الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تتصور إيران فعلا أن بمقدورها مواجهة أمريكا؟


قد يفهم البعض، أن حالة التصعيد الشديدة التي يقوم بها النظام الحاكم في طهران خلال الأسابيع الأخيرة، الغرض منها التغطية على فشله في الداخل الإيراني وفي التصدي للعقوبات الأمريكية وتأثيرها الشديد على مستوى معيشة الإيرانيين.

لكن المصيبة في رأيي لو كان يتصور خامنئي المرشد الإيراني الأعلى أن بمقدروه فعلًا أن يواصل حالة التحدي هذه ويواجه الولايات المتحدة الأمريكية أو يدخل في حرب معها؟!

والحق أني في أحيان كثيرة لا أفهم مجريات القرار الإيراني ولا دوافعه، ولا أعرف كيف يدير صانع القرار في إيران تصوراته ورؤاه، والتي تبدو في منتهى الغباء السياسي في أوقات كثيرة، وتعيد للتاريخ أحداثا مأساوية.

فإذا كان المرشد خامنئي، يتصور أن بمقدوره محاربة أمريكا فله في العراق عام 1991 وفي العراق 2003 عام سقوط بغداد عبرة وعظة، والعراق وقتما تعرض لهذا الهجوم الأمريكي المدمر كان يشكل القوة البرية الرابعة على مستوى العالم، وقوة عسكرية لايستهان بها أبدًا، ومع ذلك عندما انطلقت الحرب ركع صدام حسين وعاد العراق 300 سنة إلى الوراء وخرج من الكويت، وبعدما تلقى رسالة أمريكية واضحة في بدايات الحرب، انه لو استخدم آنذاك الأسلحة الكيماوية وغير التقليدية فسيكون الرد عليه بالقنابل النووية، وعليه تواجهت الأسلحة التقليدية الطائرات والمدافع وتم سحق العراق!

واليوم يعيد النظام في طهران الكرة مرة ثانية؟!

ولا أعرف على ماذا يبني المرشد الأعلى في إيران حساباته؟ ولا أعتقد أبدا أنهم هناك، يرون انه بمجرد اندلاع حرب مع أمريكا فإن ميليشاتهم أو فئرانهم في العراق وسوريا واليمن ولبنان قد يكون لها وزن؟!

هذه عصابات تحارب بالعصا والنبوت، أو ببعض الصواريخ الصغيرة الفشنك التي تختبئ وراء الأشجار، لكن الحرب بمعناها الحديث لا تفهمها هذه الميليشيات ولا تستطيع مجاراتها.

أما بخصوص السلاح الإيراني التقليدي، فإنه باختصار سلاح متخلف بالمقارنة بأمريكا، ولا يمكن أن يصمد في معركة جوية أو برية أو بحرية أمام واشنطن.

للأسف هناك أوهام وخزعبلات يدفع بها جنرالات الحرس الثوري إلى مرشد إيران، ويقنعوه أن طهران قادرة على خوض الحرب ضد أمريكا أو هزيمتها، للأسف هى أحلام يقظة مرعبة ولو وجدت واشنطن فرضا أنها تتعرض لمشكلة ما في حربها المرتقبة مع إيران، فالحل سيكون إبادة إيران، وهذا قاله الرئيس ترامب مباشرة.

القضية لا تحتمل التهريج على الإطلاق ولا الحسابات الغبية، وأعتقد أنه على النظام الحاكم في إيران مراجعة حساباته جيدا، والتعلم مما حدث في العراق، واستغلال فرصة الباب الموارب للمفاوضات مع واشنطن قبل أن يدفع ثمن ذلك غاليًا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط