الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يوسف إدوارد يكتب : "تحرش" برعاية مجتمعية

صدى البلد

لماذا يصر البعض داخل المجتمع المصري على التعامل مع ظاهرة التحرش بصفة عامة بشكل متباين على الرغم من كونها ضد كل القيم والأعراف؟ وما الذي يجعل هذا السلوك داخل المجتمع يقاوم بكل قوة كل محاولات قمعه؟.

في الحقيقة لم يتوقف الحوار يوما واحدا عن الإشارة إلى ظاهرة التحرش الجنسي وأبعاده داخل المجتمع من خلال وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي وأغلبها من خلال متابعة أخبار وفضائح النجوم في كل المجالات وردود الفعل المختلفة كقبول الاعتذار للاعب المنتخب القومي. وعلى العكس في اتهامات بخدش الحياء العام والدعوة للرذيلة وعمل فعل فاضح في الطريق العام، وبلاغات للنائب العام لإحدى الفنانات على خلفية أزمة الفستان الشهيرة.

إن معظم الباحثين والمتخصصين استطاعوا الوصول إلى إجابات لتلك الأسئلة، وتوصلت أبحاثهم لنتيجة واضحة، وهي أن المتحرش إنسان ذو سلوك مضطرب بصرف النظر عن عمره أو مستواه الاجتماعي أو الثقافي أو الديني بجانب الظروف الخارجية المساعدة. فالتحرش وليد جهل موروث وثقافة مجتمعات مكبوتة وحين يولد الإنسان في مجتمع متناقض مع نفسه ولا يجد علاقة بين ما يؤمن به وما يمارسه هنا يكمن الخلل.

وأحد أهم التحديات التي تواجه تناول موضوع مواجهة ورصد التحرش الجنسي ضد المرأة هو حساسيته الشديدة داخل المجتمعـــات العربية ومن هنا ظهر الارتباك في التعامل معها في ظل الصراع بين الرجعية والتخلف والعصبية من جانب والتحـــرر والرقـــي والمســـاواة والحضـــارة من جانب آخر بـــالرغم مـــن وجود الإطار الديني في الحالتين، الذي وضـــع الضوابط الواضحة للحد من إهدار كرامة المرأة وتعرضها للأذى.

وبدلا من ان يلعب الاعلام بكل وسائله دورا في إيجاد حلول لمواجهة هذا السلوك، لم يقاوم في بعض الأحيان القاء اللوم على المرأة، سواء كان المبرر ملابسها أو سلوكها وهو في الحقيقة رأي يلقى تأييدا لدى البعض من مختلف الشرائح داخل المجتمع المصري وخاصة من جانب المجتمع الذكوري. وهو ما يتسبب في هدم المجهود الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني، سواء بعرض القضية بموضوعية ومحاولة الضغط لإيجاد حلول، أو بالتبرير وخلق الأعذار لظاهرة التحرش ككل.

على أمل في ظل التطور الالكتروني وتناقل المعلومات أصبح من الممكن ان تنقل وسائل التواصل الظاهرة والمقاومة بشكل تفصيلي ان كان فرديا أو جماعيا وبالتالي تساهم في ظهور بعض التعديلات في قوانين التحرش تساعد المتضرر على استرداد حقه ولا تكون عرضة لاستمرار التحرش به بجانب التأثير الإيجابي على المقاومة الجادة لقبول المجتمع ظاهرة التحرش الجنسي لأي سبب بمساعدة حركات ومبادرات شبابية ومؤسسية تساهم في نشر الوعي.