الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدينة يموت فيها الناس مثل الصراصير.. الشرطة تمطر أهلها بالرصاص خمس مرات يوميا

شرطة البرازيل
شرطة البرازيل

يبدو أن القتل أصبح طقسا يوميا تشهده مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، ولا يتبادر إلي ذهن القارئ أن هذا القتل يتم على أيدي مجرمين أو عصابات معينة بل إن أغلب هذه العمليات تقوم بها الشرطة البرازيلية بشكل يوميا ولأكثر من 5 مرات في اليوم الواحد.

يحدث في تلك المدينة التي أتعبتها وارهقتها الجريمة​، بصورة أقرب للنمطية أن يقوم أحد أفراد قوات الشرطة المتواجدة هناك بتجريد سلاحه من جرابه وإطلاق النار وإصابة شخص ما، في ثواني معدودة تنتهي حياة أحدهم، تتبخر وكأنه لم يولد، وهو الأمر الذي أثار غضب الجماعات الحقوقية المتواجدة في البرازيل وفقا لتحقيق نشرته الأسوشيتد برس.

أطلقت مجموعات حقوق الإنسان البرازيلية إنذارات بشأن المستويات القياسية لعمليات القتل على أيدي قوات الشرطة في ولاية يبلغ عدد سكانها 17.2 مليون شخص، قتل من بينهم 1075 قتيلًا خلال السبعة أشهر الأولى من هذا العام، وفقًا للأرقام الرسمية.

ويدافع حاكم مدينة ريو دي جانيرو "ويلسون ويتزل" عن منح الشرطة مزيدا من القوة والحرية، وقال إن المجرمين "سيموتون في الشارع مثل الصراصير".

وللأسف بحسب ما ذكره تحقيق الأسوشيتد برس يرى كثير من البرازيليين أن عدد حالات القتل التي تقوم بها الشرطة، كبير ومؤسف بالفعل لكنه أمر مقبول لقمع الجريمة المتفشية في المدينة.

قال إيزاك سامورا، سائق يعيش في دوكي دي كاكسياس، أحد ضواحي المدينة: "لسوء الحظ ، يجب أن تكون الشرطة اليوم صعبة للغاية". وقال إنه يقود سيارته فقط خلال النهار، خوفا من تعرضه للمجرمين. ر

وأضاف سامورا، الذي قال إنه صوت لصالح الرئيس بولسونارو بسبب وعده بأن يكون حاذما مع المجرمين، مشيرا بإن الأمن لن يتحسن بسرعة إلا إذا كان جميع المواطنين ضباط شرطة".

انخفضت معدلات الجريمة بالفعل وسط ارتفاع كبير في نسبة الدماء المسفوحة بإيدي قوات الشرطة. كما أن التقارير الحقوقية لم تشير إلي عدد المجرمين الذين شاركوا في معارك بالأسلحة النارية ضد الشرطة، وعدد المشتبه بهم غير المسلحين وعدد المارة الذين أصيبوا برصاصات طائشة، كل شئ هلامي وكل المعلومات منقوصة، الشئ الوحيد الثابت واليقيني أن هناك بركان من الدماء أنفجر في المدينة بأيدي قوات النظام.

وفي الوقت نفسه، تشير التقارير الرسمية إلى انخفاض بنسبة 23 ٪ في جرائم القتل، وانخفاض بنسبة 22 ٪ في سرقة السيارات، وارتفاع بنسبة 9 ٪ في مضبوطات المخدرات.

شهدت البرازيل ككل 65602 جريمة قتل عام 2017، بينما أظهرت الحسابات الأولية لعام 2018 أكثر من 51500 عملية قتل العام الماضي وفقًا للمنتدى البرازيلي المستقل المعني بالأمن العام.

ووفقًا لموقع كروس فاير، هناك 225 حالة وفاة برصاص طائش العام الماضي وأكثر من 100 حتى الآن هذا العام.

تصاعد العنف الذي شمل الشرطة دفع ريناتا سوزا، رئيسة لجنة حقوق الإنسان لولاية ريو، إلى تقديم شكوى ضد الحاكم إلى محقق خاص من الأمم المتحدة بشأن عمليات القتل خارج نطاق القضاء في مايو الماضي.

وقالت سوزا: إن الحاكم نفسه يعترف بأنه لن يحترم حقوق الإنسان وأنه سيتعامل مع العنف بمزيد من العنف".