الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعيش الإيد الشغالة.. الأسطى رانيا ست بـ100 راجل في بنها.. صور

الأسطى رانيا ست بـ100
الأسطى رانيا ست بـ100 راجل

تعد نموذجا للمرأة المصرية الجدعة .. وست بميت راجل كما يطلقون عليها أهالى منطقة المنشية مدينة بنها.. تقف هي وأبناؤها في ورشة كاوتش السيارات ويعملون سويا منذ فتحها الساعة السادسة والنصف صباحا وحتي نهاية اليوم في الثانية عشر صباحا.

اشتغلت وتعبت أحسن من أى راجل فى سنها .. تخطت الصعاب وواجهت المتاعب ولم تستسلم لمشاكل الحياة من أجل تربية أولادها بعد انفصالها عن زوجها .. إنها "أم كريم" أو الأسطى "رانيا" كما يطلق عليها السائقون وأصحاب السيارات.. وتعمل الأسطى رانيا فى إصلاح وصيانة كاوتش السيارات في محل إيجار منذ عامين بمنطقة المنشية ببنها بجوار محطة القطار.

وعن حكايتها قالت الأسطى رانيا .. الشغل مش عيب ومش عيب الواحد يكافح ويشتغل من أجل لقمة وقرش حلال، مشيرة إلى أن ظروف الحياة الصعبة وانفصالها عن زوجها دفعتها للخروج والعمل مع أبنائها فى إصلاح الكاوتش وتزويد الهواء وفك وتركيب الإطارات.

وقالت إن اسمها الحقيقي رانيا سمير عثمان وعمرها 36 سنة، حاصلة على دبلوم صنايع قسم إلكترونيات وكانت متزوجة لمدة 18 سنة أنجبت خلالها 4 أبناء هم محمد أولى ثانوي فني وكريم أولى إعدادي، وفاطمة ورودينا في مراحل التعليم الإعدادي والابتدائي مضيفة فور انفصالى عن زوجى جمعتهم وقلت لهم (أنا ظهركم وانتم ظهري) واتفقنا علي العمل في المحل الجديد معا على قلب رجل واحد.

وتابعت رانيا أنها انفصلت من عامين عن زوجها الذي يعمل هو وأسرته في نفس المجال فقررت أن تفتح محلا بالإيجار كورشة لتصليح الإطارات والكاوتش ببنها وسط ترحاب وإقبال من الزبائن وخاصة من سائقي موقف الميكروباص المقابل للمحل، مشيرة إلى أنها لجأت للعمل من أجل توفير حياة كريمة ورزق حلال بعد أن تحملت مسئولية أبنائها، حيث إن الخلافات مع زوجها دفعته وأسرته لمقاضاتها ومحاولة غلق المحل أكثر من مرة بسبب المشاكل والقضايا المتداولة في المحاكم وأقسام الشرطة، حيث أشارت إلى أنها لا تعمل كصاحبة محل بل عاملة بالمحل تقوم بكل مهام الورشة من إصلاح وتفريغ وتزويد إطارات وتغييرها.

وأكدت الأسطى رانيا أنها عندما فتحت الورشة منذ عامين واجهت بعض المشاكل منها الأسرية مع زوجها والثانية بسبب تأخر إصدار تراخيص المحل، مما أدى وغلقه فترة ولكن تضامن أهل الخير معها ساعدها علي فتحه مرة أخري بترخيص مؤقت لحين إنهاء المشاكل العالقة حيث دأب زوجها السابق علي شكوتها لإجبارها علي غلق المحل مطالبة مجلس مدينة بنها بإنهاء التراخيص وتقنين أوضاعها حفاظا علي مصدر رزقها الوحيد هي وأبنائها.

وأضافت أنها تعلمت الصنعة خلال فترة زواجها التي دامت 18 عاما حيث كان زوجها السابق من عائلة تعمل في المجال وكان لديه محل كانت تباشر العمل فيه لتتابع الصنايعية والإدارة ومن هنا التقطت الصنعة وبدأت تعلمها ولكن دون ممارسة حتى شاءت الظروف وحاولت البحث عن العمل أو مشروع لتربية أبنائها فقررت فتح المحل لتعمل فيه هي وأبنائها الذكور، مشيرة إلى أنها عندما فتحت المحل غيرت من طريقة ملبسها لتلبس ملابس الرجال والجينز، لتساعدها على العمل والنزول أسفل السيارات وإصلاح الكاوتش.

وقالت إنه رغم عمل أبنائي معى فى المحل إلا أنهم مواظبون على الدراسة وينجحون كل عام ولا يهملون في دروسهم ومع ذلك يعملون على مساعدتي في المحل موضحة أنها لا تطلب غير الستر والحفاظ على مصدر رزقها هي وأبنائها وإنهاء إجراءات الرخصة بمجلس المدينة والمحافظة.

ووجهت الأسطى رانيا رسالة إلى كل شاب أو شابة لا يجيدون عمل ومستسلمين للبطالة بالبحث عن عمل لأن "الشغل مش عيب" ولكن العيب والخطر هو الجلوس على المقاهي والاستسلام للأمر الواقع، دون السعي للعمل وتعلم حرفة أو فتح مشروع يدر دخلا ورزقا، قائلة: "انزل وحاول واشتغل وتعلم مثلي، فأنا لم أحرج من شيء، وزاحمت الرجال في المهنة من أجل لقمة عيش حلال"، مشيرة إلى أنها تقوم بكل أنواع العمل في إصلاح الكاوتش من فك وتركيب وتغيير وتزويد لحام وإصلاح.