الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هبة من الله.. حكاية عمر مختار أصغر طفل كفيف في بطولة كأس مصر للسباحة.. شاهد

عمر مختار
عمر مختار

لم ير النور من حوله فقرر أن يشرق من داخله ليملئ بنوره روح كل من يعرفه، فابتسامته وشخصيته القوية والجريئة تجذب القلوب قبل العيون «عمر محمد مختار»، طفل لم يخجل من فقدانه لبصره، ولم يعوقه أي شئ في سبيل استكشاف مواهبه الخفية بمساعدة والديه، منذ بزوغه للحياة.

قبل أن ينطلق إلى بطولة كأس مصر لسباحة المكفوفين كأصغر لاعب في البطولة، مارس عمر صاحب الـ8 سنوات فقط العديد من الهوايات، فلم تكن السباحة وحدها هي موهبته الفريدة، فعزف على الكمانجة، والطبلة، وأخيرًا أصبح البيانو جزءًا من حياته حيث أبدع في عزف موسيقى عمر خيرت وأغاني أم كلثوم.

مع بداية التنافس تقدم عمر إلى حمام السباحة، داعبت أطرافه المياة الباردة حتى قفز بها، تاركًا لخياله العنان أن يصنع تصورًا لما سيفعله داخل الماء، استعد عمر ومن خلفه وقفت والدته قريرة العين إلى جانب والده وخالته مفعمين  بالحماس ويصفقون له بكل حرارة، بينما اندفع عمر مختار لينافس على أول بطولة له في حياته.

لم يكن المغزى من مشاركته في البطولة أن يحقق لقبًا أو المنافسة على الذهبية، بل أراد منافسة ذاته وتحدي نفسه، فلطالما شجعه والده على أن يقف بكل قوة ويقول "ها أنا ذا!".

لم يخجل أبدًا من علته وهو يقطن داخل مجتمع يفتقد معظمه إلى ثقافة التعامل مع فاقدي البصر، فغالبًا ما كانت تنهال عليه العبارات الجارحة مثل "هي عينك مالها؟"، لكنه بكل ثبات وقوة يقف ليشرح حالته وسببها، دون أي خوف أو إحراج.

وقال والده "بتمنى من ربنا ابني يستمر بنفس القوة دي في مواجهة الظروف حتى بعد ما يكبر".

رغم الصدمة التي تعرض لها والداه عند معرفتهما بأن عمر "ابن الـ7 شهور"، يعاني من انفصال في الشبكية وفشلت العمليات الجراحية في إرجاع بصره، قررا التعامل على أنه سليم وليس لديه أي مشكلة، وتم التركيز على إبراز مواهبه لكي تزداد ثقته بنفسه، ووصفوا فقدان بصره بأنه "هبة من الله!" فقد عوضه بقوة سمعية وتركيز، ومواهب في العزف، بل وساعداه على حفظ القرآن الكريم بالتجويد.