د.حسام لطفي يكتب: ثلاثية الجدار والغلام والسفينة

قد تبدو الأمور خلافا لظاهرها ..
ولدينا أمثلة ثلاثة فيمن بنى جدار يريد أن ينقض ..
وقتل غلام لم يبلغ أشده ..
وخرق سفينة سليمة ..
الفاعل كان مأمورا في أحوال ثلاثة..
والجمهور كان غافلا عن ثلاثة.. هي المعنى والمغرى والدلالة !
هكذا بدأ الحكيم العاقل حديثه الموصول عن جهل بالواقع وغيبة الحقائق ونهم للكشف عن المستور وسعي إلى الإنفراد بالخبر ..بعد اختلاقه من عدم !
قال الحكيم العادل
إذا استقر فأر في ركن .. فلن يلبث أن يتحول إلى وحش .. ليدفع عن نفسه حال الخزي الذي هو عليه ..ولو فقد حياته .. وكانت هي ثمن لوجاهته الاجتماعية !
تبسمت الابنة العزيزة ..بسمة تشي بفهم وتنبيء بضعف .. وتنهدت ثم سكتت !
قال الشاب المتحمس
ندعي البطولة لنبقى .. وهي أبعد ما تكون عن حالنا ..
نتمسح في السلف .. وليس لنا في الخلف سندا ولا يربطنا به إلا نسبا وصهرا !
نتشدق بمعرفة ما لا نعرف لنزعم حقا ليس لنا .. وهو العلم بالموجود !
ضحك عابر السبيل قائلا
الرضا بالمقسوم قدري منذ جئت في الدنيا ..وقد يشتهي عقلي ما يجهل .. وقد تتوق نفسي لمعرفة ما لا تعرف .. وأنا دوما في " حيص بيص" اتلهف إلى مجالسة من يأتيني بالخبر الكاذب لجهلي بالطريق إلى أصحاب صحيح الخبر ..
تردد من يقول
الصبر منجاة .. والسكوت ملهاة ..والكلام مَهلَكة ...
ساد سكون ..ولف الصمت الحضور .. وارتفعت الأكف بالدعاء لاستجداء رب الأرباب ..وتزاحمت الدعوات واختلطت الأصوات ..والكل يطلب ما لا يجد ..
ويقينه أن هناك سميع عليم !