- مجلس النواب يقر تغليظ عقوبة ختان الاثان
- مصدر طبي: عمليات تجرى بالقرى تحت إطار غير قانوني وممارسات الدعارة مختنات
- مواطن: عملية الختان مرتبطة بثقافة الاسرة وليس بعفة البنت
- مواطنة: البنت الغير مختونة "وصمة عار"
- رجل دين: لا علاقة للدين بعملية الختان و"لا ضرر ولا ضرار"
مازالت "الأقصر" المدينة الأثرية السياحية تتمسك بالعادات والتقاليد، ومن أهمها "ختان الإناث"، أى تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، والذى يعد من الانتهاكات البغيضة التى تتعرض لها الفتيات، فالأنثى التي ساقتها مقاديرها لمن يشوه جسدها ويخدش كبرياءها ويسلب كرامتها، لن تنسى هذا العذاب الذي سيظل حيا في ذاكرتها طوال حياتها.
كان البرلمان، برئاسة الدكتور علي عبد العال، أقرّ في دور الانعقاد الأول للمجلس، تعديلات على قانون العقوبات، شملت تغليظ عقوبة ختان الإناث، على الأطباء الذين يقومون بعملية الختان، من جنحة إلى جناية، وكذلك بالنسبة للشخص الذى يقتاد الأنثى من أولياء الأمور إلى عملية الختان.
وجاء بقانون حظر ختان الإناث أنه يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تجاوز سبع سنين كل من قام بختان لأنثى، والسجن المُشدد إذا نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة أو إذا أدى إلى الموت، ويعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز ثلاث سنوات كل من قدم أنثى وتم ختانها، ويُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تجاوز سنتين أو بغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تجاوز خمسة آلاف جنيه كل من أحدث جرحا عن طريق ختان الأنثى.
وأوضح مصدر طبي بمديرية الصحة بالأقصر أنه هناك رقابة شديد من قبل المديرية لمراقبة كل العيادات والمستشفيات الخاصة لضبط كل ما هو مخالف للقانون، ومنها عمليات ختان الإناث التى يعاقب عليها القانون، مشيرا إلى أن مثل هذه العمليات تحدث فى مناطق عشوائية والمنازل بعيدا عن المراكز الطبية، مؤكدا أنه إذا ضبط أى طبيب يقوم بمثل هذه العمليات يطبق عليه القانون على الفور.
وقال إن محافظة الأقصر لم تسجل مثل هذه العمليات منذ عام 2011 حتى الآن إلا حالتين، وتم تحويل الطبيب إلى النيابة العامة، وأنه لا يمكن إجراء إحصائيات دقيقة على حالات ختان الإناث بالمحافظة لأنها تجرى بالقرى تحت إطار غير قانونى.
وتقول بخيتة محمد عثمان إن "ختان البنت يحفظ البنت ويجعلها عفيفة، وهذه عادات وتقاليد فى مجتمعنا الصعيد ويجب التمسك بها، وجميع بناتى تم ختانهن ولم يحدث لهن أى شيء وهن الآن متزوجات وأمهات"، مشيرة إلى أن البنت غير المختتنة "وصمة عار" في عائلتها.
ويقول جرجس صليب حنا إن عملية الختان مرتبطة بثقافة الأسرة وليس بعفة البنت، حيث إن الأسر المتمسكة بالعادات والتقاليد تقوم بختان بناتهن مهما كانت هناك قوانين تجرم ذلك، ولكن الأسرة المقتنعة بأن ذلك فيه ضرر على بناتهم فلا يقوموا بذلك.
وتقول الدكتور سعاد سعد، طبيبة بشرية، إن عملية ختان الإناث تنتج عنها مشاكل صحية مختلفة وهى مشاكل نفسية ومشاكل تؤثر على أجهزة الجسم الحيوية، وهناك مشاكل تظهر فى وقت متأخر، وأهم هذه المشاكل أن العملية يقوم بها أشخاص غير متدربين مثل الدايات أو الأطباء غير المتخصصين وأحيانا ينتج عنها نزيف، وذلك النزيف يكون صعب التحكم فيه لأنه يحدث فى منطقة بها شريان هام جدا لو حدث به نزيف قد يؤدى إلى حياة الطفلة، إضافة إلى الألم وعملية الختان نفسها وما تتعرض له الطفلة من عنف قد يؤدي إلى صدمة عصبية للطفل تؤثر فيها مدى الحياة، حيث لا تنسى ذلك اليوم.
وأضافت أنه أثناء عملية الختان تتعرض الطفلة إلى التهابات فى الجهاز البولى نتيجة الأدوات غير المعقمة، ويسبب أيضا ولادة متعثرة عند السيدة المختونة.
وأشارت إلى أن الختان يتم بثلاثة أنواع، منها إزالة جزء صغير جدا، والنوع الثانى إزالة جزء أكبر نوعيا وأصعب أنواعه هو إزالة الجزء كله ويحدث مثل هذا النوع عند النوبيين، مما يتسبب فى القضاء على الإحساس عند المرأة "برود جنسي" والدراسات سجلت أن 80% من حالات الطلاق يكون السبب الأساسى فيها البرود الجنسى عند المرأة المختونة.
ويقول الشيخ محمد جبريل، أحد رجال الدين، أنه ليس هناك نص من القرآن أو السنة ينص على ختان المرأة وإنما هو عادات وتقاليد توارثتها الأجيال.