الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان والإخوان..عندما تكون الجماعة أهم من الدولة !


الأزمة الجديدة، التي دخلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو و زعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو، تؤكد بلا مواربة أن أردوغان فقد عقله تماما في حكم تركيا. وأنه يتمترس وراء جماعة الاخوان الإرهابية، ويدافع عن قيادتها المتورطون في الدم حتى ولو كان دفاعه هذا ضد مصالح تركيا ذاتها وضد مصالح الشعب التركي وهو موقف عجيب.

فأحمد داود أوغلو وكليتشدار، انتقدا موقفا اردوغان من مصر، وتحركات تركيا في منطقة شرق المتوسط لاختلاق أزمة ليس لها داع مع دول شرق المتوسط من جهة، ومع الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى..

وقال كليتشدار بوضوح في وجه أردوغان لماذا نعادي مصر أكبر دولة عربية؟ وما هى التفسيرات المنطقية لتحركاتنا في شرق المتوسط؟!

هنا جن جنون أردوغان، وبدأ يكيل الاتهامات للمعارضة ولقيادات حزب العدالة والتنمية وفي مقدمتهم رئيس الوزراء السابق داود اوغلو ويتهمهم بالخيانة ويضعهم جميعهم في سلة واحدة. فقط لأنهم انتقدوا موقفه تجاه مصر وعدائه لها وسر تمسكه بالدفاع عن الاخوان الإرهابيين.

والشاهد ان أردوغان يعتبر الدفاع عن الإخوان معركة خاصة به ، وتماهت عنده المسافات بين الدولة في تركيا وبين ولاءاته هو الخاصة او انحيازاته السافرة لفصيل متطرف. ولا يعرف أحد لماذا الرهان هكذا على الإخوان، وقد هزموا في كافة البلدان العربية واصبحوا فصيل ارهابي ممجوج ومرفوض شعبيا وسياسيا في كافة الدول العربية بدءا من مصر وتونس ووصولا لكافة دول الخليج باستثناء قطر – حليفة الإخوان بالطبع-

فإصرار اردوغان على موالاة الإخوان خسارة هائلة لتركيا وخسارة هائلة لشعبها، وهو يعجل بانهيار حزب العدالة والتنمية وتخارج قياداته منه ومنهم داود أوغلوا الذي أعلن عن تأسيس حزب جديد.

إن رهان أردوغان على الاخوان أفقده تماما احترام مصر وشعبها وقيادتها، كما أفقده تماما الدعم السعودي والخليجي، بعدما أدركت الرياض ان أجندة أردوغان الاخوانية هى ما تحركه وأن علاقاته تركيا المريبة بالتنظيمات المتطرفة، مثل داعش والنصرة وغيرهما تدفع للتصدي لها. كما ان مولاته للإخوان أفقدته تأييد الشعب التركي ذاته الذي يتفرج على معارك أردوغان الخاسرة ويتحسر على ماكان منه في الماضي، وما يحدث من جانبه الآن. انه يبيع تاريخ تركيا ويبيع مستقبلها لمجرد الرهان على جماعة منحلة وإرهابية وقياداتها هاربون.

ان أزمة أردوغان – دواود أوغلو- كليتشدار، تؤكد ان تركيا تعيش أياما عصيبة وانه تحت حكم هذا المهووس أصبحت في عداء مع الجميع. وهى التي ستخسر وليس أحد غيرها.

وفي هذه الأثناء، فليس سرا أن نتوقع زلزالا سياسيا يهز تركيا في القريب العاجل، يدفع بحكم أردوغان ويأتي بقيادة شعبية تركية، تعمل لصالح الأتراك ومصالح انقرة وتدفع بقادة الإخوان الهاربيين لبلدانهم ليحاكموا محاكمات عادلة في الجرائم المتورطين فيها وتبدأ الشعوب العربية مرحلة سياسية جديدة بدون إخوان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط