الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ريموندا بشرى تكتب.. "اللهو الخفي والساحة الدولية"

صدى البلد

كانت الولايات المتحدة قبل الحرب العالمية الأولى تنتهج مبدأ العزلة والابتعاد عن كافة الصراعات العالمية وخصوصا ما كان يحدث في القارة الأوروبية، وقد ساعدها على ذلك الموقع المتميز حيث قد جنبها ويلات الحروب، إلا أن بظهور ألمانيا كقوة تريد الهيمنة وتدميرها سفنا عليها ركاب من الشعب الأمريكي كانت هنا القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث طلب الرئيس ويلسون من الكونجرس الدخول في الحرب وفي عام 1917 تدخلت امريكا في الحرب وكان لها دور مؤثر ثم رجعت إلى عزلتها من جديد.

ومن هنا نقول إنها قد لعبت دور "اللهو الخفي" الذي جعل النصر حليف المملكة المتحدة، لذلك تظهر دائما في دور حمامة السلام تنشر أغصان الزيتون كلما تواجدت إلا أن مصلحتها القومية تطغى على أي شعارات دولية.

وتدق طبول الحرب العالمية الثانية وتلعب من هنا دورا جديدا حيث أن الرئيس الأمريكي روزفلت كان من مؤيدي الدخول في الحرب إلا أن الرأي العام الأمريكي كان يرفض من أجل الاستناد على مبادئ ويلسون واحترام سيادة الشعوب وحريتها، إلا أن في عالم السياسة لا يوجد بها مبادئ بل من يحكمها هو الأقوى حيث ساند روزفلت في البداية إنجلترا وفرنسا من خلال دعم الأسلحة والدعم المادي ويظهر هنا أيضا سياسة " اللهو الخفي" التي طالما انتهجتها الولايات المتحدة حيث دعمت جيرانها وقد أمسكت ببوصلة الحرب من خلف الستارة ولم تعلن الحرب على ألمانيا بل الأخيرة هي التي قد اعلنت الحرب ومن هنا تحققت سياسة اللهو الخفي التي طالما تم إتباعها وخرجت الولايات المتحدة منتصرة بغنيمة الحرب إلا أنها لم تعلن الحرب على ألمانيا.

وتبدلت الصورة الدولية وأصبح هناك دور جديد تتبعه الولايات المتحدة الامريكية وهو " الرجل الذي بلا كلمة ثابتة".