الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رائد مقدم يكتب: تقسيم الشعب المصري‎

صدى البلد

في هذا التوقيت من كل عام يبدأ موسم التقديم لأطفالنا في المدارس. والحقيقة أن هذا الموضوع أصبح مصدر حيرة وقلق كبير لأولياء الأمور. وخصوصا بعد ما وصل إليه مستوى التعليم الحكومي. فإذا كنت ولي أمر لطفل تري أنه يجب أن يلتحق بمدرسة خاصة وترى أن ذلك سوف يضمن له مستوى محترم من التعليم ومستقبل أفضل. فأنت وبدون أن تشعر تدخل تحت رحمة إدارات تلك المدارس. من أرقام مصروفات أصبحت مستفزة جدا ولا يتناسب مع المنتج النهائي من نظام التعليم المصري. والهدف منها هو استهداف فئة معينة من الأسر المصرية علي أساس المستوي الإجتماعي. ولكن للأسف هذه المصروفات ليست الشرط الأساسي فبعد أن تقبل هذه المصروفات فعليك أن تتقدم أنت وأم الطفل والطفل للمقابله الشخصيه التي تخضع فيها لكل الأسئله الغريبه عن مستوي تعليم الوالدين والتي يجب أن تكون مؤهلات عليا مع إجادة اللغات الأجنبيه وأيضا يجب أن يكون الطفل علي المستوي المطلوب لكي يمر من هذه الإختبار. ولا أتخيل أن يتحدد مصير طفل بناءا علي مستوي تعليم والديه فأي ذنب إرتكبه هذا الطفل. وماذنب الأب أو الأم إذا كانت عائلاتهم لم تتحمل مسؤولياتهم لتصل بهم إلي مستوي التعليم الجامعي. وأعتقد أن هذا يعتبر نوع من التمييز وعدم المساواه وهذا ما يصطدم مع الماده (٥٣) من الدستور المصري التي تنص علي ان المصريين جميعا أمام القانون سواء. ولا تمييز علي أساس النوع أو الجنس أو العقيده أو العرق أو المستوي الإجتماعي. فهل أصبحت إدارات تلك المدارس فوق القانون والدستور. وهل هناك إشراف من وزارة التربيه والتعليم علي تلك المدارس وإذا كان ذلك كذلك هل توافق الوزاره علي تلك الممارسات. وهل نظام التعليم الجديد الذي يحاول الدكتور طارق شوقي تطبيقه سوف يعالج كل هذه العيوب. فنحن جميعا وراءه وندعمه بكل مانملك من قوه. فهل يدرك المسؤولين ماذا يحدث للشعب المصري. إننا نرتكب جريمه في حق هذا الشعب. ياساده يتم الأن تقسيم الشعب المصري إلي حوالي ٤ شعوب مختلفه نتيجة وجود اكتر من ٤ أنظمة تعليم مختلفه والمتخرج منهم أيضا فئات مختلفه عن بعضها لا أعلم كيف ستتعايش تلك الفئات مع بعضها. في بلدنا الأن نظام التعليم الحكومي وأيضا نظام التعليم الخاص ونظام التعليم الدولي وأيضا نظام التعليم الديني. وكل نظام منهم سوف ينتج إلي الوطن شخصيات تختلف في طريقة الحياه وطريقة التفكير وللأسف حتي نظرتهم إلي الأخر وأيضا نظرتهم إلي هذا الوطن. أفيقوا يرحمكم الله قبل أن لا ينفع ندم فالموضوع جد خطير ويجب التحرك سريعا لتجنب تلك الكارثه .

-