عاش هنا يوثق دور محمد لطيف في زيادة شعبية كرة القدم.. وكواليس انضمامه لـ الزمالك نظير 3 قروش واسرار تحوله من حكم دولى لـ شيخ المعلقين بأجر 50 قرشا

فى محافظة الجيزة وتحديدًا في 58 شارع ترعة الزمر ( قديم ) – طلال عبد العزيز – العمرانية – الجيزة ، عاش شيخ المعلقين الراحل الكابتن محمد لطيف، الذى وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 13/10/1909 مكان الميلاد:قرية الزيتون بمحافظة بني سويف، وتاريخ الوفاة 24/04/2016 .
يأتى ذلك فى إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.
ولد محمد لطيف في 23 أكتوبر 1909 في محافظة بني سويف، التحق بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية بدرب الجماميز التي يلتصق سورها بالمدرسة الخديوية ،فترك محمد لطيف مدرسة الجمعية الخيرية والتحق بالمدرسة الخديوية، التي كان يلعب فيها حسين حجازي مثله الأعلي في اللعبة.
لعب الكابتن لطيف أول مباراة مع المدرسة الخديوية أمام المدرسة السعيدية في عام 1927، وبعد هذه المباراة اختاره حسين سليمان مشرف التربية البدنية للعب مع الفريق الأول للمدرسة ضد التتش وعبدالرحمن فوزي ورشاد مراد وجميل رفعت، واختياره للعب مع الفريق الأول كان لغياب هاني كامل الجناح الأيمن.
وفي عام 1928،وقع اختيار حسين حجازي رئيس فريق نادي المختلط ـ الزمالك حاليا ـ علي محمد لطيف للعب معه مقابل ثلاثة قروش هي تكاليف تسجيل خطابين، الأول لاتحاد الكرة، والآخر لنادي المختلط.
وابتسم له الحظ في أولى مبارياته بعد أن أعطاه المدير الفني فرصة المشاركة أمام النادي الأهلي، وسجل هدف المباراة الوحيد الذي فاز به الزمالك على الأهلي، وهي المبارة التي اختاره على إثرها حيدر باشا وكـيل اتحاد الكرة ورئيس النادي ضمن صفوف منتخب مصر.
شارك محمد لطيف مع منتخب مصر في العديد من المباريات وكانت أول مباراة يلعبها في صفوفه عام 1932، وحظى بثقة مدربي المنتخب حتى أنه كان ضمن التشكيلة الأساسية للمنتخب المصري في كأس العالم 1934 بإيطاليا، والذي لم يحالف التوفيق خلاله منتخب مصر، كما شارك لطيف أثناء احترافه في نادي رينجرز الاسكتلندي مع المنتخب المصري في أوليمبياد برلين التي لعب بها المنتخب أمام النمسا وخسر 1/2 وخرج من الدورة.
ولعب لطيف ما يقرب من 3 سنوات لنادي رينجرز الإسكتلندي ،بمساعدة مستر سامسون، مراقب التربية البدنية بوزارة المعارف، حيث استدعاه ليبلغه باختياره للسفر إلي إنجلترا في بعثة علمية لدراسة التربية الرياضية والحصول علي درجة البكالوريوس من كلية جوردون هيل بوصفه أحسن رياضي لهذا العام، موضحا له أنه اتفق مع الإنجليزي ماكراي، مدرب منتخب مصر، على أن يلعب محمد لطيف في نادي رينجرز طوال مدة دراسته.
وبالفعل سافر محمد لطيف إلى إسكتلندا ولعب لنادي رينجرز واستطاع أن يحرز هدفًا في أول مباراة يلعبها مع النادي الإنجليزي ضد نادي دندي واستمر في تجربته مع النادي الاسكتلندي إلي جانب دراسته في كلية جوردون هيل.
بحلول عام 1937 عاد محمد لطيف من إسكتلندا إلي مصر بعد أن أنهى دراسته، واستمر عطائه مع نادي الزمالك قرابة 8 سنوات أخرى، ثم في عام 1945 قرر أن يعتزل، وكانت آخر مباراة لعبها مع منتخب الجيش المصري (المنتخب العسكري حاليا) أمام الويندوز الإنجليزي.
وانتقل بعد الاعتزال ليعمل كحكم حتي حصل على الشارة الدولية وأدار العديد من المباريات الدولية، ثم من التحكيم إلى التعليق، ويعتبر أول من أدخل التعليق على كرة القدم، حيث بدأ التعليق في الإذاعة عام 1948، ثم انتقل إلى التلفزيون بعد نشأته عام 1960، وكانت أول مباراة علق عليها لطيف كانت بين منتخب القاهرة ومنتخب الإسكندرية، وأقيمت في المدينة الساحلية على ملعب مصطفى كامل، وكان أجره اليومي من الإذاعة 50 قرشا، وعلق بعدها على بطولة أوروبا لكرة السلة 1948 من ملعب هليوبوليس ثم كانت رحلته مع التلفزيون عام 1960 وكانت أول مباراة علق عليها لطيف بين منتخب القاهرة ومنتخب الإسكندرية على ملعب مصطفى كامل.
ظهر الكابتن لطيف في عدة أفلام سينمائية عندما حقق نجاحا كمعلق، وكان أبرز هذه الأفلام “غريب في بيتي” بطولة سعاد حسني ونور الشريف، وفيلم “في الصيف لازم نحب” بطولة صلاح ذو الفقار وسمير غانم.
أبدع الكابتن محمد لطيف فى تعليقاته على المباريات،لدرجة جعلت من الكلمات والجمل التي كانت يرددها أثناء تعليقه على المباريات جملة تتردد على لسان المصريين مثل “الكورة أجوال، الجايات أكثر من الرايحات، الجون بييجى فى ثانية، الجو النهاردة.. الجو النهارده جو كورة .
نجح لطيف في زيادة شعبية لعبة كرة القدم في مصر بعدما تحوّل إلى التعليق الذي لم يكن منتشرًا لينال وعن جدارة لقب شيخ المعلقين الرياضيين في مصر والمنطقة العربية
كما شغل مناصب إدارية، حيث عمل عضوا باتحاد الكرة، حتى وصل لمنصب وكيل الاتحاد، وعمل سكرتيرا عاما في الزمالك وتولى إدارة الكرة.
رحل شيخ المعلقين محمد لطيف عن عالمنا في 17 مارس 1990، عن عمر ناهز 81 عاما.
جدير بالذكر أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلالها بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.