الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: إسرائيل تحفر قبرها الأبدي

صدى البلد

كانت اسرائيل ولا تزال العقبة الكؤود في طريق تحقيق الاستقرار الآمن في منطقة الشرق الأوسط بل وفي شتى أرجاء المعمورة بأسرها.

ورغم ذلك فما زالت الغطرسة الإسرائيلية تلعب دورها القبيح في خلق مزيد من الاحتقانات والانفجارات التي لم تولد سوى مزيد من الدمار والتطرف هنا وهناك!

_منذ قرابة العقدين من الزمان خرج علينا الراحل الدكتور مصطفى محمود بمقال كبير تداولته الصحف المصرية والعربية وقت ذاك جاء تحت عنوان: "اسرائيل تحفر قبرها الأبدي"، تعرض فيه الراحل إلى رائحة الكراهية التي تفوح من الشارع العربي ضد إسرائيل وافعالها العدوانية...وحفرها للأنفاق أسفل المسجد الأقصى إنما هو حفر لقبرها الأبدي الذي تنسج إسرائيل خيوط اكفانه بيديها!

ولطالما صم أبناء العم سام آذانهم عن دعوات السلام بشتى اشكال التعنت الرعناء غير مبالين بتراتيل الحب وأن نعيش معا عالما خاليا من الحروب والدمار!

ولا شكّ أنّ نظرة الإدارة الأمريكية إلى قضية السلام في منطقة الشرق الأوسط، تتأثّر بشكل أو بآخر، بالحضور الفعّال للّوبي الصهيوني في أوساط هذه الإدارة.

وكذلك بالنفوذ القوي الذي يمارسه هذا اللوبي على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وتتفاعل إلى حدّ بعيد مع مصالحها الاستراتيجية في هذه المنطقة من جهة ثانية!

ولا غرو أنه بقراءة متأنية للمشهد السياسي نرى مدى استمرار التحدي الإسرائيلي للمجتمع الدولي وقراراته وتعنت سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين وجرائمها بحق المقدسات الإسلامية والعربية في القدس المحتلة.  والتعدي على المسجد الأقصى واقتحامه وتدنيسه من قبل المستوطنين اليهود وإحراق المساجد في الضفة الغربية وتجاهل الحقوق الفلسطينية المشروعة، ومصادرة الأراضي وطرد الفلسطينيين من ممتلكاتهم في القدس.

كل ذلك أدى وسيزيد من انفجار الغضب الشعبي الذي تشهده الأراضي الفلسطينية .
وبعد هذا كله ،،،
فليت الفصائل المتناحرة في القدس المحتلة وفي فلسطين جمعاء تقوم بترتيب صفوفها على كلمة سواء نبذا للتفرقة ليتحقق وعد الله وهو أصدق القائلين:"ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون". 

ارتباط مصر بقضية فلسطين هو ارتباط دائم ثابت تمليه اعتبارات الأمن القومي المصري وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين، لذلك لم يكن الموقف المصري من قضية فلسطين في أي مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنـية.

ولم يكن أبدًا ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، لذلك لم يتأثر ارتباط مصر العضوي بقضية فلسطين بتغير النظم والسياسات المصرية، فقبل ثورة 23 يوليو 1952 كان ما يجرى في فلسطين موضع اهتمام الحركة الوطنية المصرية، وكانت مصر طرفًا أساسيًا في الأحداث التي سبقت حرب عام 1948.

ثم في الحرب ذاتها التي كان الجيش المصري في مقدمة الجيوش العربية التي شاركت فيها ثم كانت الهزيمة في فلسطين أحـد أسباب تفجر ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الضباط الأحرار الذين استفزتهم الهزيمة العسكرية.

لقد قرأت القيادة المصرية الملف الإقليمي قراءة جيدة بعد أن تحقق لها أن الاستقرار الداخلي لن يتحقق إلا بالتئام الجروح العربية الممزقة لا مثلما صنعت بعض دول الجوار العميلة فسعت جاهدة نحو التقسيم والتشرذم ولولا عناية الله لكانت مصرنا الحبيبة في مهب الريح!