الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التفاصيل الكاملة لجريمة قتل "ملاك قنا البريء" بداية من الاختفاء حتى العثور على جثته

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

جريمة هزت الرأى العام بمحافظة قنا، بدأت تفاصيلها باختفاء الطفل أحمد .س .أ 11 عامًا، بعد صلاة الجمعة، أثناء توجهه لإحضار بعض المتطلبات للمنزل، لكنه لم يعود إلى المنزل كما هو المعتاد التزامه بالمواعيد، وهو ما تسبب فى حالة القلق لدى والديه اللذين اعتادا على احترام نجلهما للمواعيد، فخرجا يبحثان عنه فى المنطقة المحيطة.

مرت الساعات كالسنوات على عائلة الطفل الفقيد التى لم تعتد من نجلها سوى كلمة حاضر ونعم، لكنه لم يظهر فتم الاستعانة بالكاميرات المحيطة بمنزله، لرصد تحركاته، لكنه رصدته بالقرب من مكان الجريمة الذي تم اكتشافه فيما بعد، لكن دون أى آثار له، فتم تكثيف البحث فى نطاق أوسع، لكن دون أى بشائر تطمئن قلب عائلته الحزينة.

مواقع التواصل الاجتماعى، كانت المحطة التالية أمام عائلته، التى سارعت بنشر استغاثات تحمل بياناته و أوصافه كاملة، و أمام وجهه الملائكى البريء تنافس رواد مواقع التواصل لنشر ومشاركة بيانات الطفل الفقيد، أملا فى الوصول إلى أى خيط أو معلومة تكشف لغز الإختفاء الغريب، لكن فشلت أيضًا فى كشف غموض الاختفاء.

المباحث عقب مرور 24 ساعة على الاختفاء حررت محضرًا رسميًا بذلك، وبدأت عمليات البحث والتحرى و مداهمة المنازل المهجورة حول منزل الفقيد، بعدما ترددت شائعات باحتمال استخدام المجنى عليه كقربان لأعمال الدجل والشعوذة التى تستخدم فى التنقيب عن الآثار، لكن هذه الجهود لم تفلح أيضًا فى الوصول إلى أى نتيجة، ما زاد غموض الجريمة.

أهالى قنا بمختلف قبائلها وعائلاتها، كان لهم دور فى مشاركة العائلة الحزينة أعمال البحث عن الطفل الفقيد، لكن رغم الجهود الصادقة، إلا أنها لم تسفر عن أى جديد، مع استبعاد تام لمغادرة الطفل حدود المنطقة لأخلاقه وسلوكه المشهود له من الجميع.

بعد مضى 4 أيام كانت المفاجأة الصادمة، حيث عثر عمال بناء فى برج سكنى تحت الإنشاء بالمنطقة، على جثة المجنى عليه تحت أكوام من الرمال، أثناء مزاولة عملهم، فتم إخطار أجهزة الأمن التى فرضت كردون أمنى حول المكان وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفى قنا العام، و استدعاء الطبيب الشرعي الذي أفاد بتعرض المجنى عليه للخنق قبل الوفاة.

ساعات قليلة بعد العثور على الجثة، وتمكنت أجهزة الأمن من تحديد هوية القاتل من بين مجموعة أشخاص تم القبض عليهم، حيث تبين أن حدث يدعى عبدالرحمن. أ.ح 16 سنه" نجل حارس العقار" وراء ارتكاب الجريمة، لعدم تلبية المجنى عليه دعوات القاتل مشاركته اللعب، فقرر أن ينتقم منه واستغل مروره أمام العقار عقب صلاة الجمعه، و و ضع سلك كهرباء حول رقبته، و أثناء محاولة المجنى عليه الهروب وقع من الدور الخامس فى البدروم، ولفظ أنفاسه الأخيرة.

خوفًا من اكتشاف الجريمة سارع الشيطان القاتل، بوضع كميات من الرمال فوق جثمان الطفل البرىء حتى أخفى جسده كاملًا و بعدها وضع باب خشبى فوق الرمال، ظنًا منه أن الجريمة لن تنكشف، لكن القدر أراد لجثة الفقيد أن ترقد بسلام و يزف إلى قبره وسط مئات المشيعين الذين كسى الحزن ملامح وجوههم تعاطفًا مع الملاك البرىء.

القصاص العادل و العاجل من المتهم القاتل المشهور عنه سوء سلوكه وتعاطيه للمواد المخدرة، دعوات لا تتوقف من أبناء قنا على مواقع التواصل الاجتماعى، للاسراع بتنفيذ حكم الإعدام فى المتهم الذى ارتكب جريمته الغادرة دون خوف من عقاب رادع، مع مطالبات للمحامين بعدم الترافع عن الشيطان القاتل حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب هذه الجرائم.

النيابة التى قررت حبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات، ذهبت بالمتهم إلى موقع ارتكاب الجريمة لتمثيل الجريمة فجرًا، خوفًا من فتك الأهالى الغاضبين بالمتهم الخائن، وتم إقران وقائع تمثيل الجريمة باعترافات المتهم التى تطابقت مع تمثيله للجريمة الغادرة.

قرار النيابة بحبس المتهم 15 يومًا، لم يبرد نيران الغضب المشتعلة فى قلوب عائلة الطفل الفقيد أو قلوب المتعاطفين معه من شتى البلاد، و لن تنطفئ إلا بقصاص عادل وحقيقي من القاتل وسط تخوفات من سريان قانون الطفل على القاتل المعروف عنه سوء سلوكه.