الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيد فليفل: مفاوضات سد النهضة تسيير بروح الأخوة.. والرئيس السيسي عمل على تصحيح المسار.. والثورة الشعبية فى السودان انحاز لها الشعب.. وأردوغان يشهد سقوطا وانهيارا خلال الفترة المقبلة

الدكتور السيد فليفل
الدكتور السيد فليفل فى حوار لـ صدى البلد

  • السيد فليفل فى حوار لـ "صدى البلد":
  • الرئيس السيسي تبنى قضية إسكات البنادق
  • مفاوضات سد النهضة تقوم على أساس التعاون المشترك
  • الاختبار فى السودان مشابه للاختبار الذي وقع فى مصر
  • عودة روسية للقارة الأفريقية لا تقوم على مطامع استعمارية
  • تبنى سياسيات تقوم على تمويل الإرهاب أخذت الدولة التركية من النجاح إلى الفشل
  • كيف يصبح لتركيا استثمار فى الدول افريقيا وهى دولة تتبنى سياسيات معادية
  • مخطط تركيا وإسرائيل فشل فى المنطقة

الدكتور السيد فليفل أحد الخبراء القلائل في مصر المتخصصين في الشأن الأفريقي، بل هو من أكثرهم دراية بملف القارة السمراء ومن المطالبين منذ عقود بعودة مصر لاحتضان أفريقيا.

"صدى البلد" حاورته للتعرف على مستجدات العلاقات المصرية الأفريقية وعلى جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي في إعادة ثقة القارة بمصر وتعويلهم عليها باعتبارها بيتهم الكبير.. وإلى نص الحوار:

كيف تعقب على دور مصر فى حل النزاعات داخل القارة؟


الرئيس السيسي منذ توليه الرئاسة، تبنى قضية إسكات البنادق، والدعوة إلى السلام والاسقرار والأمن، والتفاوض بشكل خلاق، وكان قد لعب دورا مهما فى التوفيق بين السودان وجنوب السودان، والتوفيق بين الأشقاء فى جنوب السودان، والتفاعل مع قضية سد النهضة بروح الأخوة وتصحيح المسار، فالمفاوضات تقوم على أساس التعاون المشترك الذى نخرج فيها جميعا رابحين، ولا يحمل أحد العبء.

وفيما يخص القضية الليبية، فإن السياسة المصرية عملت على فكرة التفاوض، لكن الحكومة القائمة فى طرابلس لم تساعد فى هذا التفاوض واستمرت فى إحتكار السطلة والخضوع لجماعات إرهابية، فلم يكن إلا دعم الجيش الليبي، لأن دولة بدون جيش وطنى هى دولة فاشلة، وعليه جُمع الجيش الليبي من الشتات، إلى أن أمكن لهذا الجيش إنهاء الوجود الإرهابي فى الاقليم الشرقى والسيطرة على الجماعات الإرهابية، وبدأ الجيش فى عملية التحرير.

فيما يتعلق بالسودان، كان الاختبار فى السودان مشابها للاختبار بما وقع فى مصر، حيث تعرضنا فى مصر إلى إيقاف العضوية فى العمل الافريقي، وهذا التجميد كان مؤشرا لعدم فهم الاتحاد الأفريقي لحقيقة ثورة 30 يونيو وحقيقة النظام الإخوانى الذى جرت إزاحته بثورة شعبية انحاز لها الجيش، أما فى السودان فالثورة الشعبية ضد البشير انحاز لها الجيش أيضا، وبالتالى طلبت مصر من مفوض الاتحاد الأفريقي أن يمنح السودان فترة فى حدود ثلاثة أشهر، خاصة أن المسألة تتعلق بصياغة مشروع دستور أولى بعملية تقاسم السلطة بين المجلس السيادى ومجلس الوزراء والبرلمان والمؤقت للتوافق على فترة انتقالية، تمكن السوادنيون على صياغة دستور جدد، وتكوين هيئة مستقلة للانتخابات.

وفى هذا الصدد، نجحت مصر باعتبار الرئيس السيسي قائدا للاتحاد الأفريقي، فى بقاء الحل فى الإطار الأفريقي ومنع التدخل الدولى ومنع انفراد أى دولة أفريقية أو غير أفريقية، بالواسطة فى التفاوض لأن ذلك سيخدم مصالح دولة واحدة، ولهذا دعيت دول جوار السودان للاجتماع فى إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، وأمكن لهذا الاجتماع أن يتوافق على المقترحات التى قدمتها إثيوبيا كمقترحات أولية، وعلى الرؤية الأفريقية.

وبدأت الأمور تستقر داخل السودان، وتكونت الوزراة وفى القريب العاجل البرلمان، ولكن بالنسبة للأقاليم التى حملت السلاح من قبل فهذه جماعات وطنية عانت من قمع نظام عمر البشير، وكانت ضحية لانتهاكات ارتكبها نظام الإنقاذ الإخوانى، ولهذا لابد من توحيد جهات التفاوض مع المسلحين فى السودان، فالسودان فى زمن البشير، كانت توجد فيه 5 قوى مسلحة، الجيش الوطنى، وأنشأت قوات التدخل السريع، وقوات الشرطة وميليشيات فى الأقاليم، وميليشيات تابعة للمؤتمر الوطنى الحاكم.

وإذا كان من الممكن تحييد جميع الميليشيات وتحييد الجيش الوطنى، فإن ذلك مثل وحدة القرار العسكري لاستبقاء الدولة السودانية ومنع انهيارها، أما رئيس الورزاء الحالى عليه العمل على إنجاح التفاوض مع من يحملون السلاح، فى منطقة دراور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، خاصة أن تلك المناطق عانت كثيرا وبالتالى يتم استيعابهم داخل البرلمان القادم وبرامج العمل على إعمال الدستور ليخرج بتوافق وطنى.

كيف ترى إقامة القمة الروسية الأفريقية فى سوتشي لأول مرة؟

هناك دول كثيرة أنشأت منتديات مثل تركيا وايران والهند لكن الأقوى تأثيرا هو الصين، أما روسيا فقد تأخرت كثيرا نتيجة انشغالها بعلاج مناطق احتواء المناطق التى جرى فيها احتواء أقاليم روسية، وبالتالى فإن الرئيس بوتين أعطى أولية فى التخلص من هذه الجيوب التى تثقل الأمن القومى الروسي، وبعد أن نجح الرئيس الروسي فى ذلك، بدأ يتجه لفكرة التعاون مع أفريقيا، لأن روسيا كانت من الدول شديدة التأثير على الأوضاع فى أفريقيا من حيث مقاومة الاستعمار، أو من حيث الحفاظ على اسقترار الدول الأفريقية، ومقاومة التدخل الغربي، وبالتالى فإن تلك العودة ليست لها مطامع استعمارية، وهناك فوائد كثيرة للدول المختلفة.

وعلى نفس الأهمية تأتى القمة العربية الأفريقية فى الرياض، لكى نؤسس لعمل أفريقي وعربي مشترك، وذلك فى ظل اهتمام دول الخليج بأفريقيا والاهتمام بأمن البحر الأحمر.

كيف ترى ممارسات بعض الدول الأخرى في أفريقيا، خاصة إسرائيل وتركيا؟

بعض الممارسات التى تمارسها الدولتان من تدخل فى شئون دول الجوار، خاصة أن إسرائيل دول احتلال وكون تركيا تسعى فى فكرة الخلافة والعثمانية الجديدة يثير حساسية اتجاه هاتين الدولتين، خاصة أنهما عضوان فى حلف الناتو، وبالتالى كيف يمكن التعاون مع دولتين يمثلان هواجس متعلقة بالأمن القومى.

أردوغان يشهد سقوطا وانهيارا خلال تلك الفترة، حيث تدخل فى سوريا وسعى إلى التوسع فى مناطق من حق دولة قبرص، وليست من حقه، وتبنى سياسيات تقوم على تمويل الإرهاب كل تلك الأمور أخذت الدولة التركية من النجاح إلى الفشل، وبالتالى، كلما نظر من حوله رأى مصر فى صعود والجيش السورى يسيطر على الأراضى ويستعيد قواه، ويسقط طائرات إسرائيلية، ويتصدى لصواريخ إسرائيل، الأمر الذى يعنى أن مخطط تركيا وإسرائيل فشل، وبهذه المرجعية كيف يصبح لك استثمار فى دول أفريقيا.

كيف ترى القمة العربية الأفريقية المزمع عقدها فى الرياض؟


القمة العربية الأفريقية القادمة، سيكون لها دور كبير فى تحجيم كل من إسرائيل وتركيا وبالذات أن تركيا لم تأخذ الموقف الذى كان منتظرا منها فى التصدى لإيران والمد الإيرانى فى اليمن، وبالتالى، العرب والأفارقة لابد أن يلوذ كل طرف منهما بالآخر لبناء قوى واحدة.