الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسام عيسي يكتب: صراع الغاز على أرض الفيروز

صدى البلد


كثيرًا ما نتسائل عن أسباب القتل في سيناء بخاصةٍ العريش، التي تعد في الأصل منطقة قبائلية ذات انتماء وولاء إلى مصر، حيث سطرت القبائل تاريخ من البطولات في حروب ٤٨، 56،٦٧، حرب الاستنزاف، و٧٣، ولازالت تُقدم القبائل السيناوية البطولات من أجل الوطن، وتمتاز هذه المنطقة عبر تاريخها بكلًا من: الوسطية العقائدية والتعايش السلمى.

إذًا ما يحدث في العريش يُسمى الاستثمار في الإرهاب، حيث تقوم دولة تركيا بهذا الاستثمار من أجل مصالحها الاقتصادية من خلال تأجيرها مجموعة من المرتزقة والخارجين عن القانون، بالإضافة إلى الهاربين، وتسعى تلك المجموعة إلى زعزعة استقرار المنطقة؛ لإخراجها من حيز التنمية المصرية.

وتفتعل تركيا تلك الحرب من أجل الاستحواذ على معبر خط أنابيب الغاز نابوكو الأمريكي؛ لكى يعبر أراضيها ليصل لأوروبا، ويجمع ذلك الخط الغاز من عدة دول، منها: إيران، قطر، وسلطنة عمان مرورًا بالسعودية، العراق، وسوريا، وصولًا بتركيا ليوزع الغاز على أوروبا مقابل 500 مليون دولار سنويًا.

كما تتشابه أفعال تركيا في إدلب بسوريا والعريش عن طريق تصرف ملايين الدولارات لتبقى هذه المنطقة تحت السيطرة التركية ، ولكن تقف روسيا لها بالمرصاد، حيث يوجد بأدلب أكثر من عشرة آلاف من المرتزقة؛ للسيطرة على إدلب ليعبر خط أنابيب نابوكو من إدلب السورية ليصل إلى تركيا. إن هذا الخط ينافس خط الأنابيب الروسي الألماني المسمى بنورد إستريم ٢، لذا تسعى روسيا لوقف هذا الخط بكل السبل، وتعمل على تصفية هؤلاء المرتزقة كما تفعل مصر بسياسة الخطوة بالخطوة، أي ليس بالهجوم الشامل، لكن بالتصفية الجزئية للمرتزقة، وبذلك لن يستطع هذا الخط الوصول لتركيا.

لذلك تسعى تركيا التقرب من روسيا عن طريق شراء صواريخ S400 الروسية، رغم تواجدها في حلف الناتو الذي يحظرعليها شراء أسلحة خارج الحلف، وتهدف من خلال ذلك إلى الاستحواذ على خط الغاز الذي سيمرمن السعودية إلي سيناء في العريش، والتقابل مع حقل نور المتواجد أمام ساحل بحر العريش، ويتلاحم مع حقل ظهر، ويصدر إلى قبرص ثم أوروبا.

إن عبور هذا الخط من مصر يفقد تركيا ميزة التفاوض للدخول إلى الاتحاد الأوروبى وكذلك العائد المادى، بينماعبور خط غاز نابوكو من مصر إلى أوروبا يعطى لها قوة مادية بحوالي ٥٠٠ مليون دولار سنويًا، بالإضافة إلى سهولة التصدير الغاز المصري إلى أوروبا.

لذا تستثمر تركيا دولاراتها في العريش لتمنع الاستثمارات الأمريكية في مصر، وتعمل على إظهار المنطقة غير مستقرة وغير صالحة الاستثمار، وبذلك يكون الأفضل هو الإبقاء على خط أنابيب الغاز المتجه إلى تركيا.

ووفقًا لكل تلك المعطيات، تسعى مصر إلى بناء جيش قوى يحمي أراضيها؛ ليكون قادرًا على صد العدوان، حماية مواردها، ويعمل أيضَا على البناء والتنمية، بالإضافة إلى ربط سيناء بالقاهرة، وقتل هؤلاء الإرهابيين.

وكمواطنين يتوجب علينا فهم بعض الأمور، منها:

· علينا أن ندرك تمامًا أن تركيا هي العدو الحالي لمصر.

· يتوجب تفعيل المقاطعة للمنتجات التركية، المسلسلات، الاستثمار، والسياحة، فمع شراء أي منتج تركي يكون ثمنه طلقة رصاص على الجيش المصري .

· تأوي تركيا الجماعات الإرهابية، فهي أحد أذرعها لنشر الإرهاب بالمنطقة.

· علينا أن نُعلن الحرب الإلكترونية الشعبية على الحكومة التركية؛ لإظهار وإيضاح الوجه الحقيقي لتلك الحكومة الفاشية لكل العالم على كل وسائل التواصل الاجتماعي.

لذا وجب على كل مواطن مصري محب لبلده أن يثق ويقف خلف مؤسساته ضد العدو التركي، ويثأر لشهداء الوطن من الجيش والشرطة، ويقف ضد شائعاتهم التي يروجوها ضد مصر، فالمشاهدة فقط لما تفعله تركيا بمصر دون رد فعل حقيقي من كل مواطن مصري أرى أنه تخاذل و خزي كبير، لذا فلنعلن الحرب الإلكترونية على الحكومة التركية.