الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل سور القرآن نزلت كاملة أم متفرقة على سنوات.. الإفتاء تجيب

كيف نزلت سور القرآن
كيف نزلت سور القرآن

قال الدكتور عمر الوردانى، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن القرآن نزل مفرقًا في ثلاث وعشرين سنة، منها ثلاث عشرة سنة بمكة، وعشر سنوات بالمدينة، وجاء التصريح بنزوله مفرَّقًا في قوله- تعالى- : «وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا»، (سورة الإسراء:الآية 106)، وبين المعنى: "أي جعلنا نزوله مفرقًا كي تقرأه على الناس على مهل وتثبت، ونزَّلناه تنزيلًا بحسب الوقائع والأحداث".

وأوضح«الوردانى» فى إجابته عن سؤال:« ما هي السورة التي نزلت كاملة في القرآن؟» أن هناك من سور القرآن ما نزل جملة واحدة، وأكثر ذلك من قصار السور، كسور «الفاتحة والقدر والماعون والكوثر والفيل والنصر والكافرون وغير ذلك».

وتابع: "ومما ذكره العلماء من غير قصار السور مما نزل جملة واحدة : سورة الأنعام والأعراف والتوبة والكهف والفتح والصف والمرسلات ، على خلاف بينهم في ذلك" .

وأضاف أنه على سبيل المثال: «سورة الأنعام» رؤى الطبرانى بإسناد أن سورة الأنعام نزلت كاملة؛ وإن كان الامام الحافظ ابن صلاح قال: " أن إسناده فيه ضعف".

وذكر أمين الفتوى أن الصحيح الذى يميل إليه المحققون أن هذه السور نزلت«منجمة» بمعنى: أن بعض آياتها نزل بالمدينة والبعض الآخر بمكة المكرمة.

أول سورةٍ نزلت كاملةً فى القرآن
اختلف العلماء في تحديد أول سورةٍ من سور القرآن الكريم التي نزلة كاملةً، إلا أنّ الراجح أنّها سورة المدثر، فذهب أكثر أهل العلم: أنّ سورة العلق لم تنزل كاملةً، بل كانت بدايتها أول ما نزل من القرآن فقط، وليست بكاملها.

التعريف بسورة المدثر
سميت سورة المدثر بهذا الاسم: لأنّ الموضوع الرئيس الذي تحدثت عنه حال الرسول -عليه الصلاة والسلام- حين ناداه الله -تعالى- واصفًا حاله الذي كان عليه من التدثّر بالثوب، وسورة المدثر سورةٌ مكيةٌ من المفصّل، عدد آياتها ستٌ وخمسون آيةً، كان نزولها بعد نزول سورة المزمل، وترتيبها الرابعة والسبعين، وتقع في الجزء التاسع والعشرين من المصحف، وتحديدًا الحزب الثامن والخمسين، الربع السادس، بدأت السورة بأسلوب النداء، وتحدّثت عن بعض الجوانب من شخصية الرسول - صلّى الله عليه وسلّ- .

دروسٌ وعِبرٌ من سورة المدثر
تضمنت سورة المدثر العديد من الدروس والعِبر والعظات:
- الحرص على تبليغ الدعوة ونشرها.
- عدم الركون إلى الكسل والدعة وغير ذلك،
- كما لا بدّ من تعظيم الله تعالى، وإجلاله، إعلاء مكانته، وبذل أنفس الأمور في سبيل نيل رضاه وتحقيقه، فهو رب كل شيءٍ، والخالق لكلّ شيءٍ، ولذلك فعلى الداعية عدم تقديم أي شيءٍ على طاعة الله تعالى، وخدمة رسالة الإسلام، دون الخوف أو الوجل من أحدٍ.
- الحرص على تطهير النفس وتزكيتها من الذنوب والخطايا والفواحش، إضافةً إلى أهمية طهارة الثوب والبدن من النجاسات والخبائث، وبذلك يتوافق الظاهر مع الباطن، وطهارة البدن تسلتزم البعد عن الذنوب وأهلها إلّا إن كان في القرب منهم أمرًا لهم بالمعروف والخير.
- لابدّ الداعية من التحلّي بالصبر، وتحمّل الأذى الذي سيواجهه في سبيل نشر رسالة الإسلام .