في الحرب أي شيء مشروع.. الصين تنتقم من ترامب وتضحي باليوان

تعرضت العملة الصينية اليوان اليوم لأكبر تراجع في تاريخها منذ 11 عاما لتتخطى حاجز 7 وحدات مقابل الدولار، وهي خطوة تعكس الخطورة المتزايدة للحرب التجارية مع الولايات المتحدة والتي يمكن أن تشير إلى رغبة بكين المتزايدة في إيجاد طرق للانتقام من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز الامريكية والتي أبرزت اليوم الثلاثاء التراجع الكبير الذي أصاب العملة الصينية، مشيرة إلى أنه تم تداول الدولار الواحد في الصين، صباح الاثنين، عند حوالي 7.02 يوان، في زيادة من 6.88 يوان وهو المستوى الذي تم التداول عنده في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي.
ويمثل المستوى الحالي أعلى تراجع تسجله العملة الصينية منذ آخر مرة كانت فيها عملة الصين تكافئ 7 وحدات مقابل الدولار في عام 2008، مع تصاعد الأزمة المالية.
ووفقا للصحيفة الأمريكية فإن التراجع يمكن أن يمثل مرحلة جديدة في الصراع الاقتصادي بين البلدين.
وينتقد المسؤولون الأمريكيون، بمن فيهم ترامب، بكين لفترة طويلة لتلاعب عملتها لمساعدة مصدريها.
وإذا استمرت العملة في الضعف، فمن المرجح أن ترى إدارة ترامب أن ذلك الإجراء يعد انتقامًا كبيرًا من الإدارة الأمريكية بسبب التعريفات المتزايدة التي فرضها البيت الأبيض على رسوم الواردات الصينية.
وقال فريزر هاوي، المحلل المالي عن النظام المالي في الصين: «يمكن بسهولة اعتبار هذا بمثابة محاولة لتخفيف ضغط الحرب التجارية».
ولكن هزت هذه الخطوة المستثمرين إذ أن تحريك البنك المركزي الصيني للعملة قد يفتح جبهة جديدة في الحرب التجارية، إذ تراجعت أسواق الأسهم في طوكيو وهونج كونج، المدينة التي تأثرت فيها الأسهم أيضًا بالتوقف عن العمل يوم الاثنين، بأكثر من 2 في المائة.
وأشارت أسواق العقود المستقبلية إلى أن وول ستريت ستفتح على الأرجح أيضًا.
وعلي البنك المركزي الصيني، الاثنين، على القرار إن تحرك الرنمينبي - اليوان كان ردًا على تدابير أحادية وخطوة حمائية ضد فرض زيادة الرسوم الجمركية على الصين، لكنه أكد أن العملة الصينية سوف تظل مستقرة.
وأضاف البنك في بيانه «بنك الشعب الصيني يتمتع بالخبرة والثقة والقدرة على الحفاظ على سعر صرف العملة مستقرا الوطنية بشكل أساسي عند مستوى معقول ومتوازن»
وتابع «تسيطر الحكومة الصينية بإحكام على قيمة الرنمينبي» موضحا أن قيمته تتقلب في نطاق ضيق يرتكز إلى نقطة وسط يحددها بنك الشعب الصيني يوميًا.
وحدد البنك المركزي الصيني نقطة الوسط هذه عند مستوى 6.9225 يوان للدولار الواحد.
وإذا استمر المركزي الصيني في تحريك نقطة المنتصف بشكل يضعف العملة المحلية، فإن ذلك من شأنه أن يعطي مجالًا للرنمينبي لكي يضعف أكثر، وفقا للصحيفة الامريكية
في حين أن المستوى الجديد للرنمينبي - اليوان مقابل الدولار لا يغير المشهد بشكل جذري مقارنة مع كان عند 6.9 من الدولار، ولكن البيئة سوف تتغير إلى حد كبير إذا ضعف الرنمينبي إلى 7.5 أو 8 للدولار.
وقال أندرو كولير، المدير الإداري لشركة أورينت كابيتال ريسيرش ومقرها هونج كونج: «إذا بقيت الدولار أقل من 7 يوان ليوم آخر، فهذه علامة على أن بكين سلّحت عملتها كأداة لتحسين الصادرات أثناء الحرب التجارية
وأضاف: لكن العملة الصينية في الواقع تساعد المصانع على تحمل تكاليف ارتفاع الرسوم الجمركية، وفي حالة تراجعها أكثر، يمكن أن تستجيب إدارة ترامب لأسعار تعريفة أعلى لمواصلة الضغط على بكين للتوصل إلى اتفاق تجاري، محذرا من ان بكين سوف تواجه بعض المخاطر إذا استمرت في إضعاف عملتها، وقد تؤدي دفع الصينيين الأثرياء إلى تحويل أموالهم إلى خارج البلاد، حيث لا أحد يريد الاحتفاظ باستثمارات بعملة تفقد قيمتها.
وتابع: يمكن أن تضعف القدرة الشرائية للمستهلكين الصينيين في وقت تحتاج فيه بكين إلى الاستمرار في الشراء لتعزيز النمو الاقتصادي، وسيؤدي ذلك إلى الضغط على الشركات المحلية والأجنبية في الصين التي لديها ديون مقومة بالدولار الأمريكي،كما سيؤثر على الشركات الصينية مثل شركات الطيران التي تشتري النفط بالدولار.