الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطة أردوغان الكبرى لعودة داعش مجددا إلى سوريا.. العدوان التركي على الشمال السوري يهدد بإبادة جماعية للأكراد.. وغضب بين الجمهوريين بسبب تساهل ترامب مع أنقرة

صدى البلد

الهجوم التركي على الأكراد...هدية أردوغان لداعش
حملة جمهورية شرسة في الكونجرس لفرض عقوبات على تركيا
وسائل إعلام أمريكية تفتح النار على ترامب لتردده في الرد على سلوك تركيا العدواني



مع دخول اليوم الثالث للعدوان التركي الغاشم على شمال شرقي سوريا تحت مسمى عملية "نبع السلام"، يظل موقف الولايات المتحدة إزاء إرهاب نظام أنقرة ورئيسه، رجب طيب أردوغان، مثارًا لتساؤلات شتى خاصة مع تناقض تصريحات الرئيس دونالد ترامب تجاه هذا الأمر.

الرئيس الأمريكي أعلن، أمس الخميس، أن أمام واشنطن 3 خيارات للتعامل مع أنقرة بعد الهجوم التركي على شمالي سوريا، قائلًا في تغريدات عبر "تويتر": "إحدى تلك الخيارات هي التوسط بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية للوصول إلى اتفاق، وثمة خيار آخر يتمثل في توجيه ضربة مالية قوية للاقتصاد التركي"، ومنوها في الوقت ذات إلى إمكانية إرسال آلاف الجنود الأميركيين إلى المنطقة.

بعد هذه التصريحات بدقائق، أعلن النواب الجمهوريون في مجلس النواب الأميركي أنهم سيطرحون قرار عقوبات على تركيا ردا على عدوانها، حيث قالت النائبة الجمهورية ليز تشيني في بيان "يجب أن يواجه أردوغان ونظامه عواقب وخيمة بسبب الهجوم بلا رحمة على حلفائنا".

في الوقت نفسه، كشف مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية أن بلاده ستفرض إجراء عقابيا على تركيا إذا تورطت في أي تحركات "غير إنسانية وغير متناسبة" ضد المدنيين خلال توغلها في شمال شرق سوريا.

وذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية في تقرير لها، أول أمس، أن ترامب قرر التخلي عن الأكراد لمصلحة أسوأ أعدائهم، وهو أردوغان، مشيرةً إلى تنظيم داعش الإرهابي أصبحت لديه فرصة سانحة للظهور بقوة مرة أخرى بسبب العدوان التركي إذا تشتت انتباه الأكراد، كما أنه خبر جيد لإيران التي تريد تحويل سوريا إلى قاعدة لمهاجمة إسرائيل، الأمر الذي سيصبح أسهل بكثير.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن السبب الذي يجعل العديد من المحافظين في الولايات المتحدة يتحدون ضد قرار ترامب، هو قناعتهم بأن أردوغان عدو للولايات المتحدة، حتى ولو كانت بلاده جزءًا من حلف شمال الأطلسي ناتو.

وقالت "فوكس نيوز" إنه في حالة أظهر ترامب جدية في منع تركيا من ارتكاب مذابح في حق السوريين الأكراد، لدعم جهود وزارة الخارجية للتفاوض على اتفاق أمني حدودي عوض إعطاء أردوغان الضوء الأخضر للاجتياح. ولكن أخطاء مماثلة متوقعة حين يتخذ ترامب قراراته تلقائيًا بدل طلب مساعدة أبرز مستشاريه.

واتفقت مجلة "نيوزويك" الأمريكية في تقرير نشرته، أمس الخميس، مع رأي "فوكس نيوز"، إلا أن أوضحت أن عواقب الغزو التركي ستكون وخيمة للغاية، إذ أن العديد من المدنيين الأكراد الذين تضرروا من العدوان التركي سيتحولون مع مرور الوقت إلى مليشيات مسلحة قوية للغاية، الأمر الذي يهدد مستقبل جميع الأكراد في سوريا.

وقالت المجلة إن أردوغان يستخدم في عملياته بالشمال السوري قوة عسكرية غاشمة وقوية للغاية وذلك في سبيل تحقيق أهدافه في أسرع وقت ممكن، قبل أن يكون هناك حشدًا دوليًا للتصدي له، لافتة إلى أن تلك الأهداف تتخلص في احتلال 20 كيلو متر من شمال سوريا، رغم أنه لن يقدر على هزيمة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي ستنسحب جنوبًا وتقيم تحالفات عسكرية مع القوات الأمريكية المتواجدة هناك.

وأكدت "نيوزويك" أن الفائز الوحيد من تلك المعركة هو تنظيم داعش، الذي لا يزال له وجودًا في سوريا والعراق بعكس مزاعم ترامب، ذلك أن زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، لا يزال على قيد الحياة وحرًا طليقًا، إلا أن القوة العسكرية الوحيدة التي نجحت في احتوائه كانت "قسد" المدعومة من واشنطن، لكن في حالة عودة داعش مرة أخرى بقوة، فإن المدنيين الأكراد سينزحون من جميع المناطق العربية مثل الرقة ودير الزور في سبيل الدفاع باستماته عن الشمال ذو الأغلبية الكردية.

ويتمتع السوريون الأكراد بنفوذ ملحوظ على الأرض، لأنهم يحتجزون 12 ألف سجين داعشي و 58 ألفًا من زوجات وأولاد هؤلاء المقاتلين. وبإمكان الأكراد إطلاق سراح المحتجزين لإثبات عجز تركيا عن السيطرة على التهديد الإرهابي.

ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن قسد ساعدت الولايات المتحدة في هزيمة تنظيم داعش في شمال سوريا، إلا أن الطموح الكردي التاريخي بالحصول على حكم ذاتي إقليمي جعل العلاقات بين أنقرة وواشنطن معقدًا، حيث إن أردوغان يعتبر وجود الأكراد عند حدودها تهديدًا، ويرى في مقاتليهم إرهابيين.

وأكدت الصحيفة في تقرير آخر أن قرار ترامب بسحب الجنود الأمريكيين من الحدود السورية أو الانسحاب الشامل، أعطى الضوء الأخضر لمهاجمة تلك القوات، حيث طلبت الإدارة الأمريكية من قسد إزالة مواقعها الدفاعية، ما يتركها عرضة للهجوم التركي المنتظر. وفككت قوات سوريا الديمقراطية تحصيناتها لأنها كانت واثقة من قدرة واشنطن الدبلوماسية على كبح جماح تركيا. لكن هذا الوعد يبدو الآن أجوف.

وذكرت مجلة"فورين بوليسي"، أن "خطوة ترامب الأخيرة تكافئ عضوًا في الناتو على سلوكه السيئ، كما فعل عدة مرات عند تعامله مع تركيا. فقد احتجزت حكومة أردوغان أمريكيين وعاملين في وزارة الخارجية الأمريكية، رهائن، وساعدت إيران على تفادي عقوبات أمريكية في أوج محاولات واشنطن لتقويض طموحات طهران النووية بين 2012 و2014، واشترت أخيرًا منظومة دفاعية جوية روسية، رغم تحذيرها من تلك الصفقة".

ولفتت المجلة إلى أن أردوغان نجا بأعجوبة من أي ردة فعل ديبلوماسية، ومن عقوبات، أو غرامات أمريكية، بفضل تساهل لا يمكن تفسيره، ويتناقض مع التشدد في حديث ترامب، مؤكدة أن أكثر ما يدعو للدهشة، ما صدر عن عدد من قادة الحزب الجمهوري الذين تساءلوا عن قرار الرئيس، ومنهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، ونيكي هالي، سفيرة إدارة ترامب سابقًا لدى الأمم المتحدة.