الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هبة مصطفى تكتب : سياسة العقارب السامة

صدى البلد

الحق مزعج للذين اعتادوا ترويج الباطل حتى صدقوه، فماذا يفعل ذو مروءة بين اهل الخداع فى عالمهم المهجن حسب الغرض . وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا يعلو شأن أصحاب الدم البارد ؟ الإيجابية واضحة . هم أرباب الكلام المرتب ولغة الجسد فيتم "‎الترويج لافكارهم الخبيثة والمتردية على رفات من يعترض اهدافهم الشخصية لا أهداف بلادهم" وبدون ان تطرف لهم عين وبدون أن تؤرق ضمائرهم . 

وللأسف هذه العقلية مستدرجة لأصحاب النفوذ والسلطة للتعاطف معها وزيادة رصيدها من النزاهة المفتعلة لديهم وتحركها يتم وفقا لمعايير مرتبة ومخطط لها بسرعة فائقة في تغير لونها وللاسف هذه الفصيلة منتشرة ‎في شتي مجالات منظومة الدولة بكافة تخصصتها، الامر الذي ينذر بولادة نوع اخر من الإرهاب الخفي من أجل التمكين الوظيفي والمادي. 

 نعم هؤلاء أرباب خراب الدولة وينذر بحرب عالمية الأجل تحت شعار (استثمار الضمير الميت) الذي يظهر في أبهي صور التقي والاخلاق الزائفة المتشعبة وكلماتها موحدة "حرام ، أراعي الله" نعم تلك التي تعبث في جذور الدولة ويشارك فيها قاعدة رئيسة من أصحاب مبادرات( فينك يا مصلحة ) والسعي إلي الهدم الصريح لمؤسسات الدولة من خلال تطبيق (مبدأ الإنجاز ) بصرف النظر عن كواليس العمل وتصعيد الرموز الهشة، واتباع سياسة (الانفرادية ) وفي أغلب الأحيان ( الشمشرجية ). ولَك ان تطلق العنان لخيالك الي ابعد الحدود وهناك مثل قائل (اذا لم تحترم الخلق احترم الخالق ) ولكن للاسف نجد أن اصحاب الدم البارد اذا فشل مخططهم داخليا هدموا المعبد واتجهوا عالميا الي ‎ضعف الصورة العامة للدولة و لمن يمثلها دوليا او اقليميا و ترويج اشاعات عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي والامني . 

هذه( الحرب الباردة ) وهي غير مسبوقة ، غير صريحة وتختلف عن الحروب التقليدية لتعدد أطرافها وسرعة التأثير كإعانات مالية لتجريف الدولة لصالح دولة معينة ، المصالح الخاصة ، والسلاح المستخدم فيها سلاح (استثمار الضمير الميت ) وهو أشد خطرا من الحرب النووية . ومن هذا المنظور نجد ان الحل الأمثل لمواجهة الحرب الباردة هو الضرب من حديد علي التدابير الخاصة بهم والتفرقة بينهم وقطع الايدي التي يبطشون بها علي اي عائق والربط بين الأحداث ونداء عاجل لأولي الأمر عن التوقيع بالترشيح لمركز قيادي او مستشار او ما شابه ذلك إلغاء شماعة (وفقا لمتطلبات العمل ومقتضياته ) وليس هناك ما يطلق عليه (المستحيل او الصندوق الأسود للمسئول ) والذي تمتد أصابعه الأخطبوطية في العديد من المواقع رافضا ان يشاركه أحد في مهامه الفولاذية والتي هي في الاصل نتاج أخرين وهو في الأصل لا يصلح لقيادة سيارته ‎بل يستمد قوته الهشة الممزقة من وليه وأقل منه . 

وكعادتي لا يأس مع الحياة فيمكن ان نحول هذه الظاهرة السلبية الي ايجابية وخاصة ان هدف المسئول هو إنجاح المنظومة واستمرار العمل دون تقصير ليس من اجل المنظومة فقط ولكن من اجل الوطن بمعناه الحقيقي الذي يغيب عن ذهن أشباه الرجال هو عدم التمكين وخاصة أن هولاء لهم ماض لا يختلف كثيرا عن ارباب الفصيلة المحجوباتية بل تحويله الي مصدر معلوماتي فسيجتهد للمصداقية في اول الامر لاكتساب الثقة وبعدها يرتب وينتقم.. لهذا لابد من استغلال فترة الثقة المتبادلة و إلزامه بالمعايير الحقيقية والاخلاقية والقانونية في آليات تنفيذ العمل تحت رقيب .

لابد من علاج نفسي لمثل هؤلاء ‎ليتحول الي قيادي فعال واستقصاء الثقافات السرطانية التي تربي عليها من التهميش والتكويش واخذ اللقطة واتباع سياسة التحجيم والترغيب حتي إتمام علاجه . بالله عليكم قيادتنا السياسية تعمل جاهدة لمواجهة الارهاب الخارجي لماذا تصدر لها هذا النوع من الإرهاب الاسود الذي ينخر في عمودها الفقري .

أرجو تجريم عقوبة الفساد الاداري . ولاتقتلوا ارواحا تسعي من اجل لقمة العيش . فرّق بعدالة لظهور المتميز وعاقب الكسول او المخطئي . ما معني الرسائل المتكررة لقيادتنا حول بناء الانسان ؟ لانه رصيد البلاد بل أثمن الأرصدة التي تعتمد عليها الدولة ‎لمواجهة الازمات وتنطلق بها الي الحياة الآمنة الكريمة كدرع واق يحمي كرامة اجيال جديده من حوجة السؤال والخضوع لقوانين الغربه ليتوافق مع اهداف الاصلاح والتنمية المستدامة وكفي نباح غربان الباطل ، كفي آلِ الشر والمصالح الخاصة القيادة السياسية لا تحكم وحدها لا تحاسب وحدها لابد من كسر الأقلام المهتزة و المحسوبية فهي أقلام خائنة تكسر وطنا لا يعوض .