الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاعيرة النارية تحصد الارواح فى افراح الاقصر .. استعراض للقوة .. والامن يسعى للسيطرة

الاعيرة النارية في
الاعيرة النارية في الاقصر

سرادق منصوب تزين بلمبات ملونة وورود فى كل مكان وزغاريد منطلقه من افواه السيدات ، ضحكات وأغان وأمنيات بحياة سعيدة للعروسين وفجأة ، ينقلب الضحك لبكاء والأغاني لصراخ والفرح لمأتم ، ودماء تغطى الورد التي تساقطت على الأرض هذا هو حال الأفراح في صعيد مصر وبالأقصر خاصة، بالأمس تحول فرح باحدى قري محافظة الاقصر عندما قرر احد المتواجدين اطلاق الاعيرة النارية مجاملة لاصحاب الفرح وواحدة من تلك الرصاصات العشوائية اصابة شاب فى مقبل عمره وسقط قتيلا عارقا فى دمائه .

تعود القصة عندما تواجد المجنى عليه " أحمد، غ " 20 عام مقيم منطقة الحماره في حفل زفاف بمنطقة السواقي بالأقصر، بدا بعض من المعازيم بإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء لتحية العروسين وكنوع من البهجة وفجأة أثناء الرقص بالسلاح وإطلاق الأعيرة فى الهواء انطلقت رصاصة طائشة فى الهواء واستقرت فى قلبه فأردته قتيلا ، وتحول الفرح إلى حزن فى لحظة واحدة.

يقول عبد المنعم عبد العظيم مدير مكتب دراسات الصعيد، إن الأسلحة النارية كانت تستخدم فى المناسبات العسكرية لاعتبارها نوعا من التكريم ، واستحدثت فى المجتمع الصعيد كمظهر اجتماعي فى الأفراح والمناسبات ، حيث تعتبر القبائل حمل السلاح نوع من أنواع الزعامة واستعراض القوة فى المناسبات

وأضاف: " يعتبر إطلاق الأعيرة النارية في الهواء من العادات والتقاليد فى صعيد مصر ، ويقوم أصحاب العرس بذلك إما للتفاخر أو ترحيبا بالضيوف، وفي أغلب الأعراس قد تطلق أعيرة نارية بالآلاف. وقد يصاب بعض الحاضرين برصاصات طائشة نتيجة انحراف أو انزلاق السلاح الناري من يد أحدهم ، أو نتيجة رجوع الرصاص ويتحول الفرح إلى أحزان وأحيانا ينقلب إلى ثار بين العائلتين".

يقول أشرف عبد الحميد، احد المواطنين :" انتشر استخدام الأسلحة فى الأفراح تعبيرا عن الفرحة وتحية المهنئين بشكل ملحوظ ، غير عابئين بخطورة ذلك ، وبدافع التباهى والتفاخر وحب الظهور بحمل السلاح وخصوصا فى الأفراح ، و على قدر أهمية المهنئين يكون عدد الأعيرة في الهواء ، مشيرا إلى انه دائما تقع الإصابات وينقلب الفرح إلى مأتم ولكن الظاهرة مستمرة".

ويقول أ.م : "إنه يقتنى السلاح فقط لحماية نفسه وخصوصا أنه دائم الخروج في الساعات الأولى فى الصباح الباكر للذهاب للأسواق لشراء المواشي ومعه مبالغ مالية كبيرة والطريق غير امن ، ولابد من وجود السلاح للحفاظ على أرواحنا وأموالنا ، ونستخدمه في الأفراح مجاملة للفرح والابتهاج فقط ، وتحية منا للعريس" .

ويقول الداعية الإسلامي الشيخ أحمد كامل، إنه دعا المواطنين فى خطبة الجمعة أكثر من مرة للكف عن ذلك حتى لا تبث الرعب فى قلوب الأهالي وأطفالهم في الأفراح ، والالتزام بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام في الحفاظ على الفرحة والبهجة وعدم استخدام السلاح ، مشيرا إلى انه لا يوجد رادع لهذا الشباب الطائش الذى يستخدم السلاح.

وأوضح مصدر أمنى ، إن مقاومة ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية فى الأفراح تأتى عن طريق ثلاثة محاور المحور الأول هو مقاومة ظاهرة إحراز وحيازة سلاح وذخيرة بدون ترخيص بصفة عامة وذلك عن طريق استهداف من تتوافر لدينا معلومات بشأنهم تفيد حيازتهم للأسلحة ويتم استهدافهم وبعد استأذن النيابة العامة يتم تفتيش مسكنهم وضبطهم وضبط السلاح.

وأضاف أن المحور الثاني هو حال توافر معلومات عن إطلاق أعيرة نارية بحفل زفاف معين يتم تحرير محضر بذلك بالمعلومات التي توافرت ويتم عرض المحضر على النيابة لاستصدار إذن بضبط وإحضار المتهمين.

وأشار إلى إن المحور الثالث يتمثل في إذا كان السلاح المستخدم فى حفل مرخصا يتم تحرير محضرا بذلك وإلغاء الترخيص لذلك الشخص لاستخدام السلاح فى الغرض الغير مصرح به ، مشيرا بان غالبا ما يتم تقليل هذه الظاهرة وانحصارها فى اضيق الحدود و لا يتم القضاء عليها تماما لأنها ظاهرة تعتبر من العادات والتقاليد المتمسك بها فى الصعيد.

وتناول نشطاء على الفيس بوك "فيديو" لحفل زفاف عروسين وإطلاق النيران بصورة كثيفة وعشوائية لتحيتهما.