الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العسال يكشف حكايات مثيرة عن حج أمراء ومسلمي الأندلس

صدى البلد

كشف الدكتور إبراهيم العسال أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية والإرشاد السياحي وعضو اللجنة العلمية للتراث الثقافي بجامعة قرطبة والاتحاد الأندلسي في اسبانيا حكايات مثيرة عن الحج في تاريخ الأندلس، مشيرا إلى أنه بالنسبة للدولة الاموية في الأندلس أو المسلمين في الأندلس بشكل عام كان الحج بالنسبة لهم له وضع خاص صعب للغاية.

وتابع في تصريحات لموقع صدى البلد: حتى أنه يمكن القول أن أول رحلة حج أندلسية مدونة هي رحلة ابن جبير الأندلسي وكانت في القرن السادس الهجري، وإن كان هناك شك في ذلك إلا أنه يشير بالضرورة إلى صعوبة أداء فريضة الحج لمسلمي الأندلس.

وقال: كما أنه لم يثبت أن قام خليفة واحد من خلفاء الدولة الأموية في الأندلس بأداء فريضة الحج، بل يمكن القول أنه لم يحج حاكم واحد من الملوك والأمراء اللذين حكموا بلاد المغرب الإسلامي في العصر الوسيط مثل دولة الأغالبة والأدارسة والموحدين والمرابطين والمرينيين وغيرهم.

وعن السبب في قطيعة الحج في بلاد الأندلس،قال: في الواقع لقد كان هذا انعكاسا لحالة القطيعة بين الشرق والغرب كما أن الأسباب الجغرافية كانت تفرض صعوبات بالغة في السفر والترحال مما دفع علماء الأندلس إلى إصدار فتاوى تسقط عن مسلمي الأندلس فريضة الحج مثل ابن رشد وابن حميدين واللخمي.

وأضاف قائلا: وقد ذهب بعض الشيوخ إلى تحريم الحج مثل شيخ الماليكة الطرطوشي فكان يقول "أنه من خاطر وحج فقد سقط فرضه ولكنه إثم بما ارتكب من الغرر".

وفيما يتعلق بمسلمي الأندلس، قال: إنصافا لتاريخ مسلمي الأندلس، فإنه قد سجلت العديد من الكتابات والآثار رحلات حج لمسملي الأندلس، تغلبوا فيها على مشاق الحج شوقا للحجاز، بل أنهم كانوا يجمعون بين زيارة المسجد الأقصى مع زيارة المسجد الحرام فكانت الأولى في رمضان ثم الثانية في ذو الحجة.

وتابع: وكان أهل الأندلس يذهبون عبر مصر حيث يعبرون جبل طارق إلى القيروان ومنها إلى مصر والإسكندرية ومنها إلى البحر الأحمر، وهناك طريق آخر من شرق الأندلس عبر البحر إلى الإسكندرية مباشرة أو طريق ثالث من بلنسيه أو فالنسيا إلى الجزر الشرقية إلى سواحل فلسطين حيث عكا والرملة ومنها إلى القدس ثم إلى العقبة وصولا إلى الحجاز.

وأضاف: كما أن وثائق ومخطوطات محاكم التفتيش قد سجلت رحلات حج لبعض الموريسكين، وهو ما يؤكد شغف مسلمي الأندلس بالفريضة العظمى حتى وهم تحت حصار محاكم التفتيش إبان الفترة المظلمة من تاريخهم بعد سقوط غرناطة، فضلا على أن الأدب الأندلسي قد سجل كثيرا عن رحلات الحجيج الأندلسيين إلى بلاد الحجاز.