الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يجوز للزوج إسكان أبيه مع زوجته في منزل الزوجية؟.. الإفتاء توضح

هل يجوز للزوج إسكان
هل يجوز للزوج إسكان أبيه بمنزل الزوجية؟

أوضح الشيخ محمود شلبى، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه لا يجوز للزوج إسكان أبيه مع زوجته فى منزل الزوجية؛ إلا بعد موافقة الزوجة ورغبتها فى هذا.

وأضاف «شلبى» فى إجابته عن سؤال:« هل يجوز للزوج إسكان أبيه مع زوجته في منزل الزوجية؛ علمًا أن الأب ميسور الحال، وزوجى هو الابن الوحيد لأبيه؟»، أنه فى حالة عدم رضاء الزوجة عن رغبة زوجها فى إسكان الأب أو غيره فى مسكن الزوجية؛ لا يصح له إرغامها على الأمر.

وأكد أمين الفتوى ، أن من حق الزوجة شرعًا أن يكون لها بيت مستقل مع زوجها وأولادها فقط؛ فلا يجوز للزوج الإقدام على إسكان أحدًا من أهله؛ إلا بعد موافقتها ورضاها.

يذكر أن من حقوق الزوجية ألا تأذن الزوجة لمن يكره الزّوج من دخول بيته إلا بإذنه: فإن من حقوق الأزواج على زوجاتهم ألا يُدخِلن بيوتهم أحدًا يكرهونه إذا طلبوا منهنّ ذلك وعلمن بكرههم لذلك الشّخص حتى إن كان أقرب النّاس إليها.

والدليل على وجوب استئذان الزوجة زوجها فيمن يدخل بيته هو : ما رؤى عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يحلّ للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه»، متفق عليه.

واسُتدل أيضًا بحديث جابر -رضي الله عنه- قال: قال عليه الصّلاة والسّلام:«... فاتّقوا الله في النّساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهنّ ضربًا غير مُبرح، ولهنّ عليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف»، رواه مسلم.

بعض حقوق الزوجة على الزوج
- المهر، وهو حق خالص للمرأة ولا تكلف أن تشتري به أي شيء لتجهيز بيت الزوجية أبدًا، قال تعالى: «وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا».

- الصبر والتجاوز عن هفوات الزوجة وأخطائها، وذلك بعدم كره المرأة بسبب طباعها أو أخلاقها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا؛ فإنَّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلَاهُ؛ فإنْ ذهبْتَ تُقِيمُهُ كسرْتَهُ، وإنْ تركتَهُ لمْ يزلْ أعوَجَ؛ فاسْتوصُوا بالنِّساءِ خيرًا»، كما اسُتدل بقوله- صلى الله عليه وسلم-: ( لا يفرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كرِهَ منْها خُلقًا رضِيَ منْها آخرَ أو قال: غيرَهُ».

- تعليمها أمور الدين الإسلامي، والسماح لها بحضور مجالس العلم لتتعلم أمور دينها، حيث قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ».

- تجنب إيقاع الأذى بها، عن طريق تجنب الإهانة كالضرب المبرح أو السب وغيرها من الإساءات، حيث سأل رجل رسول الله -صلى الله عليم وسلم-: «قالَ: يا رسولَ اللَّهِ، ما حقُّ زوجةِ أحدِنا؟ قالَ أن تُطْعِمَها إذا طعِمتَ، وتَكْسوَها إذا اكتسيتَ، ولا تضربَ الوجهَ، ولا تقبِّحَ».

- الوفاء لها، يجب على الزوج أن يخلص لزوجته وأن لا ينسى عشرتها حتى إن ماتت أو طلقت منه حيث قال تعالى: «وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ»، كما عليه أن لا يذكر فيها عيبًا وأن لا يفشي سرًا أسرته إليه.

- حسن المعاشرة بالمعروف يجب على الزوج أن يحرص على حسن العشرة مع زوجته، وذلك عن طريق إكرامها والترفق بها، حيث قال تعالى: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا»، بالإضافة للعناية بالتعامل معها برحمة والاهتمام بتطييب خاطرها، وكف السوء والأذى .

- حق النفقة فيعد من أوكد الحقوق للزوجة على زوجها، ويشمل توفير المسكن المناسب والطعام واللباس بما يماثلها كغيرها من النفقات الضرورية، وقد أقر ذلك الحديث الشريف: «أن تُطْعِمَها إذا طعِمتَ، وتَكْسوَها إذا اكتسيتَ....»، وتمثل هذه الأمور الحد الأدنى من النفقات التي تستحقها المرأة، فقد تختلف طلبات النساء باختلاف طبقتها المادية والاجتماعية، حيث ما يناسب واحدة من النفقات قد لا يناسب أخرى، فكل ذلك من شأنه أن يحقق المودة والرحمة بينهما .

جانب من حُقوق الزّوج على زوجته
- طاعتُهُ في أمره وشؤون بيته: وتكونُ الطّاعةُ فيما يتّفقُ مع مرضاة الله وأوامره، فلا تكونُ الطّاعةُ في سخط الله وغضبه ومُحرّماته، ومن وجوه طاعة الزّوج تلبيتُه إذا دُعاها لفراشه، والسّفر معهُ والتّرحالُ ما لم يكن منفيًا حين العقد عليها، ولُزوم بيته ما لم يأذن لها الخُروج، واستئذانه في صوم النّوافل حتّى لا يتأذّى لحاجته.

- حفظُهُ في ماله ونفسها: وهذا الحقُّ من صلاح المرأة وحسن دينها وخُلُقها، وفيه وصفٌ رقيقٌ في آيات القرآن الكريم إذ يقول الله –تعالى-: «فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ»؛] ففى الآية إشارةٌ لحقّ الزوج على زوجته في الطّاعة وحفظ نفسها وماله حال غيابه، ويدلُّ التزامُها بذلك الحقّ على استقامتها وخيرها وديمومة طاعتها، ويترتّبُ على ذلك عونُ الله لها وتوفيقه وحفظها من المعاصي والآثام؛ لما ظهر من حُسن مُعاشرتها وصفاء نيّتها واستقامتها.

- الخدمة والقنوت: وخدمة الرّجل في منزله من صور طاعة الزّوجة وقنوتها، وقنوتُها يكونُ بحبس نفسها على غيره مطلقًا، فلا يُشغلُ قلبُها وعقلُها ووقتها بغيره، وتفانيها في كسب رضاه فيما أحلّ الله وأوجب، وأن يكون زوجُها أهمُّ ما يشغلها وأوّله، وفيما بعدهُ أهلها بعد إذنه، وفي ذلك أنّها موقوفةٌ عليه وحده وهي بذلك قانتةٌ صالحة.

- اهتمام الزّوجة بنفسها والتزيُّن والتجمُّل لزوجها: فتكونُ في بيته ملكةً تسرُّه إذا نظر إليها، قال رسول الله:« خيرُ نسائِكم من إذا نظر إليها زوجُها سرَّتْه , وإذا أمرَها أطاعتْهُ , وإذا غاب عنها حفظَتْهُ في نفسِها ومالِه»؛ فيلزمُ عليها بذلك التطيُّبُ والتجمُّلُ بما يجعلها حسنة المنظر والمظهر، ثمّ تولي نفسها وبيتها وأولادها اهتمامًا يرضيه، ولا تُطالبه بما لا يُطيقُ ولا يحتمل، ثمّ إن كان منهُ أذى فإنّها تصبرُ على أذاه، فتكونُ قد أوفته حقّهُ ولزمت الخير وعملت به.

مراعاة الحقوق الزوجية السابقة؛ سواء للزوج على زوجته أو للزوجة على زوجها يساعد على تحقيق الوئامُ وتوافّرُ السّعادةُ إذا ما عرف كلُّ طرفٍ فيها حقوقهُ وواجباته، وأبدى استعدادًا في تحقيق التّآلف من خلال التزامه بدوره الإيجابيّ السّليم، وتحمّل دوره ومسؤوليّته تجاه الآخر، فتتوفّرُ بذلك سعادةُ الزّوجيّة، وتكتملُ فيهمُ المودّةُ وتغمُرُهم رحمةُ التّشارُك والمحبّة، ولكلا الزّوجين حقوقٌ يُؤدّيها شريكُه بأفضل ما يُمكن؛ لاستمرار النّهج السّليم في المُعاشرة الطيّبة، ومن حُقوق الزّوج على زوجته.