجارة في مجال الأثاث بدمياط، هند ابنة حى الأعصر بمدينة دمياط والتى أصبحت حديث الدمايطة مؤخرا بأنها أول سيدة تعمل بمجال النجارة بمحافظة دمياط وتخصصت في صناعة "الدسر" وفُرَشْ "الغراء" باستخدام الخشب "الهالك" بعد تجميعه من الورش الكبيرة، ونافست الرجال في مهنتها، ولكن بوجهة نظر مختلفة تماما حتى أصبح الرجال أنفسهم يشعرون بالغيرة من مهارتها واتقانها لمهنتها والتي تفوقت فيها عن الرجال.

أم حسن "هكذا تفضل أن يناديها الجميع، خاصة الرجال من صناع الأثاث، والذين تتعامل معهم بشكل يومى، فهى الأنثى والزوجة والأم والأسطى أم حسن "في آن واحد، فهي أم لأربعة أولاد، اثنان منهم يعملان في مهنة الأثاث، أحدهم متزوج، والآخر يؤدى الخدمة العسكرية، والبنت الكبرى متزوجة، وتقيم معها الآن ابنتها الصغرى "مريم" ذات الأحد عشر عاما".

التقى "صدى البلد" بأم حسن"للحديث عن مهنة "الدوسرجية" التي تمتهنها والجديدة على المجتمع الدمياطى بأن تعمل بها سيدة، فتقول: "توفى زوجى من 6 سنوات، فقررت العمل في مهنة النجارة، وكنت لحظتها لا أملك ثمن منشار شق الأخشاب، فقمت ببيع سيارتي التي ورثتها عن زوجى واشتريت منشارا لشق الأخشاب، وقمت باستئجار ورشة في أحد الأحياء، وقررت أن أتخصص في صناعة "الدٌسر" وصناعة فُرشْ الغراء".

وتسترجع "أم حسن" قصتها من البداية، فقد كانت تذهب إلى السوق لشراء الأخشاب اللازمة للعمل، فواجهتها مشكلات بسبب نظرات الناس لها، ومن بعض أقاربها، بسبب عملها بحجة أنه للرجال فقط، وكيف لسيدة خاصة دمياطية الخروج للعمل بالورش لأنه من المعروف عن الرجل الدمياطى أنه حريص على بقاء زوجته في المنزل والتفرغ لتربية الأولاد، وبعد وفاته يقوم الأهل سواء أسرة الزوج أو أسرتها بتحمل مسئولية الإنفاق عليها وعلى أبنائها، ولكنها كانت تصر على الخروج للعمل نظرا لأن أبناءها الأربعة في مراحل عمرية مختلفة ومصاريفهم اليومية متزايدة، واستمرت في عملها إلى الآن حتى عرفها الناس وعرفتهم.

وتواصل "أم حسن": "اقتحامي لهذا المجال له قصة وأساس في حياتي، فعندما تزوجت، كانت شقتي فوق ورشة المرحوم زوجي، فكنت أنزل معه إلى الورشة بعد أن انصراف العمال من الورشة وانتهاء عملهم اليومي، فكنا نغلق على أنفسنا الباب واقف معه وأشاهد ما يقوم به، فكان ينحني لالتقاط الخشب من الأرض لـ "يشقه" على المنشار، فوقفت بجانبه وانحنيت أنا لكى أناوله الأخشاب، باختصار زوجي علمني نجارة الصالون، ولكن مع غلاء أسعار الأخشاب، قررت أن أعمل في الدوسر، وذلك مساعدة له وتوفيرا للوقت، وكنت أشاهده وأتابعه جيدا وهو يعمل علي المنشار، ومع الأيام تعلمت أشياءً كثيرة، فوقفت أنا على المنشار بالليل، وهو واصل عمله في تجميع الأثاث، وهو المهمة الأصعب، وكان عملي بالليل عبارة عن شق الأخشاب لتجهيزه للصنايعية الذين يعملون عنده في الصباح".

وتستطرد: "واصلت معه في كل الأعمال وتعلمت أشياءً كثيرة، وفي يوم من الأيام فوجئت به، يشترى ماكينة لصناعة "الدسر" وهى عبارة عن "بَرايَة" تخرط الخشب المربع وتحوله إلى دائري، وهنا يصبح اسمها "دسره" ويطلقون عليها في القاهرة "كاويله"، وتستخدم في ربط أي شيء خشبي بعضه ببعض مثل المسمار تماما، وهى مذكورة في القرآن، في قول الله تعالى عن سيدنا نوح، وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ، فسألته عن قيمتها وفائدتها، فقال لي إنها لصناعة الدسر، ونحن نستورد هذه الدسر من الصين، وسنعمل عليها، وعندما أموت لن ينفعك إلا هذه الماكينة، وبالفعل توفى بعدها، ووجدت ماكينة الدسر أمام ونفعتني واستخدمتها، وقمت باستئجار ورشة، وأدرب فيها الشباب على العمل".

وأوضحت: "أستخدم في عملي وإنتاجي مخلفات الأخشاب من ورش النجارة الكبيرة، و"السدايب" العازلة بين طبالي الأخشاب التي نستوردها من الخارج، فهذه السدايب كان تستخدم في أفران شي الأسماك من قبل، ولكن بعد ابتكار ماكينة الدسر، أصبح هناك "سريحة" يجمعونها ويوردوها لورش الدسر، وتوقف استيرادها من الصين قليلا، ولكن ينقصنا صناعتها بشكل أكبر، فهناك دول عربية مثل الأردن تطلب منها أطنانا، لذلك أسعى لتوسيع ورشتي بشكل أكبر وأفضل، أيضا أنا أصنع فرش الغراء والدهانات، من مخلفات نوع من الغزل أشتريه من مصنع غزل المحلة، الفرشة الأصلية التي نستوردها في الصين وصل سعرها إلى 24 جنيها، أنا أصنعها بيد من خشب، وأبيعها بـ 8 جنيهات، المسألة سهلة، فأنا أسعى على رزقي وعملي، وأربى ابنتي مريم، وأعلمها الطبخ وهى تعمل على ماكينة الدواسر في فترة الصيف، ولكن في أثناء الدراسة تتوقف عن العمل معي لتنتبه لدراستها".

وعن علاقتها بالمطبخ كربة منزل وأم تقول: "بيقولوا عليا ست بيت شاطرة، فأنا ماهرة في عمل المحشي والبط بالمرتة والسمك الصيادية وليس معنى أننى مشغولة بعملى في الورش أن أنسى أنني أم وربة منزل وتضيف ضاحكة بحب الخروج والفسح وباحب السيرك والسينما وباحب أذهب يوم الجمعة مع أولادى لرأس البر طول فصل الصيف ويفضل الجلسة على الكورنيش بدمياط ليلا بعد انتهاء عملى وأعشق المشي على اللسان براس البر".