الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سقط فيهما 224 قتيلاً و4 آلاف مصاب.. قصة أكبر تفجيرين استهدفا سفارتين أمريكيتين في وقت واحد

تفجير السفارة الأمريكية
تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي 1998

التوقيت واحد والمكانان مُتباعدان بينهما أكثر من مئات الكيلو مترات، لكن يجمعهما أنهما سفارتان للولايات المتحدة الأمريكية تعرضتا للتفجير والاستهداف في وقت واحد، لتكون تلك العملية بمثابة تغيير السياسة الأمريكية تجاه العالم والشرق الأوسط فيما بعد.

في السابع في أغسطس 1998، وفي تمام الساعة 10 والنصف صباحًا، وقع انفجار كبير في قلب العاصمة التنزانية دار السلام، وتحديدا أمام السفارة الأمريكية، بعد اقتحام سيارة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات، لتحدث انفجار تسبب في العديد من الخسائر في الأرواح والمباني، ليكون صفعة للولايات المتحدة الأمريكية.

وفي الوقت الذي وقع فيه تفجير أمام السفارة الأمريكية في دار السلام، تزامن معه تفجير آخر في محيط السفارة الأمريكية في العاصمة الكينية نيروبي، وبنفس الطريقة وذات الوقت، لتكون حصيلة التفجيرين 224 من القتلى، من بينهم 12 أمريكياً، واصابة أكثر من 4 آلاف شخص، في واحدة من أكثر الجرائم الإرهابية في نهاية القرن الماضي.

وأثناء سير السيارة التي تم تفجيرها أمام السفارة الأمريكية في العاصمة الكينية نيروبي، اعترضها أحد أفراد الأمن وحاول منع دخولها إلى مقر السفارة، لكن كان مصيره الموت رميا بالرصاص، لامتناعه عن فتح الحاجز الحديدي لدخول السيارة المحملة بالمتفجرات، لتقتحم السيارة تلك الحواجز وتصل إلى هدفها المنشود مقر السفارة الأمريكية في قلب نيروبي. 

وبعد وصول السيارة إلى هدفها قام الإرهابي «محمد راشد داود العوهلي»، سعودي الجنسية، والذي كان يجلس بجوار السائق، قام بإلقاء قنبلة يدوية على أفراد الأمن قبل تفجير السيارة، ليتمكن من الفرار، وتنفجر الشاحنة المحملة بالمتفجرات، موقعة أكبر عدد من الخسائر في الأرواح بعدما تجمع حولها العديد من الأشخاص بعد تفجير القنبلة اليدوية الأولى التي ألقيت على افراد امن وحراسة السفارة. 

هرب السعودي «محمد العوهلي» من الموت داخل شاحنته المحملة بالمتفجرات لحظة تفجيرها، ليتم تحديد هويته، وضبطه بعدها، ووضعه في السجون الأمريكية، حتى قضت محكمة مانهاتن الفيدرالية الأمريكية في 12 يونيو 2001 بسجنه مدى الحياة، ليظل مدى حياته قابعا في أحد السجون الأمريكية شديدة الحراسة، بعدما وجهت له المحكمة الأمريكية، تهمة تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي بالتآمر مع أسامة بن لادن والذي أسفر عن وقوع 213 شخص في نيروبي وحدها. 

لم تنتظر الولايات المتحدة الأمريكية كثيرا للرد على تلك العملية، حتى أن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أعطى تعليمات بعدها باستهداف وقصف عدة اماكن في أفغانستان والسودان باعتبار وجود صداقة بينها وبين أسامة بن لادن، وقصف تلك الأماكن بصواريخ كروز. 

من بين الأهداف التي استهدفتها الولايات المتحدة الأمريكية، مصنع الشفاء للأدوية في السودان والذي كان يغطي أكثر من 50 % من حاجة السودان من الأدوية، والذي استهدفته الولايات المتحدة الامريكية بحجة إنتاج أسلحة كيميائية، ولكن أثبتت التحقيقات فيما بعد عدم صحة هذا الادعاء وأن المصنع كان نشاطه قاصرا على إنتاج الأدوية، على غرار ما حدث في العراق واحتلالها بادعاء وجود أسلحة نووية فيها وهو ما ثبت عدم صحته فيما بعد.